الرياض - المغرب اليوم
أطلقت وزارة البيئة السعودية برنامج تقنيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي؛ لدراسة واقع مناطق الغطاء النباتي، والإسهام في تحقيق مستهدفات مشروعات التشجير ومبادرة «السعودية الخضراء»، لمكافحة التصحر الذي يُعدّ من أهم المشكلات الجيولوجية في البلاد، والمساهمة في دعم المبادرات البيئية المختلفة.
وتُصنَّف السعودية ضمن البلدان الجافّة المتأثرة بشدة من ازدياد آثار التصحر على غالبية مناطقها، وتظهر آثار التصحر في معظم أرجاء البلاد، ويمكن رصدها من خلال تحول عدد من المناطق الزراعية والأودية الغنية بالمياه إلى أراض قاحلة.
ورجّح مختصون أن الأسباب التي أدت إلى التصحر تعود إلى قلة الأمطار، والاستنزاف الجائر لمصادر المياه، وهجرة المزارعين من القرى إلى المدن، مما أدى إلى تدهور الأراضي المنتِجة، وتضاعف آثار التصحر في هذه المناطق.
وتُواجه السعودية التصحر البيئي بعدد من المبادرات الكبرى التي تهدف إلى تنمية الغطاء النباتي، وأهمها «السعودية الخضراء» التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في أنحاء البلاد، لتغطي 40 مليون هكتار ستسهم في الحد من الظاهرة بشكل جذري، إضافة إلى دعم عدد من الابتكارات والحلول التي تساعد في مكافحتها.
ويعمل «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر» في السعودية على استخدام التقنيات الحديثة والأبحاث لدعم أهدافه، حيث يدرس باحثوه الأصول الوراثية النباتية بالسعودية، ورسم خرائطها الجينية، لفهم طبيعة معيشة تلك النباتات وتكيفها في بيئاتها المختلفة، ومدى تأثرها بالضغوط المختلفة، سواء أكانت مناخية أم أحيائية؛ لتحديد أفضل الحلول للحفاظ عليها وإعادة إكثارها واستزراعها، في إطار تحقيق مستهدفات مبادرة «السعودية الخضراء».
وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز، الدكتور خالد العبد القادر، أن هذه التقنيات تستهدف مراقبة التغير في الغطاء النباتي بمواقع مشروعات التشجير، ومراقبة الغطاء الأرضي وتغير مساحته، وحساب كميات الأمطار، وقياس كثافة الغطاء النباتي، بالإضافة إلى رصد ومراقبة صحة النبات.
وأفاد العبد القادر بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد تسهم في مراقبة ومتابعة غابات المانجروف، الممتدة على سواحل السعودية، ومتابعة أعمال التشجير والري باستخدام «الدرونز»، وحساب عدد الأشجار ونِسب الإنجاز الميداني، ومتابعة زحف الرمال وأثره على الغطاء النباتي.
كما أشار إلى أنه يمكن، من خلال هذه التقنيات، دراسة تصنيفات الغطاء الأرضي، ومدى ملاءمته للأنواع النباتية، ونسب الجفاف وتأثيره في الغطاء النباتي، ومعدلات التصحر، وتحليل الخصائص الطبوغرافية، ومراقبة وتقييم حرائق الغابات، بالإضافة إلى تطوير لوحات معلومات مؤشرات ومشروعات التشجير.
ولفت الدكتور العبد القادر النظر إلى أن مساحة السعودية تُقدَّر بمليوني كيلومتر مربع، وتمتاز بتضاريس متعددة وغطاء نباتي متنوع يشتمل على غابات ومراع ومتنزهات وطنية وبرية وجيولوجية ومناطق رطبة وسهول وكثبان رملية وسواحل وجزر.
ونوه باهتمام المركز بتنمية المساحات الخضراء عبر مشروعات التشجير والحماية في زيادة كبيرة بمساحة الغطاء النباتي، ولذلك يعمل المركز على مراقبة وتقييم هذه المناطق بأحدث التقنيات وبجميع السبل المتاحة.
يُذكَر أن «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر» يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي بالسعودية وحمايتها ومراقبتها، وتأهيل المتدهور منها، والكشف عن التعديات عليها، إضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي، وحماية الغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، بما يعزز التنمية المستدامة التي ترتقي بجودة الحياة وفق مستهدفات «رؤية السعودية 2030».
كما يهدف إلى زيادة مساحات الغطاء النباتي، وحماية تنوعه، ورصد مظاهر التصحر، وتطبيق الإجراءات والمعاهدات، للحد من الآثار السلبية للأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية وتنظيم الرعي، والمحافظة على التنوع النباتي، ووضع المحفزات اللازمة لدعم الأبحاث والابتكار، واستخدام التقنيات الحديثة في مجالي الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر