واشنطن - المغرب اليوم
يتبقَّى 28 يوما فقط أمام الولايات المتحدة والصين للتوصل إلى اتفاق تجاري يحول دون اندلاع حرب اقتصادية بينهما لها تداعيات على مستوى الاقتصاد العالمي ككل، إذ إن «اللااتفاق» يعني إطلاق موجة جديدة من رفع الرسوم الجمركية اعتبارا من 2 مارس/ آذار.
ويستمر بعض التشاؤم حاليا رغم إعلان جولة مفاوضات جديدة انطلقت الأربعاء الماضي، لا سيما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل التغريد التصعيدي عبر "تويتر" بين الحين والآخر، معلنا في تغريدة قبل يومين أن لا اتفاق ممكنا من دون لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ لحل النقاط الخلافية العالقة، لكن الرئيس الأميركي يمزج في تصرفاته بين الهجوم واللين، ووصف الجمعة العلاقات بين البلدين بأنها "جيدة للغاية"، وأن المباحثات حققت "تقدما هائلا".
ويُسافر ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين إلى الصين في منتصف فبراير/ شباط الجاري لعقد جولة جديدة من المحادثات، حسب "شينخوا"، بينما أكد ترامب أنه يلتقي شي بعد ذلك لاستكمال الاتفاق. وقال ترامب "سيكون علينا وضع ذلك على الورق في مرحلة ما إذا اتفقنا. هناك بعض النقاط التي لم نتفق عليها بعد. أعتقد لأننا سنتفق. أعتقد بأنه عندما ألتقي الرئيس شي سيكون تم الاتفاق على جميع النقاط". ووفقا إلى الصحافة الأميركية فإن الرئيس الصيني عرض على نظيره الأميركي عقد لقاء نهاية الشهر الحالي على هامش القمة المزمع عقدها بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية في منتجع هينان الصيني، وهذا اللقاء إذا عُقد سيكون مرحبا به جدا من المستثمرين، وبخاصة إذا خفف حدة مخاطر الحرب التجارية بين البلدين التي لها تداعيات عالمية لا يمكن تصور مدى فداحة خطورتها الآن، لأن الرسوم الجديدة ستشمل سلعا ومنتجات صينية مصدرة إلى الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار سنويا، علما بأن الرسوم المخطط لها سترتفع من 10 إلى 25 في المائة اعتبارا من بداية الشهر المقبل، "لذا فالعالم أمام أكبر معضلة تجارية في العصر الحديث؛ خصوصا إذا ردت الصين بإجراءات انتقامية واسعة النطاق"، وفقا إلى تعبير مصدر مسؤول في منظمة التجارة العالمية، لكن الرئيس الأميركي، وعلى عادته في نفخ البارد والساخن كلما أراد ذلك، أعلن أنّ تقدما هائلا تحقّق في المفاوضات التجاريّة بين واشنطن وبكين. وفي رسالة قرأها في البيت الأبيض أحد أعضاء الوفد الصيني، يقول الرئيس الصيني شي جين بينغ، إنّ العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمرّ بمرحلة حاسمة. ويضيف الرئيس الصيني: «آمل أن يُواصل الطرفان العمل باحترام متبادل، وآمل أن نحافظ على اتصال وثيق بطرق مختلفة».
ووافقت الصين خلال المحادثات التجاريّة مع الولايات المتّحدة، على زيادة وارداتها من السلع الأميركيّة وتعزيز التعاون في مجال حماية الملكيّة الفكريّة، حسب ما ذكرت الجمعة وكالة أنباء الصين الجديدة. ووافقت بكين على زيادة الواردات من المنتجات الزراعيّة الأميركيّة ومنتجات الطاقة والسّلع الصناعيّة، حسب الوكالة.
ولا يرى المراقبون في تلك التصريحات ما يهدئ المخاوف ويبدد كليا هواجس الحرب التجارية الممكنة، لأن الرئيس الصيني أعاد وضع الشركات الحكومية والعامة في صلب استراتيجية بلاده الاقتصادية التوسعية، ومن المستبعد رؤية تراجع ملموس على هذا الصعيد.
وقال خبير بالشؤون الصينية إن "بكين مستمرة في إصلاح اقتصادها بالطريقة المناسبة لها وبالتدرج الذي تراه ممكنا، ولا تخضع في ذلك لأي ضغوط خارجية حتى لو أنها تطلق تصريحات تطمينية بين وقت وآخر تتعلق بزيادة شراء في قطاع الطاقة ومنتجات زراعية وغذائية أميركية لتخفيف حدة العجز التجاري الأميركي، وحتى لو أعلنت إمكان زيادة تسهيل دخول استثمارات أجنبية في عدد من القطاعات المقفلة حاليا".
وأضاف الخبير الصيني: "رغم التصريحات التطمينية، فإن بكين غير مستعدة للتخلي عن استراتيجية الاقتصاد الموجه. لذا، لن تتنازل كثيرا أمام الضغوط الأميركية الرامية إلى دفع الصين نحو الاقتصاد الليبرالي المنفتح على الطريقة الغربية".
قد يهمك ايضا :
صندوق النقد الدولي يُحذر من تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي الفترة المقبلة
السيسي يُؤكِّد على أن أفريقيا مُستقبل الاقتصاد العالمي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر