خبراء يؤكدون أن التزييف العميق أسهل وأخطر من برامج تحرير الصور
آخر تحديث GMT 10:31:52
المغرب اليوم -

خبراء يؤكدون أن "التزييف العميق" أسهل وأخطر من برامج تحرير الصور

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبراء يؤكدون أن

النجم الأمريكي توم كروز
واشنطن _ المغرب اليوم

حققت سلسلة من مقاطع الفيديو، التي تم إعدادها بتقنية التزييف العميق "دييبفيك" deepfake للنجم الأميركي توم كروز، ملايين المشاهدات على منصة "تيك توك" منتصف الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست" New York Post.واعتبر الخبراء سلسلة المقاطع المزيفة الأخيرة أحد أكثر الأمثلة الواقعية المثيرة للقلق حتى الآن جراء الآثار السلبية لخدعة التكنولوجيا الفائقة "دييبفيك"، حيث وصف بروفيسور هاني فريد، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، مقاطع الفيديو بأنها تم إعدادها بإتقان "بشكل لا يصدق"، وهو نفس رأي خبراء آخرين أدلوا بتصريحات مماثلة لمجلة "فورشن" الأميركية. كما غردت راشيل توباك، الرئيس التنفيذي لشركة "سوشيال بروف" للأمن عبر الإنترنت، قائلة إن مقاطع الفيديو أثبتت أن الأمر وصل إلى

مرحلة من "التزييف العميق الذي لا يمكن اكتشافه" تقريبًا.وأضافت أنه "لمجرد تصور أن الشخص يمكنه تحديد الفرق بين الوسائط التركيبية والأصلية بشكل فردي، فإنه لا يعني أن الأمور على ما يرام". وقالت توباك: "ستؤثر تقنية التزييف العميق على ثقة الجمهور وتوفر غطاءً وإنكارًا معقولاً للمجرمين أو المسيئين الذين يتم ضبطهم من خلال تسجيل مقاطع فيديو أو صوت، كما أنه سيمكن أن يتم استخدامها للتلاعب بالآخرين وإذلالهم وإيذائهم" أو ابتزازهم.وشرحت توباك أن تقنية التزييف العميق يمكن استغلالها بشكل سلبي وخطير للتأثير السياسي وهو ما سيضر بالمجتمعات ككل، مناشدة شركات التكنولوجيا بسرعة الانتهاء من ابتكار تقنيات "للكشف عن الوسائط الاصطناعية أو [مقاطع الفيديو] المُتلاعب بها". وفي تقرير نشرته مجلة "سايبر سيكيورتي" Ciber Security

الأميركية، وأعدته كاليب تاونسيند، تم إبراز أن معدلات تداول مقاطع الفيديو تشهد نموًا متزايدًا مع استمرار السماح بتوزيع برامج كمبيوتر وتطبيقات إلكترونية للتزييف العميق.وحذر التقرير من أن إنشاء مقاطع الفيديو المزيفة بات من أسهل الممارسات، مثل برامج فوتوشوب لتحرير وإدخال تعديلات على الصور الفوتوغرافية، موضحًا أن السبب يرجع إلى تزييف مقاطع الفيديو يعتمد إلى حد كبير على تقنية التعلم الآلي بدلاً من مهارات التصميم اليدوي، علاوة على أن مثل هذه البرامج والتطبيقات تكون عادةً بما يجعله في متناول الكثير من المستخدمين العاديين. إن أكثر عواقب عمليات التزييف العميق خطورة هي قدرتها على جعل الجمهور العادي يتساءل عما يراه، وكلما زادت مقاطع الفيديو المزيفة قل الثقة في التمييز بين الحقيقي والمزيف.وتقول تاونسيند إن من

المؤكد أن التلاعب بالفيديو ليس بالأمر الجديد على الإطلاق. كان الناس يتلاعبون بمقاطع الفيديو لخداع الجماهير للاعتقاد بأن شيئًا ما حقيقي منذ ظهور الفيلم. ولكن أدخلت تقنية التزييف العميق مستوى جديدًا من الدقة في المعادلة. لقد أصبح من الصعب أكثر من أي وقت مضى معرفة الفرق بين مقاطع الفيديو المزيفة هذه والمقاطع الحقيقية. ولا شك في أن عدم القدرة على اكتشاف التزييف العميق سيستخدم في عدد من الأغراض الشريرة أو الإجرامية بهدف تقويض الحقيقة والعدالة ونسيج المجتمعات.في عالم اليوم الذي يمتلئ بمنصات التواصل الاجتماعي والمواقع والصفحات والتطبيقات الإلكترونية المتنوعة، يمكن يزداد احتمال وقوع الأشخاص ضحية لتضليل أو استقطاب بخاصة عندما يتم دمج مقطع فيديو مزيف إلى سلسلة من الأكاذيب أو الأخبار الوهمية.

وبالتالي، يمكن لهذا التضليل أو التلاعب التأثير على الرأي العام من خلال استهداف شخصيات سياسية بإنشاء لقطات مزيفة لهم وهم يقولون أشياء لم ترد على ألسنتهم قط، أو يرتكبون أفعالا لم يتم اقترافها من قبل. سيتم القصف والتشهير بالمشاهير والقادة وأصحاب الشركات والمرشحين للرئاسة والشخصيات الدينية وقادة الفكر والثقافة وغيرهم باستخدام تقنية التزييف العميق على مدار السنوات القادمة، في حين سيقع على عاتق المواطن العادي أن يميز بنفسه بين ما هو حقيقي أو مزيف. ومن المحتمل جدًا أن يتم الادعاء من جانب أي شخص مشهور أو غير معروف يتعرض لفضيحة عامة بقول: "لقد كنت ضحية فيديو مزيف عميق مستهدف".ويشير تقرير "سايبر سيكيورتي" إلى أن الأرقام المخزية التي تدعي أن مقطع فيديو حقيقي مزيف هو سيناريو معقول

للغاية. مع عدم وجود أي دافع أخلاقي يمنع الجهات السيئة من استغلال نقاط الضعف في قدرة الإنسان على فك تشفير المحتوى المزيف. إن مصداقية الشخصيات العامة ليست مكمن الخطر الوحيد الناجم عن التزييف العميق، ففي الواقع، يوجد مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن أن تتسبب بها مقاطع الفيديو المزيفة في إحداث أضرار.إن عمليات البث لمقاطع فيديو مزيفة في حالات الطوارئ وشن حملات التضليل الانتخابية والدعاية الإرهابية ليست سوى مجرد غيض من فيض من السيناريوهات التي ستزداد سوءًا مع الاستمرار في عدم تجريم استخدام تقنية التزييف العميق. وفي المرحلة الحالية، لا يزال من السهل معرفة ما إذا كان الفيديو مزيفًا بتقنية "دييبفيك". وتعتبر حركات الفم غير الطبيعية إلى حد ما والظلال غير المتناسقة أو المنطقية وعدم وجود

وميض للعين من المؤشرات الشائعة التي يتم من خلالها تبين أن مقطع الفيديو ليس حقيقيًا.ولكن يتم تطوير وتحسين تقنية التزييف مع بمرور الوقت. لذا يجب على مطوري التكنولوجيا الإسراع بإنشاء أنظمة تقفي وكشف للتزييف مثل تلك المستخدمة في مختبرات الطب الشرعي، على غرار طريقة التثبت من تزييف الصور الفوتوغرافية عبر عدد وحدات البكسل المستخدمة. كما يمكن تطوير مصنفات التعلم العميق، التي يمكنها توظيف الذكاء الاصطناعي لفحص الميزات الأولية لمقاطع الفيديو للإشارة إلى مدى أصالتها عبر العلامات المائية للفيديو البيومتري، على الرغم من أنه يبدو أن السباق سيكون طويلًا وشاقًا لأنه سيمكن أيضا تدريب برامج تعلم آلي لتخطي وتجنب مثل هذه الأدلة الجنائية. في مواجهة انعدام الثقة المثير للقلق في وسائط التواصل، والتي

ربما سيمكن التغلب عليها بشكل تقني مستقبلًا، وإلى حين أن يتم إعداد برامج مضادة لتقنيات التزييف العميق، أورد تقرير مجلة "سايبر سيكيورتي" الأميركية عددا من النصائح والخطوات التي يمكن للعامة اتباعها:1- الالتزام بمبدأ الشك الصحي للوصول إلى اليقين. ومراعاة عدم مشاركة أي محتوى أو معلومات عنه على الفور قبل التحقق من مصداقيته. 2- يعد التحقق من مصادر متعددة خطوة مهمة أيضا. ويمكن بعض التمهل والتفكر في مصدر مقطع الفيديو ولأي غرض، يكون خطوة ذكية أيضا. إن المحتوى من مصدر واحد لا يمكن التحقق منه، مثل المحتوى من مصادر متعددة، لذا يفضل أن يتم تجاهل أي مقطع من مصدر واحد.3-نشر التوعية بين المقربين وإن أمكن أن يتم تعليمهم كيفية تحديد ومعالجة مصداقية المعلومات هي أمر مهم أن يقوم به كل فرد.4-

يجب سرعة اللجوء إلى تقديم بلاغات للسلطات المحلية واستشارة محامٍ في حالة التعرض لأي حالة تزييف عميق. 5-يجب أن تستخدم الصحافة الإجراءات التكنولوجية المضادة لأغراض التدقيق والتأكد من مصداقية أي مقاطع فيديو قبل إعادة نشرها.6-يجب أن تستثمر الشركات والبرامج الحكومية في حملات التوعية ضد التزييف العميق.إن الأمر يتطلب مزيجًا من الدفاع التكنولوجي والمسؤولية والوعي البشري لمكافحة هذا الطوفان الجديد من الأخبار المزيفة، التي تهدد نسيج المجتمعات.ويجب أن يتم تعميم وتوعية المواطنين في كل مناسبة بمخاطر وسبل التصدي للتزييف العميق بالطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع مخاطر برامج الفدية أو خرق البيانات فيما سيعد خطوة أولى نحو مكافحة المعلومات المضللة وحماية الأسر والمجتمعات.

قد يهمك ايضا

بطل «مهمة مستحيلة» يتحصن في قاعدة عسكرية هرباً من كورونا

استقالة طاقم عمل "المهمة المستحيلة" بعد خلاف مع توم كروز

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يؤكدون أن التزييف العميق أسهل وأخطر من برامج تحرير الصور خبراء يؤكدون أن التزييف العميق أسهل وأخطر من برامج تحرير الصور



آمال ماهر تتألق في فستان ملكي باللون الأخضر

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك
المغرب اليوم - موضة مجوهرات الخريف لإضفاء لمسة ساحرة على إطلالتك

GMT 05:17 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
المغرب اليوم - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 20:03 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

القوات المسلحة الملكية تشارك في معرض الفرس بالجديدة

GMT 20:51 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

برشلونة على أعتاب توديع البطولة للمرة الأولى من خمس سنوات

GMT 23:02 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى محمد الخامس يهتزّ على فضيحة أخلاقية مُدوية

GMT 02:10 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توقيف موظف في تطوان لإهانته عناصر الأمن

GMT 13:32 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات محكم رئيسي في مهرجان سينما هندي

GMT 16:04 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

معسكر 48 ساعة لمنتخب شباب كرة السلة تحت 17 عامًا في مصر

GMT 20:03 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبو فريق "الرجاء البيضاوي" يهددون بالإضراب من جديد

GMT 04:05 2016 الثلاثاء ,02 آب / أغسطس

مولد أول زرافة "روتشيلد" في محمية "بورت ليمبن"

GMT 12:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

البطيخ ملين قوي للأمعاء ويساعد على الهضم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib