بذلت قطر مجهودات لوجستية واقتصادية كبيرة كي لا يمر أول مونديال لكرة اليد يقام في إحدى دول الخليج مرور الكرام، والعمل على عدم وجود أي مقعد خاو في المدرجات، كما وعدت خلال تقديم ملف ترشيحها.
ولتحقيق هذا الهدف دعت قطر، من خلال اتحادات المنتخبات المشاركة في البطولة، المشجعين للحضور مع فرقهم البالغ عددهم 23 منتخباً بخلاف البلد المضيف، على نفقة الدولة الخليجية.
ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية، فإن رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، حسن مصطفى قال في تصريحات لمجلة هاندبول تايم، إن قطر تتوقع دعوة ما بين 5 و10 آلاف مشجع.
وأحدهم هو الإسباني خوانخو، القادم من فالنسيا، والذي أكد لـ(إفي) أنه سافر إلى الدوحة برفقة 21 شخصاً من مختلف روابط المشجعين الإسباني بدعوة من قطر من خلال الاتحاد الإسباني.
وهناك أيضاً العديد من الجنسيات أرجنتينيون وتشيليون، مثل أندريس، الذي يعترف أنه كان من المستحيل السفر إلى قطر دون دعوة، مشيراً إلى أن تذكرة الطيران فقط من تشيلي إلى قطر كانت ستكلفنا ألفي دولار لتشجيع منتخبنا.
ولكن لتشجيع المنتخب القطري، لم يتردد أصحاب الأرض في التعاقد مع جماهير لدعم الفريق الوطني لكرة اليد، الرياضة التي لا تحظى بشعبية كبيرة في البلد الخليجي.
وتم التعاقد مع نحو 50 مشجعاً إسبانياً من مختلف روابط المشجعين، إذ يتكفل الاتحاد القطري بتذاكر سفرهم ومبيتهم، إضافة إلى وجبات يومية.
ومن بين هؤلاء المشجعين بابلو أوليفر، أحد سكان فالنسيا الذي يشارك في تشجيع المنتخب القطري، والذي لم يتردد في إلهاب الحماسة في المدرجات بصحيات مثل "أنا قطري قطري قطري" و"باموس قطر"، وذلك خلال مواجهة قطر وإسبانيا في 21 من يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفي تلك المباراة فازت إسبانيا على قطر بنتيجة 28-24 أمام مدرجات شبه ممتلئة.
ورغم ذلك، فإن نسبة الحضور لم تكن مرتفعة في كل المباريات، ولهذا، فإن الاتحاد القطري لكرة اليد أراد أن يهدي الجماهير حفلات مباشرة لأشعر المغنيين المحليين والعالميين.
والخميس الماضي على سبيل المثال، استضافت صالة لوسيل حفلاً موسيقياً أحياه فاريل ويليامز، الذي نزل أرضية الملعب بعد انتهاء مباراتي الأرجنتين أمام ألمانيا والدنمارك أمام روسيا.
كما انضمت المغنية جوين ستيفاني مساء أمس إلى المهرجان القطري في لوسيل، في حفل أعقب مباراة بولندا والدنمارك.
وهذا يثبت التزام قطر بجعل مونديال اليد احتفالية لا تنسى، والذي يتسنى لمشجعين من مختلف الجنسيات المشاركة فيه.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، يتزين المطار بلافتات ترحيب بجميع اللغات وواجهات المباني بالمركز المالي للدوحة تزينت بلافتات ضخمة تدعو لحضور مباريات البطولة، التي تختتم منافساتها مطلع فبراير (شباط) المقبل.
ولكن على الرغم من كل هذه الجهود، لا تبدو الجماهير متفقة بشأن نجاح الاستراتيجية القطرية.
فبعيداً عن الثناء على تنظيم الحدث، فإن فرناندو، أحد المشجعين الإسبان الذين دعتهم قطر لمؤازرة منتخب بلاده، يعتقد أن الملاعب ليست مليئة بالقدر الكافي، وأن الجماهير تبدو "فاترة".
ومن جانبها تعارض ريم، وهي مشجعة قطرية، رأي المشجع الإسباني، إذ أكدت "لم أكن أتوقع أن يحضر هذا العدد الكبير من الجماهير للمباريات، التواجد هنا أمر مثير جداً للاهتمام ومسل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر