واشنطن - رولا عيسى
ابتكرت شركة Eccrine Systems في سينسيناتي طريقة لجمع المعلومات الحيوية التي يوفرها عرق الإنسان لمراقبة صحته قبل إصابته بالأمراض، حيث لا يتكوّن العرق من الماء فحسب لكنه يحمل مؤشرات حيوية عن الحالة الصحية للجسم وربما يساهم في الكشف عن مخاطر الإصابة بالسرطان في توقيت فترة الإباضة، ويمكن لنظام Eccrine Systems تحليل المؤشرات الحيوية للعرق من خلال بقع قماشية قابلة للاستخدام مرة واحدة ونقل بيانات الحالة الكيميائية الحيوية لمن يرتديها إلى هاتف ذكي أو تابلت حيث يمكن قراءة البيانات في الوقت الحقيقي، وتعمل الشركة على خط لإنتاج أساور اليد وعصابات الرأس وبقع قماشية للجلد والتي يمكنها تحويل الأجهزة القابلة للارتداء إلى مختبرات مصغرة؟
ويأتي العرق من الغدد المفرزة في الجلد والتي يقول الباحثون أنها تحتوي على معلومات قيّمة حول الأداء الفيسيولوجي والخلل الوظيفي للجسم، وما يجعل طريقة Eccrine جذابة إمكانية التقاط العرق مباشرة دون جراحة، وأوضحت الشركة على موقعها "يحمل العرق معلومات حيوية باعتباره أفضل مصدر دون جراحة لتحليل المؤشرات الحيوية الجزيئية والتي يمكن أن ترتبط مباشرة بالمؤشرات الحيوية في الدم والتي يمكن ترجمتها إلى نتائج ذات مغزى ومعلومات قابلة للتنفيذ".
ويتكوّن هذا الأسلوب المتطور من منصة Sweatronics والتي تعد نظام كامل يقيس وينقل بيانات في الوقت الحقيقي عن العرق البشري، ويشارك هذا النظام البيانات لاسلكيا عبر جهاز إرسال واستقبال على الهاتف الذكي أو تابلت، وأضاف روبرت بيتش رئيس مجلس إدارة شركة Eccrine Systems ومؤسسها " يكمن الهدف في قياس دون جراحة للجزيئات الحيوية التي يمكن أن تخبرنا عن الوظائف والاختلالات الجسدية والحالة الطبية، هدفنا ليس في غرز الإبر والقسطرة في جلد النبشر، وفي سياق الحياة اليومية والعمل والنوم واللعب فالهدف هو أن يكون لدينا نافذة على الحالة الفيسيولوجية لمن يرتديها".
وتنتج الشركة أول جهاز يمكن ارتداؤه خلال 18 شهرا لكنها لم توضح ما إذا كان سيتم تثبيته على الذراع أو المعصم أو الرأس، إلا أن فريق العمل ناقش تطبيق محتمل من خلال عصابات الرأس والتي توجد أسفل قبعة ثابتة لقياس السموم البيئية والكيميائية، وتعمل الشركة مع الجيش أيضا للمساعدة على مراقبة صحة الطيارين، ومنح مختبر الباحث التابع للقوات الجوية الأميركية الشركة عقد بقيمة 3.69 مليون دولار الشهر الماضي لمواصلة الجهود لمدة 5 سنوات لرصد وتعزيز القوات البرية والطيارين.
وأفاد جوشوا هاغن الكيميائي والمهندس في جناح الأداء البشري في قاعدة رايت باترسون الجوية قرب دايتون في أوهايو أن باحثي سلاح الجو يرغبون في الوصول إلى وسيلة يمكن الاعتماد عليها على مستوى الجزيئات ويمكنها تحديد ما يحدث في الجسم دون سحب دم للقيام بذلك، ويرى بيتش إمكانية استخدام تكنولوجيا Eccrine في مجموعة متنوعة من المجالات مثل شركات النقل التي تحتاج إلى معرفة ما إذا كان السائق لائق لشركات التأمين والعمال الصناعيين الذين يجب أن يكونوا في أفضل حالة صحية أثناء وظيفتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر