كشفت دراسة جديدة، أن المكملات الغذائية من الدهون الصحية، يمكن أن تكون وسيلة فورية لخفض الضرر الذي يلحق بالملايين حول العالم، من تلوث الهواء، حيث وجدت الدراسة أن جزئيات الهواء الملوث تخترق عبر الرئتين لدى حيوانات المختبر العديد من الأجهزة الرئيسية بما في ذلك الدماغ والخصيتين مما يثير احتمال أن الأضرار الصحية التي يسببها الهواء السام أكبر مما هو معروف حاليا، وكشفت الدراسة الجديدة على الفئرات أن أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الكتاب والقنب وزيت السمك يمكن أن تمنع وتعالج الإلتهاب والأكسدة الناتجة عن تلوث الهواء حيث تقلل الأحماض الضرر بنسبة تتراوح بين 30 - 50%.
ويرتفع معدل تلوث الهواء في العالم بشكل ينذر بالخطر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، حيث تعاني كل المدن تقريبا في الدول الفقيرة من هواء غير صحي، كما أن أكثر من نصف من يعيشون في دول غنية يعانون أيضا، ومنذ فترة طويلة ارتبطت نوعية الهواء بأمراض الرئة والقلب والسكتات الدماغية إلا أن العلماء حاليا كشفوا عن صلتها بمشاكل في الدماغ مثل مرض الخرف وأمراض الصحة العقلية وانخفاض درجة الذكاء وكذلك مرض السكري وأمراض الكلى والولادة المبكرة.
وأكد الدكتور غينغ غانغ، في مستشفى ماساتشوستس العام، وهي جزء من كلية طب هارفارد في الولايات المتحدة، والذي قاد فريق البحث "هذه التغيرات المرضية مهمة للغاية لأنها الآليات الأساسية للأمراض المزمنة الشائعة لدينا اليوم، لا يمكنني أن أتوقع حدوث الأشياء التي حدثت في الفئران لدى البشر لأن العديد من الأمراض الإلتهابية لدى البشر يمكن معالجتها بأحماض أوميغا 3، ونثق أن هذه الأحماض يمكنها فعل شيء جيد، وأوصى بتناول هذه الأحماض للتصدي لمشاكل تلوث الهواء، ومن المعروف أن هذه الأحماض لديها العديد من الفوائد الصحية الأخرى والشيء الرئيسي أنها ليست عقاقيرًا لكنها مواد غذائية بها الكثير من الفوائد".
وأوضح غانع أن من 2-4 غرام يوميا تعد جرعة مكافئة لدى البشر مقارنة بتلك التي يتم إعطائها للفئران، وأشارت تجربة بشرية صغيرة عام 2012 إلى أن أحماض أوميغا 3 قدمت حماية من الآثار الضارة لتلوث الهواء، وبدأت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة حاليا تجربة أكبر، وهناك أدلة داعمة من العمل على الخلايا البشرية في المختبر، وتعال جرعة 2-4 غرام حصتين يوميا كل منها 85 غرام من سمك السلمون أو سمك الرنجة، وأوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بعدم تناول أكثر من ذلك في اليوم وأقل من ذلك للأطفال وللسيدة الحامل نظرا لمخاطر الزئبق والملوثات الأخرى في الأسماك، ويتاح زيت الكتاب الذي يمثل 50% من أحماض أوميغا 3 على نطاق واسع إلا أن هئية الخدمات الصحية توصي الأشخاص بالحصول على المشورة الطبية قبل تناولها.
وأوضح الدكتور ريتشارد راسل استشاري الجهاز التنفسي والمستشار الطبي لمؤسسة الرئة البريطانية "BLF" أن "البحث الجديد الذي قام به فريق الدكتور غانغ يعد عملا جيدًا إلا أن النتائج تحتاج إلى تفسير مع بعض الحذر مع الأخذ في الاعتبار أن استجابات الفئران مختلفة عن استجابات البشر"، مشيرًا إلى أن الفئرات تعرضت إلى مستوى عال من الهواء الملوث، وتابع راسل "هناك أدلة متزايدة تبين أن هذه الأحماض الدهنية لها آثار كبيرة مضادة للإلتهابات، ويمكن التوصية بها لتدخل في نظامنا الغذائي لأنها غير ضارة ولكن مفيدة".
وأردف كانغ "التلوث مشكلة خطيرة للغاية على صحة البشر ولكن لا يمكننا تغييرا لبيئة على الفور"، وخلص فريد كانغ إلى أن "أحماض أوميغا 3 تقدم حلا عمليًا فوريا للحد من أعباء الأمراض المتعلقة بتلوث الهواء".
وتم الكشف في سبتمبر/ أيلول عن جهاز جديد للاستنشاق يمكن أن يحمي الرئتين وأوضحت المؤسسة البريطانية للرئة بتجنب تقاطعات الطرق المزدحمة حيث تكون مستويات التلوث مرتفعة مع الحد من التمارين المضنية في الهواء الطلق، وفي التجرب عرّض فريق كانغ الفئرات إلى جزيئات الفلورسنت بحجم مماثل للبقع الصغيرة التي تسبب تلوث هواء بمقدار PM2.5 ما اتاح تتبع التقدم المحرز في الجسيمات من خلال أجسام الفئران، وأوضح الباحثون "لوحظت جزيئات الفلروسنت ليس فقط في الرئة ولكن في غيرها من الأجهزة بما في ذلك الدماغ والكبد والكلى والطحال والخصيتين، وتثبت هذه النتائج أن الجسيمات الصغيرة يمكن أن تخترق الرئتين وتنتقل إلى أجهزة أخرى".
وتابع غانغ "اكتشاف الجسيمات في الخصيتين مصدر قلق على الخصوبة والإنجاب، وهناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إن كان يمكن أن يحدث ذلك لدى الرجال والخطورة التي يشكلها، وعلى الأقل نحن نعرف حاليا أن الجسيمات يمكنها اختراق هذا النوع من الأنسجة"، وبينت التجربة على الفئران أن الجسيمات الصغيرة يمكنها اختراق الرئتين والمرور على الأعضاء الداخلية ولكن الجزيئات المستخدمة في تجربة كانع كان أكبر بمقدار 200 مرة، وتم الكشف عن الجسيمات السامة الدقيقة في الدماغ البشري نتيجة تلوث الهواء في سبتمبر/ أيلول.
ويعد هذا البحث مرحلة مبكرة، للحسم بأن أحماض أوميغا 3 تساهم في الحماية ضد تلوث الهواء، ولكن الطبيب الذي قاد الدراسة على الفئران أوضح أن 2-4 غرام من أوميغا3 تعد جرعة مناسبة للبشر، ووجدت تجربة مصغرة على البشر فوائد من تناول 3 غرام من زيت السمك يوميا على الرغم من احتوائها على بعض أحماض أوميغا3 فقط
ويعتبر تناول حصتين، كل منها 85 غراما، من سمك السلمون أو الرنجة، يوميا، تعطي تقريبا 3 غرام من أوميغا 3، وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بعدم تناول أكثر من 1ك يوميا و 3 مرات فقط للسيدة الحامل نظرا لمخاطر الزئبق والملوثات الأخرى في السمك.
وهناك طرق أخرى لاستهلاك هذه الدهون المفيدة، فكل من القنب والكتاب وزيوت البذور غنية بأحماض أوميغا 3 حيث تتمثل زيوت البذور في 50% من كبسولات المكملات الغذائية، ويعتقد أن هذه الأحماض الدهنية لها فوائد صحية متعددة للصحة، إلا أن هيئة الخدمات الصحية تنصح الناس بالحصول على المشورة الطبية قبل تناول المكملات الغذائية.
وينصح دائمًا بأن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، هو الطريقة الأفضل للحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وهناك بعض الأدلة على أن المكملات الغذائية لا توفر نفس مزايا أوميغا 3 التي تحصل عليها من الغذاء.
وفي ظل ارتفاع تلوث الهواء، تنصح المؤسسة البريطانية للرئة، بتجنب الأماكن المزدحمة والطرق الرئيسية وتجنب ممارسة الرياضة المضنية في الهواء، وفي السيارة تنصح المؤسسة بإبقاء النوافذ مغلقة وإعادة تدوير الهواء، وهناك القليل من الأدلة التي توصي باستخدام قناع للوجه.
وتقلل الأشجار من التلوث بنسبة 7-24% وفقا لإحدى الدراسات الحديثة إلا أن الأشجار ذات التخطيط السيء ربما تجعل الوضع أسوء، إذا كانت الأشجار قريبة للغاية من بعضها البعض بطول الشارع فإنها تشكل نفق يحتفظ بالتلوث المروري ويمنع الريح من تشتيت التلوث، وربما تساعد النباتات على تشكيل حواجز مادية تحمية الحدائق والملاعب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر