لندن - المغرب اليوم
توفر الأحافير المحاصرة في عنبر الأشجار لقطة فريدة لتشريح وفهم بيئة الكائنات الحية المنقرضة.وعنبر الأشجار، هو عبارة عن صمغ تفرزه الأشجار الصنوبرية المنقرضة من لحائها عندما يجرحها جارح حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض، لكن في حالات نادرة جدًا، اكتشف العلماء أن العنبر يحتوي على كائن حي مائي.
وفي دراسة نُشرت في دورية "ساينس أدفانسيس"، وصف فريق دولي من الباحثين أول سلطعون من عصر الديناصورات الطباشيري ظل محفوظا في العنبر.واستخدمت الدراسة التصوير المقطعي المحوسب الدقيق لفحص ووصف (كريتابسارا أثناتا)، وهو أقدم سلطعون حديث المظهر (يبلغ عمره حوالي 100 مليون سنة) وأكبر سلطعون أحفوري تم اكتشافه على الإطلاق.ويمتد سجل أحافير السلطعون إلى أوائل العصر الجوراسي، منذ أكثر من 200 مليون سنة، ولسوء الحظ، فإن أحافير السلطعونات غير البحرية متناثرة ومقتصرة إلى حد كبير على أجزاء وقطع من درع الحيوانات -المخالب والأرجل الموجودة في الصخور الرسوبية- ولكن عينة (كريتابسارا أثناتا)، كانت مذهلة للغاية، فهي فريدة من نوعها، وكاملة تمامًا وهو أمر رائع".وقامت مجموعة من العلماء بقيادة المؤلف الرئيسي المشارك ليدا شينغ، من جامعة الصين لعلوم الأرض في بكين، بإجراء مسح ضوئي بالأشعة المقطعية للحفرية الموجودة في متحف لونجين العنبر بالصين.
خلقت عمليات المسح إعادة بناء كاملة ثلاثية الأبعاد للحفظ الرائع للحيوان، ما سمح للفريق البحثي برؤية الجسم الكامل للحيوان بما في ذلك الأنسجة الرقيقة ، مثل الهوائيات وأجزاء الفم المبطنة بشعر ناعم واكتشفوا أن الحيوان لديه خياشيم أيضًا.وتقول لوكي: "كلما درسنا الحفرية، أدركنا أن هذا الحيوان كان مميزًا للغاية من نواحٍ عديدة، فسلطعون (كريتابسارا أثناتا ) يتميز بمظهر عصري بشكل ملحوظ، حيث يشبه بشكل سطحي بعض أنواع سرطان البحر الموجودة حاليا، على عكس معظم السرطانات خلال منتصف العصر الطباشيري والتي بدت مختلفة تمامًا عن السرطانات الحديثة".
وتضيف: "نادرًا ما يتم حفظ الحيوانات المائية في صمغ الأشجار التي تصبح عنبرا، والسرطانات التي تم العثور عليها سابقًا في العنبر تنتمي إلى مجموعة حية من الأراضي الاستوائية وسرطان البحر الذي يسكن الأشجار ويعرف باسم (سيزارميدي) من العصر الميوسيني (منذ 15 مليون سنة)".وتساءل الباحثون كيف إذن هل تم الحفاظ على حيوان مائي عمره 100 مليون عام في عنبر الشجرة، والذي عادة ما يكون موطنًا لعينات تعيش على الأرض؟
تقول لوكي "تسمح الخياشيم للحيوانات المائية بالتنفس في الماء، لكن السرطانات نجحت وبشكل مستقل في غزو الأرض والمياه قليلة الملوحة والمياه العذبة 12 مرة على الأقل منذ عصر الديناصورات، وبذلك تطورت خياشيمها لتشمل نسيجًا شبيهًا بالرئة، ما يسمح لها بالتنفس داخل وخارج الماء، ومع ذلك، لم يكن لدى كريتابسارا أنسجة رئوية، وكان لديه فقط خياشيم متطورة تشير إلى أن الحيوان لم يكن يسكن الأرض بالكامل".وتضيف: "نحن نتعامل الآن مع حيوان ليس من المحتمل أن يكون بحريًا، ولكن أيضًا ليس بريًا بالكامل، وفي السجل الأحفوري، تطورت السرطانات غير البحرية قبل 50 مليون سنة، لكن هذا الحيوان يبلغ ضعف ذلك العمر".
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر