جاكرتا ـ عادل سلامة
كشفت مجموعة حفظ السلام الإندونيسية، الاثنين، أن اكتشاف اثنتين من القردة اليتامى في بورنيو هو دليل آخر على أن إزالة الغابات والصيد غير القانوني يهددان بقاء إنسان الغاب، وأكّد المتحدّث باسم مؤسسة بورنيو أورانجوتان للمحافظة على الحياة، نيكو هيرمانو، أنّ القردين الذين تم العثور عليهما تم إنقاذهم من قبل فريق مشترك من المؤسسة ووكالة الحفاظ على الطبيعة الحكومية في مواقع منفصلة، وقد تم إنقاذ قرد ذكر عمره 6 إلى 8 أشهر بعد أن تم الإبلاغ عنه بمفرده على ضفة نهر بالقرب من قرية بوسط كاليمانتان يوم الجمعة وإنقاذ أنثى تبلغ من العمر 3 سنوات ويبلغ وزنها 5 كيلوغرامات فقط قبل يوم في قرية في المقاطعة حيث كانت تحتفظ بها أسرة معظم حياتها.
وقالت المؤسسة في كلتا الحالتين إنه "من المحتمل أن تكون الأمهات قد قتلت عمدا، وفي الوقت الذي يتم فيه إزالة المزيد من الغابات يستطيع الصيادون الوصول إلى المناطق التي كانت معزولة سابقا وإلى إنسان الغاب، علينا أن نأخذ موقفًا لحماية الموائل المتبقية والحياة البرية المهددة بالانقراض التي تعيش داخلها، حيث أن غاباتنا وأعداد إنسان الغاب تتقلص".
ووجدت المؤسسة 19 قردًا طفلًا حتى الآن هذا العام. ولا توجد القرود الكبيرة البنية، والمعروفة بمزاحها اللطيف وذكاءها العالي، إلا في البرية على جزيرة سومطرة الإندونيسية وبورنيو ، التي تنقسم بين إندونيسيا وماليزيا وبورنيو، وقد أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن كل من أنواع القردة الموجودة في بورنيو وسومطران معرضان لخطر شديد. وفي تموز / يوليو، أفادت وكالة فرانس برس أن عدد سكان الغاب في جزيرة بورنيو قد تقلص بمقدار الربع في العقد الماضي.
وكشفت الدراسة، التي نشرت في مجلة "التقارير العلمية"، عن انخفاض مثير للقلق في أعداد تلك القردة، واعتمد البحث على استخدام مزيج من المسوحات المروحية والمسوحات الأرضية، والمقابلات مع المجتمعات المحلية، وتقنيات النمذجة لرسم صورة للتغيير الذي حدث على مدى السنوات العشر الماضية، واعتمدت التعدادات السابقة إلى حد كبير على التقديرات المستندة إلى المسوح الأرضية والجوية لأماكن تلك القرود. واقترح البعض أن أعداد قردة بورنيو في الواقع يزداد.
وقال الفريق في بيان له إن هذه النتائج "هي دعوة للاستيقاظ لمجتمع الحفاظ على إنسان الغابة، والحكومات الإندونيسية والماليزية التي التزمت بإنقاذ هذه الأنواع"، وفي كل عام يُنفق ما بين 30 و 40 مليون دولار (26-35 مليون يورو) في المنطقة لوقف تدهور الحياة البرية. وقال الفريق: "أظهرت الدراسة أن هذه الأموال لا تنفق على نحو فعال"، وأكبر تهديد لإنسان الغاب، وهو أحد نوعين من القردة العليا الموجودة في آسيا اليوم، هو فقدان الموائل بسبب الزراعة وتغير المناخ، وقتلهم من أجل الغذاء أو في صراع مع البشر، وكشف الباحثون أن حوالي 2500 من أفراد إنسان الغاب يقتلون في بورنيو كل عام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر