لندن ـ كاتيا حداد
يتأثّر أحد النظم الإيكولوجية، بشكل خطير، إذا أدى تغير المناخ إلى ارتفاع السحب في السماء، فالأدغال الاستوائية عادة ما تغوص باستمرار في الضباب، وحتى الآن، لم يتم إجراء سوى القليل من البحوث بشأن التأثيرات المحتملة للغيوم المتزايدة، ولكن أحد العلماء يخطط لتغيير ذلك باستخدام ستارة هائلة تربط في منتصف الغابة، وتزدهر الغابة السحابية على الجبال على ارتفاع 500-4000 متر فوق مستوى سطح البحر، وتشكل حوالي 1٪ من غابة العالم في نطاق استوائي يقفز خط الاستواء، ولكن، على الرغم من أن المساحة المغطاة صغيرة، فإن الغابات هي حيوية بالنسبة لمناطق أوسع بكثير، على سبيل المثال، أنها تساعد على تنظيم الأنهار عبر مساحات شاسعة من الأراضي المنخفضة، وامتصاص الرطوبة في التربة الأسفنجية عندما يكون الطقس رطبا وإطلاق المياه عندما يجف، وهي توفر موائل لكثير من الطيور، مثل الطائر الطنان الزمردي في كوستاريكا، وهازجة الغابة الصغير في بورتوريكو، وكلاهما يعيش فقط في الغابات السحابية.
ويعتقد كثير من العلماء أن عملية صعود الغيوم لأعلى قد بدأت بالفعل، وهذا من شأنه أن يقلل من رطوبة الغابة السحابية ومن غير المؤكد ما إذا كانت سحب الغابات يمكن أن تنتقل بنجاح لأعلى كردة فعل، إن دراسة تأثير انتقال الغيوم أمر بالغ الأهمية لفهم مستقبل الغابات، ويريد أستاذ البيولوجيا في جامعة لوند في السويد، دان ميتكالف، الحصول على بيانات موثقة حتى يتمكن من تحديد ماذا سيحدث للغابات التي ستبقى إذا كانت النماذج صحيحة، ويوضح انه يحاول الوصول لشيء لم يسبق له مثيل: "إننا نقوم بنهج تجريبي حيث نحاول فعلا إزالة الغيوم من جزء من الغابة بشكل مادي".
وخطط ميتكالف لتطويق قطعة أرض مربعة ضعف حجم ملعب كرة السلة بستارة شبكية معلقة من أعمدة الهاتف المكونة من 10 صفوف في كل ركن، سوف يتكثف الضباب على النسيج، فتترك الشبكة الداخلية رطبة، وقد اختار محطة وايكشا البيولوجية، وهو مركز أبحاث الغابات السحابية الذي يبلغ ارتفاعه 3000 متر فوق سطح البحر في بيرو، لكنه عانى من صعوبة في تشغيل المعدات الثقيلة في وايكشا، فالمنحدرات المتعرجة والتربة الهشة تمنع النقل في معدات الحفر التي يمكن أن تقوم بتعيين أعمدة الزوايا بعمق كاف للشبكات الكبيرة، لا توجد طرق تخترق بساتين وايكشا، إلا ممرات المشاة.
وأدرك ميتكالف أنه يجب تثبيت أبراج شبكية معدنية مسدودة، والتي يمكن أن تكون محمولة باليد في قطع، ثم تيتم جميعها في الموقع، ويمكن تركيبها فوق أقدام رفيعة بواسطة أسلاك مثبتة مع معدات خفيفة الوزن، ولكنها مكلفة، ولم يكن قادرا على تحمل اثنين، ناهيك عن أربعة، وكان يخشى أنه قد يضطر إلى إلغاء المشروع، ولكن ميتكالف سمع بعد ذلك أنه منذ وقت طويل، عانت المحطة من سوء الحظ الذي يمكن أن يساعده، كان لدى وايكشا بالفعل ثلاثة أبراج شبكية، وحتى وقت قريب، كان الممر يتضمن برجا رابعا، إلا أنه أطاح به انهيار أرضي، ومع ذلك، كانت الدعامات والمفصلات غير التالفة، وبدلا من تطويق قطعة الأرض بالكامل في الشبكة، أدرك ميتكالف أنه يمكن تعليق ستارة شبكية واحدة في طريق الضباب وهي تهب بالوادي، ستتدلى الستارة الضبابية من كبل يمتد بين أحد الأبراج غير التالفة وأخرى جديدة ستبني من تلك التي سقطت.
وواجه ميتكالف عقبة بعد عقبة حتى تنفيذ خطته، حيث أصيب عضو رئيسي في فريق الإنشاءات الخاص به بمرض خطير واحتاج إلى أشهر حتى الشفاء التام، كما هب حريق دمر معداته الباهظة الثمن، في السنوات الأربع منذ بدء المشروع، حملت زوجته بطفل، ثم طفل آخر، فكان من الصعب مغادرة المنزل للذهاب لبيرو، ولكن أخيرا، تم تعليق الستار تقريبا، وقام الطاقم ببناء البرج في سبتمبر، وتم الانتهاء من الخطوة الأخيرة، وتعليق الستار فوق أرضية الغابة، في نهاية أكتوبر، وقريبا سوف يكون ميتكالف قادرا على تسليط الضوء على مستقبل الغابة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر