مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب
آخر تحديث GMT 12:25:53
المغرب اليوم -

مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب

هاتف
غزة - كمال اليازجي

يخرج محمود النجار البالغ من العمر 43 عاماً مبكراً من داخل الأراضي الزراعية في المواصي متجهاً إلى الطريق الرئيسية الرابطة بين خان يونس ورفح في قطاع غزة، ليبحث عن مكان أقل ازدحاماً يشحن فيه هواتف عائلته المحمولة وبطارية صغيرة يستعملها لإضاءة خيمته خلال الليل، ليجد ضالته في مشروع جديد مقام في عريشة يقدم صاحبه خدمات الشحن بوقت أسرع وأقل ازدحاماً، بحسب تقرير أعدته «وكالة أنباء العالم العربي».
ويحمل محمود ثلاثة هواتف وبطارية متجهاً إلى العريشة، التي لم يجد أمام مدخلها سوى ثلاثة أشخاص، وعلى يسارهم لافتة مكتوبة بخط اليد تحمل أسعار الشحن للهواتف والبطاريات بأحجامها المختلفة، في حين يستقبله شاب يجلس على طاولة لتسلم الأجهزة المراد شحنها لتوثيقها ومنحها رقماً خاصاً يكتبه على قصاصة صغيرة لصاحبها لتسلمها عند الشحن.

ويضطر الرجل إلى شحن الهواتف المحمولة لاستخدامها في تشغيل بعض الإذاعات المحلية التي يتم بثها من الضفة الغربية، لمعرفة آخر أخبار الحرب في ظل عدم القدرة على متابعة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي لانقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
ويقول النجار إنه في حال عودة الاتصالات فإنها تكون شبه مقطوعة أيضاً ويصعب الاستفادة منها، مما يجعل من الهواتف وسيلة أساسية لمتابعة الأخبار التي يحرص أهالي غزة على معرفة تفاصيلها خشية حدوث ما يهدد أماكن نزوحهم بالمواصي، وهي منطقة ساحلية فلسطينية تقع جنوب غربي قطاع غزة، وتحولت إلى منطقة نزوح بفعل الحرب الإسرائيلية.

ويوضح النجار كذلك أنه يستفيد من الهواتف في الإضاءة خلال التنقل خارج الخيام وفي الطرق الزراعية حالكة الظلمة، مما يجعل لشحنها أهمية كبيرة، قائلاً إن المشاريع التي توفر الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بأسعار رمزية لا يمكن للنازحين الاستغناء عنها.
ويقول النجار، الذي نزح من جنوب خان يونس مع عائلته وعائلات أقاربه قبل شهر ونصف الشهر، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «لولا بعض الشبان الذين يشغلون الألواح الشمسية لم نكن لنستطيع الإضاءة أو تشغيل الهواتف، ولقضى النازحون حياتهم في العتمة والانفصال عن العالم».
ويضيف: «الأكثر تحفيزاً في ظل هذا العذاب إبداعات البعض وترتيباتهم للمشروع بطريقة منتظمة سواء على صعيد تقنية الكهرباء أو ترتيبات التسلم والتسليم والحفاظ على الأجهزة».

وعلى مقربة، يبدي محمود عنابة (54 عاماً) إعجابه بقدرة النازحين على توفير البدائل والتعامل السريع مع احتياجاتهم الجديدة من جهة، وحرص الشباب على عدم الركون وتوفير مصادر رزق تساعدهم على توفير مستلزمات حياة النزوح من جهة أخرى، عادَّاً أن الألواح الشمسية هي المسار الوحيد المستخدم من قبل نازحي المواصي للحصول على الطاقة، ولو جزئياً.
ويقول: «هذه الألواح تمنحنا القدرة على الإضاءة والتواصل وتخفف المعاناة، الأمر ليس بهذه السهولة، خصوصاً لمن لديه أطفال رضع وكبار سن ومرضى، هؤلاء جميعاً يحتاجون للخروج ليلاً من الخيام إلى (المراحيض) ونحوها».

ويوضح الرجل الذي تنزح معه ثماني عائلات من مناطق مختلفة في قطاع غزة أنه «صحيح لا تتوفر الكهرباء بالخيام والعرش وأماكن النزوح، لكن هذه الألواح توفر بديلاً بالحد الأدنى الذي تسير به الحياة، ولنتخيل أنفسنا من دونها بالتأكيد الحياة ستكون أصعب بكثير».
ويقدم حمدان شبير (41 عاماً) خدمات شحن المعدات بالكهرباء بشكل أكثر تنظيماً من نظرائه القلائل في المواصي، عبر عريشة نصبها على الشارع الرئيسي منذ نزوحه للمنطقة مطلع الشهر الماضي، ووضع فيها منظومة طاقة شمسية متكاملة نقلها صديقه من منزله قبل نزوحه.

ويضع الرجل أربعة ألواح أعلى العريشة مع أربع بطاريات تخزين، ويوزع مشابك الكهرباء المرقمة على رف علوي في جانب من العريشة مخصص للهواتف المحمولة، ومشابك أخرى على الأرض للبطاريات، فضلاً عن بعض الطاولات لشحن الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة ومعدات أخرى.
ينشغل شبير وشابان آخران يساعدانه في العمل على توصيل الأجهزة بالكهرباء والتأكد من بدء عملية الشحن بعد تنظيمها، مع استمرار فحص الأجهزة التي أنهت الشحن لاستبدالها بأخرى.

ويؤكد شبير، الأب لسبعة أبناء، أن منظومة العمل تضمن عدم ضياع أو سرقة أو استبدال أي جهاز بآخر، فضلاً عن توفير بدائل حماية تقنية لضمان عدم تعرض الأجهزة للتلف حال تراجع قوة الطاقة بسبب الغيوم خلال فصل الشتاء، عادَّاً مشروعه خدمياً أكثر من كونه يسعى للربح «لأن تكلفة الشحن محدودة».
وبحسب شبير، فإنه يشحن نحو 200 هاتف و50 بطارية يومياً، تزيد أو تنقص قليلاً حسب الأحوال الجوية وتوفر الشمس.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الوضع داخل مجمع ناصر ومستشفى الأمل في خان يونس كارثي

إسرائيل تستبعّد وقف إطلاق النار في قطاع غزة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب مشاريع مبتكرة تُعين الغزيين على مواجهة الحرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib