واشنطن ـ رولا عيسى
نشأ رون تومسون في روديسيا، ويعيش الآن في زيمبابوي، بدأ في صيد الحيوانات حين كان في سن المراهقة، وكان أكبر عدد قتله من الفيلة دفعة واحدة، 32 فيلا، واستغرق ذلك 15 دقيقة فقط، وفي عام 1959 عمل حارسا للمنتزهات القومية، وهو يحب قتل الحيوانات التي تتعارض مع الإنسان، وقال: "من دواعي سروري أن أكون صادقا، بعض الناس يستمتعون بالصيد، والبعض يكره، وأنا أستمتع به".
وقالت صحيفة "الغارديان" إن "تومسون" يبلغ من العمر الآن 79 عاما، ويسعى إلى إيجاد جمهور منفتح العقل ليروي قصصه الخاصة بصيد الحيوانات، إذ يلفت إلى أنه أكثر إنسان اصطاد الحيوانات على سطح الأرض.
ويغضب الكثير حين يرون صورة صياد يقتل الحيوانات، مثلما حدث في الشهر الماضي مع مذيعة التلفزيون الأميركي، لاريسا سويتييك، بعدما نشرت صورة لماعز وأغنام بعد قتلها لها، حين كانت على جزيرة إسلاي الأسكتلندية.
وانتقدها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أثارت الصور اشمئزازهم على نطاق واسع، وحينها قال مايك راسل، العضو المحلي في البرلمان الأسكتلندي، لبي بي سي سكوتلاند، إنه من غير المقبول رؤية الناس مبتهجين بقتل ماعز.
ولفتت رئيسة الوزراء الأسكتلندية، نيكولا ستوغوين، إلى أن قانون تجريم صيد الحيوانات سيتم استعراضه، بينما تحدت سويتييك منتقديها، على موقع "إنستغرام"، ونشرت صورة بعنوان "انتظروا مغامرة الصيد القادمة".
كان هذا الأمر يتعلق بقتل ماعز، ولكن هناك خاصة، حيث يسافر الكثير من الناس إلى أماكن معينة، مثلما عرضت قناة "ديسكفري"، لصيد حيوانات بيعنها، فهم بالفعل يصرفون الآلاف على ذلك.
وقال ينس أولريك هوج عبر الهاتف من غابات في السويد، حيث كان يرافق مجموعات لصيد الخنازير البرية: "إذا سألت 100 صياد عن سبب فعل ذلك، فستحصل على 100 إجابة مختلفة"، موضحا أن الصيادين يحبون استهداف الحمار الوحشي، وكذلك الحيوانات المفترسة.
وينعكس طلب الصيادين على السعر فإن اصطياد زرافة يكلف 3 آلاف جنيه إسترليني، أما اصطياد أسد أو فيلا فيكلف نحو 20 ألف جنيه إسترليني، كما يؤكد هوج أن نسبة صغيرة من الصيادين يستطيعون القيام بذلك.
يذكر التاريخ الأسد الأشهر "سيسيل" الذي قتله طبيب الأسنان في ولاية مينيسوتا، والتر بالنر، حين كان في زيمبابوي في عام 2015، ورغم أنه كان قانونيا قتل الأسد فقد كان محبوبا، لكن بالمر صوب السهم تجاهه، ولم يقتله منذ الطعنة الأولى، مما ترك سيسل يعاني لفترة طويلة.
وقال ديفيد كوامين، كاتب علمي في الولايات المتحدة، كتب عن علاقة الإنسان بالحيوانات المفترسة: "لقد كان مقتل سيسيل أمرا فظا، ومهزلة"، مضيفا: "هناك مهارة في الصيد، وقواعد يجب الالتزام بها".
ولا يمكن إنكار أن إنتاج اللحوم المصنعة يسبب معاناة عالمية أكثر من الصيد، ولكن حتى ذلك لا يردع معارضي الصيد، وأولئك الذين يأكلون اللحوم.
ويفسر العلماء أن الرغبة في اصطياد الرؤوس أو أبواق الحيوانات، تعود إلى الآنا الذكورية، حيث يقول كريغ بارر، عالم البيئة المقيم حاليا في مينيابوليس: "العديد من الصيادين رجال، لديهم صورة نمطية للذكورة"، وهو الاتهام الذي يرفضه الصياديون.
ويرى هوج أن المشكلة تكمن في أن غير الصيادين يرون صيد الحيوانات عملية بريئة، ولا يعتبرونه عملا دراميا أو شرا، قائلا: "لقد قابلت الكثير الذين يستمتعون بقتل الحيوانات وهم ليسوا من الصيادين، وقليلون منهم تمنوا وقف صيد الحيوانات، حيث يرون من يفعلون ذلك ساديون".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر