لندن ــ ماريا طبراني
من قال أن الحيوانات البرية لا تفجع بفقدان أحبتها، ولا تتأثر وتعبر عن حزنها بالصراخ والبكاء أحيانا، فهذا العالم رغم ما يشتمل عليه من قساوة وصراع دائم من أجل البقاء، إلا أنه محكوم
أيضا بعالم المشاعر والإدراك في حدود معينة، غالبا ما نلحظها ونشاهدها بين سائر الحيوانات البرية والأليفة. ونشرت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية تقريراً مصوراً تناول ما وصفته بلقطات مأساوية لـ "حزن مفجع لأم فرس النهر على مقتل طفلها"، ووثقت لحظات مؤثرة جدا.
وتظهر تلك اللقطات كيف أن الأم الحزينة والمفجوعة تطلق عويلاً مفزعاً، وهي تهز جثمان طفلها، وكأنها تظن أنه نائم وتحاول أن توقظه، غير مصدقة موته، ولكن دون جدوى، ما جعلها تطلق العنان لحزنها.
وظلت فرس النهر على ذلك الأمر لفترة، وتجمدت في مكانها من هول الصدمة والحزن، حتى إن الطيور وقفت على ظهرها، بعدما ظنت أنها جامدة لا تتحرك، ثم فجّر بعضها صيحات غاضبة عدة. على ما أشارت أيضا صحيفة "سبق" الإلكترونية نقلا عن "الدايلي ميل".
لحظات لا يمكنني نسيانها
والتقط تلك المشاهد الحزينة والمؤلمة مصوّر الحياة البرية المحترف "نيل كوبر"Neal Cooper في حديقة "كاسان" Kasane البرية في دولة بوتسوانا Botswana الأفريقية.
وقال كوبر "لقد كانت لحظات لا يمكنني نسيانها سريعاً وبسهولة، لقد كانت فرس النهر تقف بلا حراك على ضفة النهر ورأسها منكّس، وعند اقترابي لمحت جسد الصغير المسجى أمامها".
وتابع قائلاً "كنت أجلس في القارب على مسافة آمنة، لذلك لم ألمح طبيعة مقتل فرس النهر الصغير، وإن كانت به جروح أم لا أم توفي بصورة طبيعية، خشية من أن تدرك الأم أني أصورهما فتقفز ورائي في الماء".
وأضاف كوبر "لكن كان هناك علامات تؤكد أن عدواناً وقع عليهما منذ وقت يسير، حيث كان اللعاب يقطر من فهما، والدماء تظهر بين أسنانها"، ويرجح أن يكون صغيرها قد قضى خلال وقوع هذا العدوان، كونه لا يحتمل مواجهة أعداء جنسه بسبب صغر حجمه قياسا إلى والدته.
وأشار المصور المحترف إلى أنه وجد في صباح اليوم التالي اثنين من أفراس النهر الذكور تقف بجوار الصغير المقتول، حتى لا يسمحوا للحيوانات المفترسة الأخرى بالتهام الضحية الصغيرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر