واشنطن - المغرب اليوم
بعد سنوات من التأخير، وتكبد النفقات الكبيرة، جرى إطلاق تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي في يوم عيد الميلاد. وسوف يشرع في القيام بعمليات آلية معقدة الآن في الفضاء، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية.وأولى هذه العمليات وأكثرها تحدياً هو ما يحدث هذا الأسبوع: إطلاق درع حرارية بحجم ملعب تنس. وبعد ذلك، يجب تجميع مرآته التي يبلغ طولها 6.5 أمتار، والمكونة من 18 قطعة، والمعبأة داخل مخروط بمقدمة الصاروخ الذي أُطلق. هناك الكثير مما يمكن أن يحدث بصورة خاطئة، وسوف يظل الفلكيون قلقين لشهور عديدة سوف تنقضي قبل الانتهاء من العمليات والاختبارات اللازمة كافة.
وبعد إطلاق تلسكوب «هابل» الفضائي قبل أكثر من 30 عاماً، تبين أن مرآته غير متوافقة بشكل جيد. ولكن رواد الفضاء قاموا بمهمة «إنقاذ» لإجراء تعديلات، ثم قاموا في وقت لاحق بزيارات أخرى لتطوير المعدات.
والمخاطر أكبر بالنسبة لفريق تلسكوب «ويب»: إنه أكثر تفصيلاً بشكل كبير، ولكن لا يوجد احتمال لمهمة إصلاح. كان تلسكوب «هابل» يتحرك في مدار منخفض (ويمكن الوصول إليه): في المقابل، سيكون مدار تلسكوب «ويب» أبعد بعدة مرات من القمر -بعيد جداً عن متناول رواد الفضاء. قد يزعم البعض أننا بالتالي في حاجة إلى التحريض على خطط أكثر طموحاً لرحلات الفضاء المأهولة: تمكين التجمعات البشرية للهياكل الضخمة في الفضاء السحيق، والعودة إلى القمر، والوصول إلى المريخ في نهاية المطاف. لكنني لا أشاطرهم هذا الرأي. ومع تحسن الروبوتات والتصغير، تتراجع الحجة العملية والعلمية لرحلات الفضاء البشرية. والآن أصبح الدافع الرئيسي ببساطة كونها مغامرة أو رياضة باهظة التكاليف لا بد من تركها لأصحاب المليارات وجهات الرعاية الخاصة.
وقد شهدت تقانات الفضاء ازدهاراً -من أجل الاتصالات، والرصد البيئي، والسواتل، وما إلى ذلك مما نعتمد عليه كل يوم. وقد أعادت المسابر غير المأهولة إلى كواكب أخرى بث صور منوعة من عوالم مختلفة ومميزة. وقد أحدثت المقارب الفضائية ثورة في معرفتنا عن الكون.
وخلال هذا القرن، سيتم استكشاف النظام الشمسي بأكمله من خلال أساطيل من المسابير المصغرة، وهي أكثر تقدماً من مسبار «كاسيني» الرائع، على سبيل المثال، الذي قضى 13 عاماً يستكشف زحل وأقماره. وقد تم إطلاقه منذ 20 عاماً مبنياً على تكنولوجيا التسعينات.
قد يهمـــــــــك ايضا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر