برازافيل ـ عادل سلامه
أظهرت دراسة جديدة أن مشكلات الخصوبة وأصابع القدم المتلاصقة من بين المشكلات الجينية التي تهدد مجموعة من الغورلات في وسط أفريقيا، وبالتحديد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث انخفض عدد الغوريلات من النوع "غراور" بنسبة 80%، في العقود الأخيرة بسبب الصيد غير المشروع، وتدمير بيئتها.
ووجد الباحثون وفقًا لما ورد بصحيفة «إندبندنت» أنه مع انخفاض أعداد الغوريلات، أصبح تزواجهم أمرا صعبا، كما أن الغوريلات الباقية أصبحوا ضعفاء للغاية للقيام بالتزاوج والإنجاب.
وبعد مقارنة عينات الحمض النووري من عينات المتحف مع الغوريلا الحالية، وجدوا أن التنوع الوراثي لهذه الغوريلا المهددة بالأنقراض قد انخفض بشكل حاد في السنوات الأخيرة، كما حددوا طفرة من الطفرات الجينية الضارة المحتملة في الغوريلا الحية، في الجينات المرتبطة بخصوبة الرجال ومقاومة الأمراض.
وتبين الدراسة أن بعض الطفرات الجينية الصغيرة تتعلق بألتصالق أصابع قدم الغوريلا، وقد تفتقر هذه الغوريلات إلى المواد الوراثية الخاصة للتكيف مع التغيرات المفاجئة في بيئتها أو مقاومة تفشي الأمراض، مما يدفعها أكثر نحو الأنقراض.
ويمكن أن يتضاعف هذا التأثير من خلال حدوث طفرات ضارة تنتشر حول الجزء الصغير المتبقي من الغوريلات.
ومن جانبه، قال البروفيسور لوف دالن من المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، وأحد مؤلفي الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأحياء "هذه الزيادة الأخيرة في الطفرات الضارة تشدد حقا على الحاجة إلى عكس التراجع السكاني المستمر في غوريلات غراور".
واستطاع البروفيسور دالن، إلى جانب زملائه، مقارنة علم الوراثة بين مجموعات الغوريلات التي امتدت على مدى المائة عام الماضية لبناء صورة للتغييرات الرئيسية التي حدثت.
وفحص العلماء أيضا غوريلات الجبال ذات الصلة الوثيقة، ووجدوا أنه لم تحدث أي تغييرات جينية مهمة في هذه المجموعة خلال القرن الماضي، ولكن كشف تحديث أخير من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أنه بعد الرعاية المكثفة، يزداد عدد سكان غوريلا الجبال تدريجيا.
واعتبر إعادة تصنيفها بأنها نوعية غير مهددة بالأنقراض انتصار صغير ولكنه مهم، كما كشفت الدراسة الجديدة أن غوريلا الجبل تتمتع بميزة إضافية عن باقي الغوريلات، ففي حين أن الغوريلا غراور تعاني من انخفاض شديد في الأونة الأخيرة، فإن الغوريلا الجبلية كانت أعدادها منخفضة نسبيا في الأصل، مما يعني أنها كانت أكثر جاهزية لعوامل التدخل الإنساني والذي شكل تهديدا على مدى العقود الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر