مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب
آخر تحديث GMT 17:14:44
المغرب اليوم -

مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب

هاتف
غزة - كمال اليازجي

يخرج محمود النجار البالغ من العمر 43 عاماً مبكراً من داخل الأراضي الزراعية في المواصي متجهاً إلى الطريق الرئيسية الرابطة بين خان يونس ورفح في قطاع غزة، ليبحث عن مكان أقل ازدحاماً يشحن فيه هواتف عائلته المحمولة وبطارية صغيرة يستعملها لإضاءة خيمته خلال الليل، ليجد ضالته في مشروع جديد مقام في عريشة يقدم صاحبه خدمات الشحن بوقت أسرع وأقل ازدحاماً، بحسب تقرير أعدته «وكالة أنباء العالم العربي».
ويحمل محمود ثلاثة هواتف وبطارية متجهاً إلى العريشة، التي لم يجد أمام مدخلها سوى ثلاثة أشخاص، وعلى يسارهم لافتة مكتوبة بخط اليد تحمل أسعار الشحن للهواتف والبطاريات بأحجامها المختلفة، في حين يستقبله شاب يجلس على طاولة لتسلم الأجهزة المراد شحنها لتوثيقها ومنحها رقماً خاصاً يكتبه على قصاصة صغيرة لصاحبها لتسلمها عند الشحن.

ويضطر الرجل إلى شحن الهواتف المحمولة لاستخدامها في تشغيل بعض الإذاعات المحلية التي يتم بثها من الضفة الغربية، لمعرفة آخر أخبار الحرب في ظل عدم القدرة على متابعة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي لانقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
ويقول النجار إنه في حال عودة الاتصالات فإنها تكون شبه مقطوعة أيضاً ويصعب الاستفادة منها، مما يجعل من الهواتف وسيلة أساسية لمتابعة الأخبار التي يحرص أهالي غزة على معرفة تفاصيلها خشية حدوث ما يهدد أماكن نزوحهم بالمواصي، وهي منطقة ساحلية فلسطينية تقع جنوب غربي قطاع غزة، وتحولت إلى منطقة نزوح بفعل الحرب الإسرائيلية.

ويوضح النجار كذلك أنه يستفيد من الهواتف في الإضاءة خلال التنقل خارج الخيام وفي الطرق الزراعية حالكة الظلمة، مما يجعل لشحنها أهمية كبيرة، قائلاً إن المشاريع التي توفر الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بأسعار رمزية لا يمكن للنازحين الاستغناء عنها.
ويقول النجار، الذي نزح من جنوب خان يونس مع عائلته وعائلات أقاربه قبل شهر ونصف الشهر، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «لولا بعض الشبان الذين يشغلون الألواح الشمسية لم نكن لنستطيع الإضاءة أو تشغيل الهواتف، ولقضى النازحون حياتهم في العتمة والانفصال عن العالم».
ويضيف: «الأكثر تحفيزاً في ظل هذا العذاب إبداعات البعض وترتيباتهم للمشروع بطريقة منتظمة سواء على صعيد تقنية الكهرباء أو ترتيبات التسلم والتسليم والحفاظ على الأجهزة».

وعلى مقربة، يبدي محمود عنابة (54 عاماً) إعجابه بقدرة النازحين على توفير البدائل والتعامل السريع مع احتياجاتهم الجديدة من جهة، وحرص الشباب على عدم الركون وتوفير مصادر رزق تساعدهم على توفير مستلزمات حياة النزوح من جهة أخرى، عادَّاً أن الألواح الشمسية هي المسار الوحيد المستخدم من قبل نازحي المواصي للحصول على الطاقة، ولو جزئياً.
ويقول: «هذه الألواح تمنحنا القدرة على الإضاءة والتواصل وتخفف المعاناة، الأمر ليس بهذه السهولة، خصوصاً لمن لديه أطفال رضع وكبار سن ومرضى، هؤلاء جميعاً يحتاجون للخروج ليلاً من الخيام إلى (المراحيض) ونحوها».

ويوضح الرجل الذي تنزح معه ثماني عائلات من مناطق مختلفة في قطاع غزة أنه «صحيح لا تتوفر الكهرباء بالخيام والعرش وأماكن النزوح، لكن هذه الألواح توفر بديلاً بالحد الأدنى الذي تسير به الحياة، ولنتخيل أنفسنا من دونها بالتأكيد الحياة ستكون أصعب بكثير».
ويقدم حمدان شبير (41 عاماً) خدمات شحن المعدات بالكهرباء بشكل أكثر تنظيماً من نظرائه القلائل في المواصي، عبر عريشة نصبها على الشارع الرئيسي منذ نزوحه للمنطقة مطلع الشهر الماضي، ووضع فيها منظومة طاقة شمسية متكاملة نقلها صديقه من منزله قبل نزوحه.

ويضع الرجل أربعة ألواح أعلى العريشة مع أربع بطاريات تخزين، ويوزع مشابك الكهرباء المرقمة على رف علوي في جانب من العريشة مخصص للهواتف المحمولة، ومشابك أخرى على الأرض للبطاريات، فضلاً عن بعض الطاولات لشحن الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة ومعدات أخرى.
ينشغل شبير وشابان آخران يساعدانه في العمل على توصيل الأجهزة بالكهرباء والتأكد من بدء عملية الشحن بعد تنظيمها، مع استمرار فحص الأجهزة التي أنهت الشحن لاستبدالها بأخرى.

ويؤكد شبير، الأب لسبعة أبناء، أن منظومة العمل تضمن عدم ضياع أو سرقة أو استبدال أي جهاز بآخر، فضلاً عن توفير بدائل حماية تقنية لضمان عدم تعرض الأجهزة للتلف حال تراجع قوة الطاقة بسبب الغيوم خلال فصل الشتاء، عادَّاً مشروعه خدمياً أكثر من كونه يسعى للربح «لأن تكلفة الشحن محدودة».
وبحسب شبير، فإنه يشحن نحو 200 هاتف و50 بطارية يومياً، تزيد أو تنقص قليلاً حسب الأحوال الجوية وتوفر الشمس.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الوضع داخل مجمع ناصر ومستشفى الأمل في خان يونس كارثي

إسرائيل تستبعّد وقف إطلاق النار في قطاع غزة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
المغرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 11:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
المغرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 14:51 2023 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

هيفاء وهبي بإطلالة رمضانية أنيقة وراقية

GMT 20:12 2022 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تويتر تبحث أزمة توثيق الحسابات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib