لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة، أن لضغط الحياة المدنية، تأثير درامتيكي على الحياة البرية، حيث تتأقلم الطيور مع الرتم السريع والمزعج في بيئتهم الجديدة مما يدفعها إلى تغيير لحنها.
ووفقًا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تقول الدراسة: "إذا وجدت المدن الحديثة مليئة بقليل من الضغط، فلابد أن تلتفت كثيرًا بفكرك ونظرك نحو الحياة البرية، وكيف تعيش في المناطق الحضرية"، حيث أن محاولات التكيف مع البيئة الجديدة، تؤثر تأثيرًا كبيرًا على صحة وسعادة الطيور، والثعالب، والبعوض.
ونقلت الصحيفة عن عالم الأحياء، سيمون وات، قوله خلال مهرجان العلوم في شلتنهام الإنجليزية، إن الطيور قد طورت نغماتها الموسيقية الخاصة بها وجعلتها أسرع مما كانت عليه، خلال عيشها في البيئة الحضرية، وذلك لأنها أصبحت يغلب عليها نمط الحياة اليومية وضجيج حركة المرور. وأضاف: "بصفة عامة، نستطيع أن نقول أن الطيور في المدن لديها أمران مشتركان"، فهي تميل إلى الغناء بنغمة مرتفعة، مع استخدام عدد أقل من النغمات، كما تميل إلى التغريد بإيقاع أسرع، فهي تمتلك موسيقاها الحضرية الخاصة بها.
وأشار إلى أن جميع الأنواع من الطيور يحدث لها هذا التغير، ويغنون في أوقات مختلفة، بخاصة الليل حيث يغنون على أضواء الشوارع؛ نظرًا لعدم مقدرتهم التأكد من مجئ وقت النوم، وهذا يؤكد أن هناك بعض الطيور تعيش تحت ضغط الحياة المدنية. وأصبحت تهاجر الطيور إلى المدن في فصل الشتاء، لأنها أكثر دفئًا فدرجات الحرارة تكون 5 سليزيوس في المتوسط.
والحمام غير قادر على التفريق بين المواسم، لأن المدن تكون دافئة بشكل مصطنع جدًا، وهي تتكاثر على مدار السنة، لذللك هناك أنواع من الصقور "العوسق، وشاهين"، تأتي على نحو متزايد لتتغذى عليها. وتظهر الدراسات، أن الصقور الشيهانة "شاهين"، تبدأ في الحصول على غذائها ليلًا في أضواء الشوارع، ويجيب "وات" على تساؤل "هل هذا جيد للطيور أم سيئ"، قائلًا: في بعض النواحي، يبدو أن الحياة البرية في المناطق الحضرية تحت ضغط شديد".
وأردف "وات" الذي يقدم برامج الحياة البرية على التليفزيون البريطاني، أنه في أوقات معينة من السنة في لندن، هناك المزيد من طيور النورس تقف على مكان دفن النفايات أكثر من وقوفهم على أنحاء الساحل، وهذا ما حدث من تأثير فنترك تلالًا من القمامة وهذا بالطبع يؤثر على البيئة من حولنا. واستطرد قائلًا: "حتى نوع من البعوض الذي يوجد في نفق في لندن تطور ليصبح أكثر عدوانًا ويتغذى على البشر".
فالبعوض تحول من التغذية على الطيور للتغذية على البشر، والفئران الصغيرة والكبيرة، وهذا شيء أنت لن تقلع عنه من تحت الأرض، وهذا هو من الأنواع المتميزة. وحسبما ذكرت الصحيفة عن "وات"، الذي وصف كيف لدى الثعالب الحضرية إمكان الوصول إلى إمدادات لا حدود لها تقريبًا من الغذاء، ولكنها غالبًا ما تعيش لمدة 15 شهرًا فقط، بدلًا من العمر الطبيعي له الذي يصل إلى سبع سنوات، نظرًا لاصطدامها من قبل السيارات التي لم تلتفت لها.
طائر "أبو قلنسوه" ، الذي ينتمي إلى رتبة العصفوريات "هوازج العالم الجديد"، ويعيش في أوروبا، وهي تهاجر من المغرب إلى جنوب إسبانيا، ولكن بدأت إلى الميل للهجرة إلى المدن البريطانية بسبب الدفء والتغذية في كل مكان، حيث يقوم الناس بإطعامهم في الحدائق. وأشار "وات" إلى أن مسار تطور هذه الطيور قد تغير لأنها طورت منقارها الذي أصبح أطول لمساعدتها في الحصول على حبات المكسرات من القفص. واختتم "وات" حديثه قائلًا: "إذا أردنا البحث عن تحولات تطورية الآن في عالمنا، فلابد للنظر إلى المدن، إنها النقطة المحورية، ربما واحدة قد أهملت".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر