الرباط - المغرب اليوم
أحيت التساقطات المطرية الأخيرة آمال الفلاحين في تفادي “شبح الجفاف”، الذي أرخى بظلاله على المملكة المغربية طيلة السنوات الماضية، مما تسبب في تضرر المحاصيل الزراعية، وهو ما دفع الحكومة إلى توزيع مساعدات مالية على الفلاحين لمساعدتهم في تربية المواشي.
وعرفت المناطق الجنوبية للمملكة تساقطات مطرية مهمة خلال الأسبوع الحالي، الأمر الذي ساهم في ملء السدود المحلية، التي بلغت “وضعية حرجة” في ظل غياب الأمطار الموسمية، وسط تفاؤل المزارعين الذين عاشوا سنوات صعبة من الجفاف.
وفي هذا الصدد، قال أيوب كرير، فاعل بيئي وباحث في مجال التنمية المستدامة، إن “الأمطار الحالية جاءت في وقتها بعد فترة عصيبة مرت على المغاربة”، مبرزا أن “البلاد عانت من جفاف قاتل خلال السنتين الأخيرتين بسبب تداعيات تغير المناخ”.
وأضاف كرير، في تصريح، أن “كميات الأمطار التي تساقطت بالمناطق الجنوبية للمملكة لم تكن كثيفة، لكنها زرعت بذرة الأمل لدى المزارعين الذين يعولون على الأمطار هذه السنة لإنقاذ الموسم الفلاحي”.
وتابع قائلا: “السدود الكبرى والمتوسطة والصغرى أصبحت شبه فارغة بالجنوب بسبب غياب الأمطار”، مشيرا إلى أن “الحكومة لم تستغل للأسف هذه الفترة لإزالة الأوحال بالمنشآت المائية لأن هذه الأتربة تؤدي إلى ضياع المياه”.
فيما أورد عبد الرحيم الكسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، أن “الأمطار مهما كان حجمها جيدة لأن منافعها تمتد إلى المشاعر الإنسانية المبتهجة بها بعد فترة طويلة من الانقطاع”، لافتا إلى أن “المغرب عانى من جفاف مزمن في الفترة الأخيرة بفعل تغيرات المناخ”.
وأكد الكسيري، في حديث ، أن “الأمطار الحالية لن تحل الأزمة المائية بصفة نهائية لأن ملء السدود يحتاج إلى تساقط الأمطار بشكل متواصل طيلة السنة”، مشيرا إلى أن “المغرب ينبغي عليه التفكير في حلول عملياتية لاستغلال كل التساقطات خلال هذه الأزمة”.
وأردف أن “حالة الطوارئ المائية يفترض أن يحافظ عليها المغرب حتى في حال تساقط الأمطار وتحسن السنة الزراعية، لأن الأمر يتعلق بأزمة مناخية عالمية قد تفاجئ الجميع، مما يتطلب ضرورة الاستعداد للفترة المقبلة التي ستكون صعبة”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر