شهدت عديد من الأسواق المغربية ارتفاعا جديدا في أسعار القمح؛ ما أثار مخاوف الكثيرين من تأثير ذلك على أسعار الخبز العادي المدعم، خاصة أن جميع المؤشرات الاقتصادية الدولية تتوقع ارتفاعا في أسعار هاته المادة الأساسية بعد فشل الاتفاق الروسي الأوكراني.
وحسب مصادر مهنية، فإن “الارتفاع الحاصل في الوقت الحالي يهم بالأساس القمح الصلب، والذي تأثر بفعل عملية الاستيراد من دولة كندا التي تعيش على وقع تأثيرات الجفاف؛ ما دفعها إلى التقليل من عملية تصدير هاته المادة”.
وأوردت المصادر أن “أسعار الخبز المدعم، الذي ينتج من القمح العادي، لن تتأثر أبدا في الوقت الحالي أو المستقبلي؛ لأنها تخضع لدعم الدولة، إضافة إلى توفر مخزون مهم من القمح اللين”.
وشددت المصادر عينها على أن “أسعار القمح الصلب تخضع لمنطق السوق الحر؛ وهو ما يفسر ارتفاعها الحالي والذي أثار العديد من المخاوف حول تأثيرها على الخبز المدعم”، مؤكدة أن “أسعار الخبز الذي تدعمه الدولة لن يمس على الإطلاق”.
مولاي عبد القادر العلوي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن، قال إن “سوق القمح العادي جد مستقرة، إذ يبلغ سعر القنطار 300 درهم كأقصى حد؛ في حين يوجد بالفعل ارتفاع واضح في أسعار القمح الصلب بالأسواق العالمية، إذ يصل حاليا إلى 600 درهم”.
وأورد العلوي لهسبريس أن “هذا الأمر مرتبط بالأساس بسبب المشاكل المناخية التي تعاني منها كندا، باعتبارها أول مورد عالمي للقمح الصلب، إضافة إلى تزامن ذلك مع عملية الحصاد التي يعرفها هذا البلد؛ ما يجعل محصولها الوطني متضررا”.
ولفت رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن إلى أن “عجز الإنتاج في مجال القمح الصلب بكندا هو ما جعل أسعار هاته المادة مرتفعة ببلادنا، ومن المتوقع أن تتأثر أسعار الأسمدة والعجائن كذلك قريبا”.
وبخصوص الحلول الممكنة لتجاوز هذا الوضع، أفاد المتحدث بأن “كندا هي المورد الأساسي، ولا يمكن التوجه إلى سوق أخرى غيرها، بسبب الارتباط الوثيق للمستهلك المغربي بالأسمدة المنتح من القمح الصلب الكندي، وهو الحال لدى صادرات مواد الكسكس والعجائن المغربية التي تعتمد فقط على هذا النوع من الأسمدة الكندية، وبسببه كسبت شهرة قوية في أوروبا”.
أما بالنسبة لحجم المخزون الوطني المتبقي من مادة القمح الصلب، كشف المصرح أن “ما نتوفر عليه يكفي فقط لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر كأقصى حد”.
من جانبه، سجل عمر اليعقوبي، رئيس الفدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، أن “الأسعار الحالي لمادة القمح الصلب مرتفع بشكل غير مسبوق تماما”.
وأورد اليعقوبي لهسبريس أن “هنالك ارتفاعا حادا أيضا في أسعار المعجنات (الكسكس- المعكرونة…)، بشكل رئيسي بسبب قلة الإنتاج بكندا نتيجة التغيرات المناخية”.
وتابع: “هاته التغيرات المناخية ستكون لها آثار على حصاد البلدان الكبرى، والمعروفة بإنتاج مادة القمح بقوة، ثم تصديره إلى الدول الأخرى، ولن ينحصر الأمر على كندا فقط”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المخزون الوطني لا يعرف خصاصا فيما يهم مادة القمح الصلب، على الرغم من وجود ارتفاع في الوقت الحالي”، مبينا بذلك أن “التوجه إلى أسواق أخرى غير كندا غير وارد طالما هي المورد الأول لهاته المادة، إذ يصعب تماما تعويضها”.
وخلص اليعقوبي إلى أن “أسعار الخبز المدعم لا يمكن بتاتا أن تتأثر بهاته المشاكل الدولية التي تقيس سلسلة التوريد، إذ ستبقى كما هي مدعومة من قبل الدولة وفي متناول المواطنين”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
انتهاء سريان اتفاق الحبوب الأوكرانية لا يشكل أي خطر على الواردات المغربية من القمح
المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر