واشنطن - يوسف مكي
كشفت نتائج دراسة أجريت مؤخرا بين البحار الدافئة وبين انتشار الأمراض الوبائية التي تؤثر على بعض من الأنواع البحرية في كل من المحيطين الأطلسي والهادئ، أن نجم البحر قبالة الساحل الغربي من الولايات المتحدة الأميركية وكندا يحمل مستويات عالية من مرض الهزال الجسدي، والذي يسبب لهم خسارة أطرافهم والموت. كما يشهد سرطان البحر قبالة سواحل نيو إنجلاند مستويات متزايدة من أمراض القشرة.
وربطت أدلة جديدة، نشرتها "رويال سوسايتي بي"، بين كلا الحدثين وارتفاع درجة حرارة مياه البحر. وعانت نجمة المغرة، النوع الاكثر شيوعا من نجمة البحر على شمال ساحل المحيط الهادئ من الولايات المتحدة الأميركية، من انتشار واسع لمرض الهزال بين عامي 2013 و2014، مما أدي بها إلى أن جرفتها الامواج على الشواطئ. ويعتقد العلماء أن 90% من السكان قد محوا وانخفض عدد الأنواع البحرية إلى ربع الأرقام التي كانت عليها ما قبل تفشي المرض.
ووصل التأثير إلى 20 نوعًا بحريًا آخر، بما في ذلك نجمة عباد الشمس، التي تعتبر منقرضة الآن عمليا في جزر سان خوان قبالة سواحل ولاية واشنطن، حيث أجريت الدراسة. وقال المتخصص في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري ومؤلف بارز في الدراسة درو هارفيل لصحيفة "واشنطن بوست": "هذه التفشي جاء سريعا، في الوقت الذي عرفنا فيه ما يكفي عنه، والكثير من ذلك قد حدث بالفعل". وأضاف، "والسؤال هذا العام في أذهاننا هو ما سيحدث في ألاسكا، حيث رحلت نجمة عباد الشمس التي كانت وفيرة جدا في هذه المنطقة، إذ كان بإمكانك أن ترى 30 واحدة في عملية الغوص الواحدة".
ويعتقد أن السبب قد يكون فيروس موجود في كثير من نجوم البحر، والذي يكمن في انخفاض درجات الحرارة، لكنه يصبح أكثر نشاطا وخطورة في الأجواء الأكثر دفئا. ويمكن أيضا أن تكون التغيرات الجينية في الفيروس مسؤولة عن ذلك. وفي ظروف أكثر دفئا تم خلقها في التجارب المختبرية، وجد الباحثون أن نجمة البحر أيضا تصاب بهذا المرض بشكل أسرع في درجات الحرارة العالية.
ووجد الباحثون أن هذا المرض أكثر انتشارا في درجات حرارة تتراوح بين 12.2 و 18.8 درجة مئوية. ويعتقد العلماء على الساحل الأطلسي، أن الكركند، والذي هو نعمة اقتصادية كبرى لأجزاء من نيو إنجلاند، من المحتمل أن يكون يعاني أيضا من مرض القشرة الوبائي المرتبط بالمياه الدافئة.
وتبيَن أن التجارب المعملية التي تمت باستخدام البكتيريا التي تتسبب في ظهور هذا المرض، مع درجة حرارة مياه أكثر برودة من حوالي 10 درجات مئوية، فإن هذا المرض لا يحرز تقدما يذكر. لكن، كلما زادت درجة حرارة المياه ينتشر المرض بشكل أسرع، وخصوصًا في الإناث. ويتوقع العلماء أن هذا المرض، الذي يتسبب بالفعل في أضرار بالغة لصناعة صيد سرطان البحر في جنوب نيو إنجلاند، سينتشر شمالا، إلى مين. ويُذكر أن الكركند المصاب بهذا المرض لا يمكن بيعه أو استخدامه في الأغذية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر