لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة جديدة عن إمكانية استحضار الذكريات المنسية إلى الذاكرة باستخدام المغناطيس، حيث يُعتقد سابقًا أن الذاكرة العاملة لدينا تتذكر المعلومات الهامة لفترة قصيرة من الزمن مثل طلب رقم هاتف والذي يحتاج إلى نشاط متواصل للحفاظ على المعلومات، إلا أن باحثين من جامعة ويسكونسن ماديسون أظهروا أن العقول التي تطوي معلومات أقل أهمية تظل بعيدة عن متناول الأدوات التي ترصد نشاط الدماغ، وتمكنوا من التقاط المعلومات مرة أخرى إلى منطقة الاهتمام النشط في العقل من خلال المغناطيس، ما يمكن أن يساعد في علاج الأشخاص الذين يعانون من الفصام أو الاكتئاب.
وأوضح الدكتور بوستيل أن معظم الناس يشعرون أنهم قادرون على التركيز على أكثر مما تحمله الذاكرة العاملة لديهم، مشيرًا إلى أنه "فكرة أنك على وعي بكل شيء مجرد وهم يخلقه الوعي الخاص بك، وهذا صحيح أيضًا فيما يتعلق بالتفكير، ولديك انطباع بأنك تفكّر في الكثير من الأشياء في وقت واحد وأنك تحمل كل ذلك في رأسك، إلا أن العديد من الأبحاث أظهرت أنك تستحضر عددًا قليلًا جدًا من الأشياء فقط"، وأجرى الباحثون مجموعة من التجارب وطلبوا من الناس تذكّر اثنين من الأشياء تمثل أنواعًا مختلفة من المعلومات باستخدام الكلمات والوجوه واتجاهات الحركة، وعلى الرغم من إعطائهم تلميحًا عن نوع السؤال إلا أن النشاط الكهربي وتدفق الدم المرتبط بالذاكرة في الدماغ اختفى، ولكن إذا جاءت الإشارة الثانية للسماع إلى المشاركين بمعرفة أنهم سيسألون عن هذه الكلمة سيقفز نشاط الدماغ إلى الوراء، إلى مستوى يشير بكونها محور الاهتمام".
واستخدم الباحثون تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) من خلال تطبيق المجال الكهرومغناطيسي على جزء محدد من الدماغ والمسؤول عن تخزين الكلمة، ثم أطلقوا نوعًا من تمثيل النشاط العقلي للاهتمام المركّز، وكشف البروفيسور بوستلي: "تعتقد الناس دائما أنه يجب الاستمرار في إطلاق الخلايا العصبية للاحتفاظ بشيء في الذاكرة، وتفترض العديد من نماذج الذاكرة ذلك، ولكننا نرى أشخاص يتذكرون الأشياء جيدا دون أي نشاط من شأنه أن يطلق الخلايا العصبية، وإمكانية استعادتها تشير إلى أنها لم تذهب تمامًا لكننا فقط لا نستطيع أن نرى دليلا على الاحتفاظ النشط للدماغ".
ولا يزال الباحثون في حاجة إلى العمل لاكتشاف ما يخزّنه العقل وما ينساه، وأضاف البروفيسور بوستلي: "من غير المعروف كيف يقرر المخ ما الذي ينساه وما الذي يمكنه من استرجاع الأشياء على المدى القصير عندما تحتاجهم، نحن نحرز بعض التقدم في البحوث الأساسية، ولكن يمكننا الوصول إلى نقطة تساعدنا على التحكم في انتباه الناس واختيار ما يفكّرون به، مع التغلب على مشاكل خطيرة مرتبطة بنقص التحكم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر