لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة، أن ارتداء أجهزة تتبع اللياقة البدنية مثل "فيتبيت" يمكن أن تقلل من متعة التمرين وتفسده، حيث أن حساب الميلات والسعرات الحرارية التي تحرقها ربما يحول وجودك في الصالة الرياضية إلى عمل وليس شيئًا تستمتع به، وأوضح الباحثون أن فكرة تتبع أنفسنا أثناء الرياضة كانت مغرية جدًا ولكن قد يكون لها آثارًا ضارة غير مقصودة.
وأفادت الدراسة أن بعض الناس أصبحوا عبيدًا لاستهداف عدد معين من الخطوات يوميًا، حتى أن بعضهم لجأ إلى الدرج صعودًا وهبوطًا للحصول على علامة 10 آلاف قبل النوم، وتناولت الدراسة كيفية استخدام الناس لأدوات يتم ارتداؤها بداية من الساعات الذكية حتى أساور اللياقة البندية، وتحسب هذه الأجهزة عدد الخطوات التي سارها المستخدم يوميا ومعدل ضربات القلب وغيرها من الإحصاءات.
وأجرى الدكتور جوردون إتكين من جامعة ديوك فى ولاية كرولينا الشمالية ست تجارب لمعرفة كيف يستمتع الناس بعملية التتبع، وفي التجربة الأولى أمضى 105 طالبًاا عشرة دقائق فى تلوين أشكال بسيطة، وكان من أخبروا بعدد الأشكال التي تم تلوينها أكثر إنتاجية لكن استمتاعهم كان أقل ومدى إبداع في التلوين وأقل عن الطلبة الآخرين.
وفي التجربة الثانية، طلب من 95 طالبًا تسجيل أفكارهم لمدة يوم أثناء المشي، ومنح بعضم عداد لحساب خطواتهم، وأفادت المجموعة التي أعطيت عدادًا للخطوات أنها استمتعت قليلًا بالمشى عن المجموعة التي لم يتم تتبع خطواتها، وفي دراسة ثالثة قرأ 310 مشاركًا لمدة 8 دقائق، وأخبر بعضهم بعدد الصفحات التي قرؤوها في حين لم يتم إبلاغ البعض الآخر، وأوضح من طلب منهم قراءة عدد معين من الصفحات بأن استمتاعهم بالقراءة كان أقل، وأنهم شعروا وكأن الموضوع أشبه بالعمل.
ونشرت الدراسة في مجلة Journal of Consumer Research.، وذكر الدكتور إتكين " بشكل عام يساعد تتبع النشاط الرياضي في زيادة ما يفعله الناس لكن له آثار ضارة فى الوقت نفسه، حيث أصبحت الأنشطة الممتعة أشبه بالوظيفة من خلال التركيز على ناتج الأنشطة التي يفترض أن تكون ممتعة، وتقوم هذه الأجهزة بصرف الانتباه عن الاستمتاع بالنشاط والتركيز على الناتج وهو ما يقوض الحافز والسعادة الشاملة، ونحتاج هنا إلى الموازنة بين زيادة الإنتاجية والاستمتاع لدينا، وبالنسبة للأنشطة التي يفعلها الناس من أجل المتعة يفضل ألا يتم تتبعهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر