القاهرة- المغرب اليوم
قبل شهر تقريبا جلس الفتى المصري أحمد سعيد نصير مع والده ووالدته، وحكى لهم عن حلم يراوده ويتمنى مساعدتهما لتحقيقه. الحلم هو: شراء دراجة هوائية ينقل من خلالها الكتب للراغبين في شرائها أو استعارتها.
نظرات الأب كانت عطوفة، وتساءل كيف لنجله الذي لم يتجاوز الـ12 عاما أن يكون لديه هذا التفكير، وحب العمل والاعتماد على النفس وترك المغريات من الألعاب والتكنولوجيا التي أصبحت تجذب الأطفال بلا رحمة.
اجتمع الأب والأم وقررا مساعدته على تحقيق حلمه، وبدأ الفتى يتدخر أموالا من مصروفه اليومي، لكي يبدأ مشروعه، واتفق مع والدته على السفر إلى القاهرة التي تبعد ثلاث ساعات تقريبا عن منزلهما لعقد شراكات مع المكتبات العامة والخاصة التي رحبت بفكرة الطفل وقررت مساعدته.
يصف الأب بنبرات الفرح تلك الفترات من حياتهم بـ"السعيدة التي توضح مفهوم الأسرة وحب التعاون بين بعضهم البعض. هناك أم داعمة لابنها وتقف بجواره طوال الوقت، وتسانده في حب القراءة وتلخيص الكتب، وفتى قرر الابتعاد عن مغريات الألعاب الإلكترونية والنظر لمشروع إيجابي ليس الهدف منه الأموال".
وتابع: "بعد العودة من القاهرة هو ووالدته بالكتب، استأذنني في الحصول على هاتفي لتصوير الكتب وعمل تلخيص لكل واحد منهم، ونشره على الصفحة واستقبل الطلبات. واتفقنا أنه في حال عدم قدرة الشخص على شراء الكتاب فمن الممكن أن يستعيره بشرط أن يعيده على حالته الأصلية، فالهدف من المشروع هو عدم المكسب المادي ولكن نشر ثقافة الكتب والقراءة والعمل والاجتهاد بين الجميع".
ووجّه الأب رسالة لجميع الأهالي قائلا: "لا تتركوا مجال لأولادكم لأي مغريات، تحدثوا معهم وأعرفوهم جيدا، ساندوهم وادعموهم واسمعوا لهم لكي تكونوا بالنسبة لهم الأقرب من أي أشخاص آخرين. ولا تقلّلوا من أي فكرة أو هدف يحاولون الوصول إليها".
أنشأ الفتى الصغير صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتب فيها: "أسأل الله العون والنفع للعباد وأن يرزقنا الإخلاص في العمل، وأن يسخرنا لفعل الخير ويسخّر لنا الطيبين من خلقك. أقدم لكم وجبات ثقافية متنوعة من خلال توفير كتب ذات موضوعات مختلفة لتشجيع الأطفال والكبار على القراءة والمعرفة".
ويحكي أحمد: ""كنت سعيدا للغاية بالعديد من الأوردرات الخاصة بالكتب. الجمعة والسبت هما اليومين اللذين أقوم فيهما بعملي على العجلة، حتى لا تتأثر دراستي ومذاكرتي طوال أيام الأسبوع".
وتابع صاحب "مشروع العجلة لنقل الكتب": "والدتي هي من جعلتني أحب الكتب، ووقفت بجواري وقدمت في العديد من المسابقات الكبرى، وحصلت مؤخرًا على المركز الثاني في إحدى المسابقات التي اشترطت علينا في نهايتها تقديم عمل مكتوب، وبفضل الله لجنة التحكيم أشادت بما قدمته".
وأوضح: "أحلم أن يتغير الجميع للأفضل وأن يترك الشباب والصغار عالم الألعاب والرغبة في تضييع الوقت، والنظر لما هو إيجابي من القراءة والتلخيص أو أي هدف يحبون الوصول له".
في الوقت نفسه تقول الأم: "البداية كانت أنه مثل غالبية الأطفال ومن هم في مثل عمره الذين يتفاعلون مع الهاتف المحمول كثيرًا. والذي كان يشتته ويأخذ من تركيزه، لذلك قررت مشاركته اهتماماته فأنا دائمة التعاون معه ومشاركته كل الأشياء التي يحبها لتخريج كل طاقته الإبداعية".
وتابعت الأم في حديث لها: "بعد الاتفاق على المشروع، سافرنا وعقدنا اتفاقات مع العديد من المكتبات وكان الجميع يرحبون بنا وبكون أحمد صاحب مبادرة لازالت في بدايتها".
وأردفت: "حصلنا على عروض من المكتبات، وتشجّع أحمد على البدء بعد تلخيص الكتب ومراجعتها على الصفحة بشكل يحفزّ القارئ على البدء في قرائتها، وقام بعرض صور الكتاب على الصفحة وفتح الباب للشراء أو الاستعارة، وخصص يومين فقط لمشروعه على أن يركّز طوال الأيام المتبقية في مذاكرته".
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر