شهدت بعض المواد التي يمتحن فيها الطلاب الذين أتموا الشهادة الثانوية، في اختبارات المؤهلات "أ" التي تؤهل إلى دخول الجامعة البريطانية، تراجعًا كبيرًا كخيارات من قبل الطلاب، مثل مادة العلوم واللغة وذلك نظرًا لتغير متطلبات الجامعة.
وتراجع إقبال الطلاب على الامتحان في مادة التفكير النقدي والدراسات العامة، بسبب متطلبات الجامعة، فضلًا عن اختلال التوازن الصارخ بين أعداد الجنسين في دورات العلوم والتكنولوجيا.
وأفسحت الدراسات العامة المجال للمقررات الدراسية الأكاديمية الأكثر طلبًا من قبل الجامعات وتشجعها الحكومة لاختبارات المؤهلات "أ" لهذا العام، مثل التاريخ والاقتصاد.
وكانت المواد الأخرى مثل التفكير النقدي والدراسات العامة من أكبر المواد الخاسرة في امتحانات هذا الصيف، وأشارت الأرقام الإحصائية إلى جانب نتائج امتحانات المؤهل "أ" الخميس إلى تراجع أعداد الطلبة الذين يتلقون امتحانًا في المواد الهامشية، وزيادة الإقبال على التاريخ والرياضيات والحوسبة.
وتلقى ما يقرب من 300 ألف طالب في أنحاء بريطانيا، نتائج مماثلة لتلك التي تحققت عام 2014، مع ارتفاع طفيف في نسبة النجاح الإجمالية، يقابلها انخفاض صغير مشابه في أعداد الطلبة الذين حصلوا على أعلى الدرجات.
وتراجعت أعداد الطلاب الذين حصلوا على درجة "أ" أو "أ*" بشكل هامشي، من 26% العام الماضي إلى 25.9%، مسجلة بذلك العام الرابع على التوالي في الانخفاض، وذلك منذ أن حصل 27% من التلاميذ على أعلى درجتين عام 2011.
وأسرعت وزارة التربية والتعليم البريطانية في التصديق على استبدال موضوعات مثل الدراسات العامة، والتي تراجع أعداد الطلاب المقبلين عليها من 50 ألف منذ أربعة أعوام إلى 18 ألف هذا العام، بنظام "البكالوريا الأميركية" في الدراسة الثانوية.
وأفاد وزير التعليم البريطاني نيك غيب: "توفر هذه النتائج أوضح دليل على أن إدخال نظام البكالوريا الأميركية إلى جانب سعينا لإقناع المزيد من التلاميذ لدراسة المواد الأكاديمية الأساسية حقق نجاحًا، ونتيجة لذلك يسعى الآلاف من التلاميذ من جميع الخلفيات إلى دراسة الموضوعات التي ستضمن لهم مكانًا في إحدى الجامعات العليا أو التدريب المهني، والتي من شأنها أن تساعد على تأمين فرص العمل براتب جيد."
وأبرز رئيس كلية "برايتون" المستقلة ريتشارد كيرنز: "تعيد إدارة مايكل غوف التوازن إلى التعليم في إنجلترا"، ويشار إلى أن مايكل غوف هو برلماني بريطاني بارز من المحافظين.
وبدأ طلاب الثانوية العامة يفهمون أن الالتحاق بالجامعات العليا، يتطلب دراسة المواد لامتحان المؤهلات "أ"، التي تؤهل بشكل صحيح إلى درجة أصعب من الدورات.
ويشير الآخرون إلى أن هذه السياسة لم تحقق نجاحًا منقطع النظير، حيث يوضح موقع "ويلكوم ترست" أن نسبة الطلاب الذين يختارون دراسة العلوم، انخفضت فعلًا للمرة الأولى منذ خمسة أعوام.
وصرّحت رئيس الهيئة التعليمية هيلاري ليفرز: "من المخيب للآمال تراجع أعداد الطلاب المقبلين على تلقي امتحانات في مادة علم الأحياء والكيمياء والفيزياء مقارنة بعام 2014 ، بينما ازداد الإقبال على المواد ذات المحتوى السهل المفضل من قبل الجامعات، مثل الجغرافيا والأدب الإنجليزي".
وأعرب معهد الهندسة والتكنولوجيا "IET"، عن قلقه إزاء الاتجاه التراجعي في مواد مثل الفيزياء التي تعتبر مسارات حاسمة للمهندسين في المستقبل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر