يترقب النحالون بالمغرب تسجيل خسائر كبيرة وانخفاضا غير مسبوق في الإنتاج الوطني من العسل بسبب اختفاء النحل في عدد المناطق، وهي ظاهرة جديدة ما زالت التحريات مستمرة حول العوامل المسببة لها.وأبلغ النحالون في عدد من المناطق عن ضياع عدد من الخلايا، حيث لاحظوا اختفاء مفاجئا لطوائف النحل بشكل غير معهود يلي ذلك موت الشغالات وبقاء الملكة وبالتالي ضياع الخلايا، وهي ظاهرة يرجح أنها مرتبطة بقلة التساقطات المطرية وضعف المراعي.
واستنفرت هذه الظاهرة مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التابع لوزارة الفلاحة، حيث قال فيه بلاغ له منذ أيام إن “نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة استبعدت أن يكون مرض ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث هذه الظاهرة”.
وأشار “أونسا” إلى أن هذه الظاهرة، التي تعرف أيضا بـ”انهيار خلايا النحل”، لوحظت أيضا في دول أخرى في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، وأورد أن الأبحاث التي تم إجراؤها في هذا الصدد ربطت الظاهرة بأسباب متعددة؛ منها المرتبطة بالظروف المناخية كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة.
حول الموضوع، قال امحمد بولال، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل، إن “ضرر هذه الظاهرة كبير جدا على العاملين في هذا الميدان”، وأشار إلى أن التأثير سيشمل مردودية سلسلة تربية النحل والفلاحة بصفة عامة.
وينتج المغرب حوالي سبعة آلاف طن من العسل، ويشتغل في هذه السلسلة أكثر من 28 ألف نحال، وللنحل دور أساسي في تلقيح النباتات، سواء الطبيعية أو المزروعة، مع تأثيرها الفعال في تحسين كمية وجودة الإنتاج النباتي، لا سيما غرس الأشجار المثمرة وزراعة الخضراوات والزراعات الصناعية.
وذكر بولال، في تصريح ، أن الظاهرة الحالية التي تواجهها سلسلة تربية النحل سينتج عنها تهديد عدد من مناصب الشغل، إضافة إلى الإضرار بالفلاحة بصفة عامة؛ لأنها تحتاج تلقيحا من طرف النحل.
وأكد رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل، التي تضم تعاونيات تجمع 16 ألف شخص، أنه لم يتم إلى حد الساعة التعرف على العوامل المسببة لظاهرة اختفاء النحل. وطالب في هذا الصدد بـ”تدخل فوري وعاجل للدولة لمساندة النحالة”.
من جهته، قال يوسف الزوين، نحال من إقليم شفشاون، إن ظاهرة اختفاء النحل منتشرة في الإقليم بشكل كبير، وأكد أن هذا الأمر سيكون له تأثير على إنتاج العسل وبالتالي ارتفاع سعره خلال الموسم الحالي.
وأضاف الزوين، في حديث لهسبريس، أن هذه الظاهرة غير مسبوقة، حيث كشف أنه فقد بسببها حوالي 127 خلية نحل وأصبحت حوالي 200 خلية أخرى مهددة بالضياع بسبب هذه الظاهرة الغريبة.
جدير بالذكر أن المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال تربية النحل بالنظر إلى موارده المتنوعة من الموارد العلفية للنحل، خاصة غابات الأوكاليبتوس، والزراعات الصناعية (عباد الشمس، الكولزا)، والنباتات الجبلية الطبيعية مثل الزعتر والدغموس وإكليل الجبل والخزامى والشيح والنباتات التلقائية والغابات.
وتضم سلسلة تربية النحل أزيد من سبعة أصناف من العسل، وهي عسل الزقوم بمنطقة تادلة – أزيلال، وعسل باخنو بجبل مولاي عبد السلام، وعسل الدغموس في الصحراء وجهة كلميم واد نون وجهة سوس- ماسة، وعسل الزنداز بمنطقة فاس-بولمان، وعسل الزعتر بسوس-ماسة، إضافة إلى عسل أزير بالجهة الشرقية.
وحسب المعطيات الرسمية، تحقق سلسلة تربية النحل رقم معاملات بـ1,1 مليار درهم وقيمة مضافة بحوالي 822 مليون درهم وتوفر 2,45 مليون يوم عمل، ويناهز الاستهلاك السنوي للفرد من العسل حوالي 250 غراما، ويتم استيراد حوالي 2000 طن من الخارج لدعم الإنتاج الوطني يناهز 7000 طن.
ويضع المغرب أكثر من 900 ألف خلية نحل، منها 640 ألف عصرية. وقد استفادت السلسلة من مخطط المغرب الأخضر، الذي ساهم في تطويرها بشكل كبير خلال السنوات الماضية؛ من خلال تجهيز وحدات تحسين الإنتاج ومشاريع التجميع حول التثمين
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر