الرباط - المغرب اليوم
من تاونات إلى مداشر “الحوز” مرورا عبر جبال وزان، ينطلق موسم جني الزيتون على إيقاع ترقب سقوط الأمطار خلال الأسبوع الجاري، للحصول على مردود جيد هذا العام؛ فآمال الفلاحين معقودة على ما تجود به السماء من تساقطات لتجاوز خيبة أمل السنة الماضية.في أعلى قمم مدينة شفشاون، تدب حركة غير عادية في عدد من المداشر والقرى استعدادا لانطلاق موسم جني الزيتون وما يرافقه من طقوس واحتفالات خاصة، حيث يتسابق الفلاحون في ما بينهم لجني المحصول؛ في ما اختار آخرون انتظار هطول الأمطار لبدء عملية جمع حبات الزيتون.
وينطلق موسم جني الزيتون في الغالب مع بداية “الخريف”، أي مع هطول أولى قطرات أمطار الموسم الجديد. وما زالت بعض المناطق تعتمد على وسائل تقليدية في عملية جني الزيتون، حيث يستعمل الفلاحون “السقاط”؛ وهو عبارة عن عصا طويلة وحادة تضرب بها الشجرة بلطف لإسقاط ثمار الزيتون. كما تستعمل النسوة “اللقاط” لقطف حبات الزيتون المتساقطة على الأرض.ويتخوف الفاعلون في المجال من أن تندثر أشجار الزيتون على حساب زراعة “الكيف”، خاصة في منطقة الشمال. ويبرر هؤلاء موقفهم من خلال توجه الدولة نحو تقنين القنب الهندي؛ وهو المعطى الذي حفز الفلاحين على تحويل مصدر رزقهم والاعتماد الكلي على “الكيف”.
ويؤكد عبد الرحيم فروني، هو فلاح من منطقة مزكلدة التي تبعد عن وزان بحوالي 40 كيلومترا، أن “المنطقة معروفة بأشجار الزيتون التي تدخل في إطار الفلاحة المعيشية”، مبرزا أن “الفلاحين يترقبون هطول الأمطار للاستعداد لجني الزيتون”.ويضيفُ فروني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الساكنة المحلية لم تعد تهتم بالأشجار المثمرة وإنما أصبح هناك توجه عام نحو زراعة الكيف في المنطقة”، مشددا على أن “تقنين الكيف وتدخل الدولة ساهما في ترسيخ هذه الفكرة في عدد من المناطق الجبلية”.
وشدد فروني على أن “الفلاح يربح تقريبا 80 مليونا في العام من عائدات “الكيف”؛ فيما الأشجار المثمرة، كالزيتون مثلا، لا يتعدى المدخول السنوي فيها 5 ملايين”، مبرزا أن “المردودية ضعيفة ووضعية الفلاح متأزمة، وغالبية الفلاحين ينتظرون التساقطات المطرية لإنقاذ الموسم الفلاحي”.
من جانبه، يقول عبد الله الجوط، فاعل جمعوي في شفشاون، إن هناك مشاكل تعتري عملية جني الزيتون؛ فخلال هذه العملية، تتعرض النساء غالبا للكسور جراء محاولتهن قطف حبات الزيتون بطرق تقليدية”، مبرزا أن “هناك تكريسا للهيمنة الذكورية في المناطق الجبلية والريفية”.واعتبر أن “المردودية ضعيفة بسبب شح السماء”، مؤكدا أن “الرياح تؤثر على عملية جني لزيتون”. وتابع: “هناك اهتمام كبير بنبتة الكيف وبعض الأشجار المثمرة”، مؤكدا أن “ثمن اللتر الواحد من الزيت يصل إلى 40 درهما”.
قد يهمك أيضَا :
المزارعون اللبنانيون يستعدون لجني محصول الزيتون وأزمة المحروقات تُهدّد الموسم
أزمة المحروقات تُهدّد المزارعين ومعاصر الزيتون في لبنان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر