واشنطن ـ رولا عيسى
تظهر الأبحاث الجديدة أن التنفس في الهواء الملوث يجعلنا أكثر عرضة لارتكاب الجرائم والغش, ويقترح العلماء ذلك لأن التعرض للتلوث يجعلنا أكثر قلقًا، والذي هو معروف بتحفيز السلوك غير الأخلاقي, ويعيش ما يقرب من 40 مليون شخص في المملكة المتحدة في مناطق شديدة التلوث، في حين أن هذا العدد يصل إلى 142 مليون شخص في الولايات المتحدة، ويشير الباحثون إلى أن ملوثات الهواء قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة في هذه المناطق.
وبحث الباحثون في كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك بيانات تلوث الهواء والجريمة لـ9360 مدينة أميركية تم جمعها على مدى تسعة أعوام, شملت معلومات عن ستة ملوثات رئيسية، وشكلت سبعة أنواع من الجرائم الرئيسية، بما في ذلك القتل والسطو, وكانت الملوثات الرئيسية هي الجسيمات، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون والرصاص على مستوى الأرض.
وكشفت الدراسة أن المدن ذات المستويات العالية من التلوث تميل إلى ارتفاع مستويات الجريمة, وكان هذا صحيحًا بعد احتساب العوامل المحتملة الأخرى، بما في ذلك مجموع السكان، وعدد الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، والتوزيعات العرقية، ومعدلات الفقر والبطالة, وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور جاكسون لو: "يكشف هذا البحث أن تلوث الهواء قد يكون له تكاليف أخلاقية محتملة التي تتجاوز الخسائر المعروفة على الصحة والبيئة, هذا أمر مهم لأن تلوث الهواء هو مشكلة عالمية خطيرة تؤثر على مليارات الناس - حتى في الولايات المتحدة، ما يقرب من 142 مليون شخص ما زالوا يقيمون في مقاطعات بها هواء ملوث خطير".
وبعد السلسلة الأولى من التجارب، حاول العلماء إيجاد صلة مباشرة بين التلوث والسلوك من خلال سؤال الناس بـ"تخيل تلوث الهواء", وفي تجربة، شاهد 256 مشاركًا صورة تتميز إما بمشهد ملوث أو مشهد نظيف وتخيل العيش هناك، وكيف سيشعرون وهم يتنفسون الهواء, وفي مهمة من المفترض أنه لا علاقة لها، رأوا مجموعة من الكلمات - مثل قرحة وكتف وعرق - وكان ينبغي عليهم تحديد كلمة أخرى مرتبطة بكل كلمة، على سبيل المثال، البرد وكل إجابة صحيحة يحصلون على 0.5 دولار, ثم سجل الباحثون سرًا عدد مرات التي نظر فيها المشاركون في الإجابة.
وأبرزت النتائج أن المشاركين الذين فكروا في العيش في منطقة ملوثة قاموا بالغش أكثر من أولئك الذين فكروا في العيش في منطقة نظيفة, وفي تجربتين إضافيتين، شاهد المشاركون صورًا للمشاهد الملوثة أو النظيفة التي التقطت لنفس المواقع في بكين, ثم كتبوا عما سيكون عليه العيش هناك، قبل أن يقيم المبرمجون المستقلون المقالات وفقًا لمدى القلق الذي أعرب عنه المشاركون، وأضاف لو، وهو مرشح دكتوراه: "نتائجنا تشير إلى أن تلوث الهواء ليس فقط يفسد صحة الناس، ولكن أيضًا يمكن أن يلوث أخلاقهم", وقد نشرت الدراسة في مجلة علم النفس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر