أعلنت وزارة الزراعة، أنها استطاعت التعرف على "طُفيل" يسمى "هيبوسبيس كيلوفير" وهو عبارة عن عدو طبيعي في البيئة المحلية قادر على إضعاف وقتل سوسة النخيل الحمراء.
وأوضح مرشد الوقاية في مديرية زراعة رفح وصاحب الاكتشاف المهندس أسامة شيخ العيد، في بيان وزعته العلاقات العامة والإعلام في الوزارة، الأربعاء، أنه استطاع أثناء عمله في مكافحة سوسة النخيل اكتشاف "طفيل" بمثابة عدو طبيعي متأقلم في البيئة المحلية قادر على إضعاف وقتل حشرة سوسة النخيل.
وذكر شيخ العيد، أن هذا الطفيل عبارة عن عنكبوت صغير الحجم وله أكثر من عائل زراعي يمكن أن يتطفل عليه مثل "التربس" وحشرات أخرى، مؤكدًا أن الدراسات مازالت في بدايتها على هذا العدو الطبيعي في مختبرات وزارة الزراعة.
وأوضح شيخ العيد، أن هذا الاكتشاف سيفتح المجال للمهتمين والمتخصصين في عزل ودراسة سلوك هذا العدو الطبيعي والسعي لإكثاره تجاريًا وتوزيعه في بساتين النخيل المصابة بالسوسة لغرض مكافحتها.
يُذكر أن سوسة النخيل الحمراء دخلت إلى قطاع غزة من مصر في عام 2011، ثم انتشرت حتى أصبحت عدوًا فتاكًا في النخيل وألحقت به ضررًا كبيرًا، حيث تقوم وزارة الزراعة بجهود مضنية لمكافحتها بالتنسيق مع المؤسسات المعنية وخاصة الصليب الأحمر والفاو.
هذا ولا تزال سوسة النخيل الحمراء تغزو أشجار النخيل في قطاع غزة خاصة في المنطقة الجنوبية، وتتسبب في إتلاف الأشجار وإيقاع خسائر باهضة للمزارعين، وحذر مزارعون من المحافظة الوسطى من الآثار التدميرية لانتشار هذه السوسة، مفيدين أن السوسة منتشرة بشكل كبير في مزارعهم وأنها استطاعت القضاء على عدد كبير من أشجار النخيل في ظل تقاعس المسؤولين والمؤسسات التي لها علاقة بزراعة النخيل في منع تفاقم هذا المرض القاتل وناشد المزارعون بأن تقوم هذه الجهات بدورها الفعّال خاصة وأن بعضًا من المؤسسات الزراعية تتلقى دعمًا كبيرًا للقضاء على هذا المرض والحد منه كما في السنوات الماضية.
وتُعرف هذه الحشرة عالميًا بخطرها الشديد, وكانت ظهرت في أعوام سابقة في قطاع غزة، خاصةً وأنها تعيش جميع أطوارها متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة، إذ يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معًا، وتبلغ عدد أجيالها في العام بحوالي ثلاث أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال.
وتصدت وزارة الزراعة وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل في الأعوام السابقة بدور كبير في التصدي لهذه السوسة ومنع تفاقمها وإعطاء إرشادات ونصائح وعقد دورات توعوية للمزارعين لكيفية التعامل مع المرض والوقاية منهم كذلك القيام بعملية رش والقضاء على الشجيرات المصابة من خلال قطعها ودفنها ومن ثم حرقها.
ويوجد في قطاع غزة نحو 6500 دونم مزروعة بالنخيل، ويبلغ عدد أشجار النخيل فيها أكثر من 120 ألف نخلة، فيما يبلغ إنتاجها من البلح نحو 7500 طن، بينما لا تنتج أي نوع من التمور حسب مصادر وإحصاءات عام 2010.
وأقر مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة في غزة المهندس وائل ثابت، بخطورة المرض المنتشر للنخيل في محافظات غزة والصعوبات التي تواجه الوزارة في عملية المكافحة وعدم انتشار المرض ومحاولة التخفيف منه والسيطرة عليه، مؤكدًا أنه بدون تضافر وتكامل كل الجهود لا يمكن السيطرة على مرض سوسة النخيل المنتشرة.
وأضاف ثابت، أن الوزارة التي تعاني من نقص الإمكانيات المادية والحصار والإغلاق وعدم تسلم الموظفيين لرواتبهم وعدم قيام حكومة الوفاق بدورها الطبيعي إلا أنها تقوم بواجبها بالقدر المطلوب والمتاح، مشيرًا إلى أن مرض سوسة النخيل ظهر في أواخر 2011 وقامت الوزارة بعملية المكافحة على أكمل وجه من خلال زيارة المناطق الموبوءة وتقديم العلاجات للأشجار المصابة والتخلص من الأشجار المريضة بإزالتها ومن ثم حرقها وكذلك تقديم الدعم للمزارعين من خلال التوعية والثثقيف.
وأشار ثابت إلى أن الوزارة وحتى تشرك الجميع، قامت بتشكيل 70 لجنة متخصصة دعمتها الوزارة بالأجهزة والمعدات ومواد الحقن وهذه اللجان منتشرة في جميع المحافظات وتقوم بعملية المكافحة بعد تلقيها أية شكوى من أية مزارع بشرط دفع أجرة العمال وهم ما زالوا يعملون في البرنامج، داعيًا أي مزارع لديه إصابات في حقله التوجه لمديرية الزراعة كلًا في منطقة سكناه، وذلك حتى يتم توجيهه لهذه اللجان لتقوم بعملها على أكمل وجه ومساعدة المزارعين بمبالغ بسيطة كأجرة للعمال والدواء.
وأردف ثابت، أن الوزارة ونظرًا لتفاقم وانتشار المرض نصبت مصائد في جميع المناطق خاصة في المناطق الحدودية مع مصر لصيد الحشرات، لافتًا إلى أن عددها تجاوز 700 مصيدة وأن الوزارة لديها النية بعد الموافقة على مشروع من الجهات الداعمة بنصب 1000 مصيدة جديدة موضحًا أنه فقط في الشهر الماضي تمكنت المصائد من صيد أكثر من 18 ألف حشرة، مؤكدًا أن تفاقم المرض وسرعة انتشاره يعود لعدم مكافحته بالصورة المطلوبة من الأخوة المصريين في منطقة سيناء والعريش منبع المرض.
وأثني ثابت على دور منظمة" الفاو" والصليب الأحمر وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل التي تتعاون مع الوزارة للحد من انتشار مرض سوسة النخيل والعمل على تطويق المرض ومساعدة المزارعين، مضيفًا أن الوزارة تمكنت في السنوات الماضية ومنذ بداية ظهور المرض من فحص 43 ألف نخلة وعلاج 6000 وإزالة وحرق ألف نخلة مصابة على مستوى المحافظات.
وتابع ثابت، أنه لا يمكن القضاء على المرض بصورة كاملة ولكن يمكن الحد منه ومحاصرته بشرط أن يكون دور متكامل من الجميع مدللًا بالتجربة السعودية الإماراتية بالرغم من توفر الإمكانيات المادية إلا أن هاتين الدولتين لم تستطيعا السيطرة بشكل كامل على المرض متسائلًا فما بالك نحن في غزة.
وختم ثابت، أن الوزارة في ظل هذه الإمكانيات المعدودة تقوم بدورها الإرشادي والتثقيفي للمزارعين معترفًا بأن العائد الاقتصادي للنخيل لا يفي بتكاليف خدمته من تكريم وتلقيح وتسميد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر