تجمع نحو مئة من الاسرائيليين والفلسطينيين الاربعاء للمشاركة في بطولة للعب طاولة النرد في مشهد نادر يجمع بين الطرفين المتنازعين في القدس.
تحت خيمة كبيرة ارتفعت منها انغام الموسيقى العربية، تجمع المشاركون من اسرائيليين وفلسطينيين للعب وتدخين الشيشة في اجواء شرقية.
يقول عبود وهو تاجر عربي خمسيني من بيت لحم في جنوب الضفة الغربية، لم يرغب بالكشف عن اسمه كاملا "اذكر في الماضي عندما كنت اذهب للسهر هنا وفي تل ابيب وحيفا. كان لدي اصدقاء اسرائيليون وكانوا يأتون لزيارتي في بيت لحم لتناول الحمص والفلافل".
على الجانب المقابل من الطاولة، جلس باروخ مئيري، وهو اسرائيلي من اصول عراقية يشعر بسعادة لتحدثه بلغته الام العربية.
ويقول مئيري الذي شارف على السبعين "كوني من العراق، هذه هي الاجواء والموسيقى واللغة واللعبة هو كل ما احلم به لهذه الدولة".
ولم يكن الرجلان ليلتقيا لولا هذه الامسية التي نظمت خلالها المسابقة. ويؤكد مئيري ان هذه البطولة تشكل حجة له ليتذكر الماضي وشعور "التعايش" الذي اختبره في بلده الام العراق او حتى قبل بناء اسرائيل للجدار الذي يفصلها عن الضفة الغربية المحتلة.
--بطولة القدس--
احتلت اسرائيل القدس الشرقية العام 1967 واعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها عاصمتها "الابدية والموحدة" في حين يسعى الفلسطينيون الى ان تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولتهم العتيدة.
وتشكل القدس لب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وثمة توتر كبير بين الاسرائيليين والفلسطينيين من سكان المدينة المقدسة، مع غياب الاحتكاك ببعضهم البعض على المستوى الشخصي الا في حالات نادرة للغاية.
وقررت مجموعة من نشطاء السلام والتعايش الاسرائيليين والفلسطينيين اللجوء الى هذه اللعبة وهي من الاقدم في العالم لمحاولة خلق او "اعادة خلق" رابط بين الشعبين.
وتواجه لاعبون اسرائيليون وفلسطينيون في بطولة طاولة النرد على امتداد اربع امسيات سواء في الشطر الشرقي المحتل او الغربي من المدينة، في منازل خاصة او في اماكن عامة بعيدا عن انظار الشرطة.
وحول الطاولات، تجلس سيدات فلسطينيات محجبات وسيدات يهوديات متدينات ورجال فلسطينيون ويهود متشددون يرتدون القلنسوة اليهودية التقليدية واطفال.
ويؤكد زكي جمال وهو احد المنظمين الاسرائيليين "هذا اقصى مستوى من التفاعل مع عربي او يهودي بالنسبة لكثيرين".
ويقول محمود الرفاعي، احد المنظمين الفلسطينيين "في الامسية الاولى، كان هناك 150 شخصا. ثم في الثانية زاد عدد الناس مع مشاركين جدد من نوع اخر : اولئك الذين عرفوا الزمن الجميل حيث كانت القدس خليطا من اليهود والمسلمين والمسيحيين".
ويؤكد الرفاعي "الوضع ليس كما يحاول السياسيون اقناعنا به. انظروا الى ما يحبه الناس".
واكتشف منظمو الدورة ان الفلسطينيين يمارسون لعبة "المحبوسة" التي لا يعرفها الاسرائيليون.
ويطلق الاسرائيليون والفلسطينيون على طاولة النرد اسم "شيش بيش" وهي لعبة شعبية جدا في المقاهي الاسرائيلية والفلسطينية.
ويرى زكي جمال "ثمة شيء ما في طاولة النرد يجذب الى هنا اشخاصا مختلفين للغاية، وليس فقط نشطاء السلام المعتادين بل اشخاص لا يرغبون بالحديث عن السياسة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر