قال محمد بنشعبون، المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، إن الصحراء المغربية يُمكن أن تلبي 10 في المائة من احتياجات الطاقة الأوروبية من خلال مصادر طاقة متجددة؛ وهو ما يمكن للقادة السياسيين ورجال الأعمال الاعتماد عليه.
ذكر بنشعبون، في مقال منشور باسمه على موقع “EUobserver” المتخصص في الشؤون الأوروبية، أن المغرب يُعد وجهة رئيسية للمستثمرين الأوروبيين الباحثين عن فرص في مكان قريب ومتصل بالطرق التجارية الرئيسية في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وأشار المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار إلى أن المغرب يحتل المرتبة الأولى في مؤشر الاستقرار السياسي في شمال إفريقيا بحسب البنك الدولي، كما يتصدر تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بخصوص شمال إفريقيا.
وأكد وزير الاقتصاد والمالية السابق أن صندوق محمد السادس للاستثمار يسعى إلى لعب دور في دعم الاستثمار وتعزيز الاقتصاد، من خلال دعم مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تتيح قاعدة تنافسية للإنتاج الصناعي الحديث.
وسيعمل الصندوق، وفق بنشعبون، على تسريع وتيرة الاستثمار وتعزيز عمل القطاع الخاص لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، والتوجه نحو اقتصاد الغد من خلال ضمان نمو أخضر وشامل في المملكة ومختلف الشركاء في أوروبا وإفريقيا.
مع ظهور تحديات المناخ في الأفق، سجل بنشعبون أن على أوروبا والمغرب البحث عن طرق جديدة ونظيفة لتزويد اقتصادهما بالطاقة، وذكر في هذا الصدد أن المفوضية الأوروبية حددت الهيدروجين كمصدر طاقة رائد في المستقبل؛ وهو ما يتطلب بذل جهود لتجهيز الاقتصاديين ومساعدتهم على الانتقال نحو الهيدروجين.
قال المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار إن المغرب ملتزم بأن يصبح أحد المصدرين الرئيسيين للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، وهو من بين 30 دولة رائدة في تطوير استراتيجية الهيدروجين وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأكد أن هذا الأمر يتطلب توفير التمويل المناسب.
بحسب السفير المغربي السابق في فرنسا، تتوفر المملكة على 3 آلاف كيلومتر من السواحل ومناخ مشمس؛ وهو ما يسهل إنتاجا وفيرا من طاقة الرياح والشمس، حيث تمثل الطاقة المتجددة تمثل الآن 37 في المائة من إنتاج إجمالي الطاقة في المغرب، مع هدف الوصول إلى 52 في المائة في 2030.
وقارن بنشعبون، ضمن المقال سالف الذكر، بين المغرب وسنغافورة، حيث قال إن قصة النجاح الاقتصادي لسنغافورة بدأت بتقديم تسهيلات للمستثمرين الأجانب؛ وهو ما حولها إلى مركز اقتصادي فتح آسيا لبقية العالم.
ومن أجل إبراز أهمية الاستثمار في المغرب ومن ثم في إفريقيا، قال المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار إن تقرير الأمم المتحدة لعام 2022 حول آفاق سكان العام يؤكد أن القارة الإفريقية ستشهد نموا غير مسبوق في عدد السكان بحلول عام 2050، حيث ستضم 25 في المائة من سكان العالم.
كما أشار الرئيس الأسبق للبنك المركزي الشعبي، ثاني أكبر البنوك في المملكة، إلى أن القارة بدأت خطوتها الأولى لإنشاء السوق الموحدة للتجارة الحرة الإفريقية على غرار سوق الاتحاد الأوروبي، وقال إن “طموح صندوق محمد السادس للاستثمار هو مساعدة المغرب ليكون جزءا حيويا من هذه السوق الضخمة والمساعدة في ترجمة كل الإمكانيات إلى رخاء مشترك للجميع”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مدير صندوق محمد السادس للاستثمار يُوضح أن تشجيع الاستثمار يحتاج عملا منسقا من السلطات العمومية
صندوق محمد السادس للاستثمار يخدم التدبير والشفافية في التمويلات العمومية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر