نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس السبت، تغريدة قال فيها "إن الولايات المتحدة قد تتوصل إلى "اتفاق تجارة كبير" مع المكسيك قريبًا"، وذلك في وقت تستأنف فيه نهاية الأسبوع في العاصمة الأميركية واشنطن المفاوضات بين البلدين بشأن إعادة صوغ اتفاق "نافتا" للتبادل الحر في أميركا الشمالية.
علاقة تقارب مستمر
وعلَّق ترمب قائلًا "علاقتنا مع المكسيك تتقارب بشكل مستمر، وهناك بعض الأشخاص الطيبين بحق في الحكومتين القديمة والجديدة، والجميع يعملون عن كثب مع بعضهم بعضًا، قد يتم التوصل إلى اتفاق تجارة كبير قريبًا".
ويأتي ذلك في وقت قالت فيه وسائل إعلام "إن احتمالات التوصل لاتفاق سريع بين المكسيك والولايات المتحدة تراجعت، بعد تفجر خلافات بشأن الطاقة، واستمرار الصراع بشأن السيارات، في عملية إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم "نافتا".
ويركز المفاوضون الأميركيون والمكسيكيون منذ استئناف المحادثات الشهر الماضي، على التوصل لتفاهم مشترك؛ ولكن اختلاف وجهات النظر بشأن سياسة الطاقة بين الإدارتين المنتهية ولايتها والمقبلة في المكسيك شكَّل عقبة جديدة، وعندما سئل جيساس سيدي المرشح لتولي منصب المفاوض التجاري في حكومة لوبيز أوبرادور، الأسبوع الماضي، عن قضية الطاقة، حاول التقليل من أهمية هذه المسألة، وقال "إنه على الرغم من أن فريقه يريد التأكد من توافق هذه المسألة مع الدستور، فإن هذا ليس أمراً جوهريًا".
أوبرادور يُعارض الإصلاحات
ويُعارض لوبيز أوبرادور اليساري الإصلاحات التي قام بها بينيا نييتو في مجال الطاقة. كما أن هذه القضية تثير انقساماً داخل معسكره.
ويؤيد مساعدون مناصرون لقطاع الأعمال زيادة استثمار القطاع الخاص في قطاعي النفط والغاز، على الرغم من أن عدداً أكبر من الحلفاء القوميين يعارضون ذلك.
وسيتولى لوبيز أوبرادور منصبه في أول ديسمبر /كانون الأول، بعد انتخابه في أول يوليو /تموز، ومن بين النقاط العالقة في المحادثات القواعد الجديدة للمنشأ بالنسبة لصناعة السيارات، التي يأمل المفاوضون الأميركيون في أن تؤدي إلى زيادة الإنتاج بالمنطقة.
إعادة تعديل "نافتا"
وكان الرئيس دونالد ترمب قد أثار عملية إعادة تعديل "نافتا" قبل عام، عندما شكا من أن الاتفاقية التي يبلغ عمرها 24 عاماً تفيد المكسيك على حساب العمال والصناعة في الولايات المتحدة. وواصل المفاوضون الأميركيون والمكسيكيون اجتماعاتهم طوال عطلة نهاية الأسبوع لبحث إعادة صياغة اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا"، على أن تنضم كندا إليهم حين تسمح الظروف بذلك، على ما أعلنه وزير الاقتصاد المكسيكي إيلديفونسو غواخاردو.
ويقوم غواخاردو ووزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي برحلات مكوكية إلى واشنطن منذ أكثر من شهر للاجتماع مع الممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، سعيًا لتسوية النقاط الخلافية بين البلدين قبل انتهاء أغسطس /آب.
مواصلة المفاوضات
وقال وزير الاقتصاد المكسيكي للصحافيين إن وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند على استعداد لمواصلة المفاوضات بشأن "نافتا" في أي وقت، موضحًا "حصلت على تأكيد بأنها ستكون على استعداد لحظة نصبح على قناعة بإمكان الشروع في المفاوضات الثلاثية".
وأعلن مكتب الوزيرة الكندية الجمعة، أنها ستتوجه إلى أوروبا بين 26 و30 آب/ أغسطس إلى زيارة ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا.
ورفض غواخاردو، من جانبه، تحديد المواضيع التي ما زال يتحتم بحثها مع الولايات المتحدة، مكتفيًا بالقول "إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في أي لحظة، وقال "الفكرة هي أننا نبقى لأننا على يقين بأن هناك مشكلات ينبغي حلها".
عودة كندا مطلوبة
وكان الوزير المكسيكي أفاد الجمعة، بأن المفاوضات بين الولايات المتحدة والمكسيك باتت متقدمة "جداً"، ولو أن بعض المواضيع الحساسة تتطلب عودة كندا إلى طاولة المفاوضات.
وأشار غواخاردو إلى أن العقبة الرئيسية في وجه التوصل إلى اتفاق هي "بند الانقضاء"، الذي يفرض معاودة المصادقة على الاتفاقية التجارية كل 5 سنوات. وتعارض المكسيك وكندا بشدة هذا البند، باعتباره يضر بقدرتها على اجتذاب الاستثمارات.
إلغاء "الإنقضاء"
وأكد خيسوس سيادي وهو مستشار اقتصادي للرئيس المكسيكي المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور شارك في قسم من المفاوضات، أنه "سيتم إلغاء" بند الانقضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام مكسيكية، غير أن مسؤولًا كنديًا كبيرًا أفاد الخميس بأن الولايات المتحدة لم تظهر حتى الآن أي ليونة في هذه المسألة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر