الرباط - المغرب اليوم
أثارت تصريحات عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حول “انقراض مهنة الصيدلي” غضب عدد من الصيادلة والهيئات الخاصة بهذا القطاع، إذ اعتبر مهنيون التصريح غير مفهوم وتبخيسا لدور الصيدلي.
حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، تلقى هذا التصريح الثاني من نوعه حول الموضوع نفسه، والذي أدلى به الوزير سالف الذكر مؤخرا في إطار كلمة له خلال حفل تخرج طلبة صيادلة بالدار البيضاء، باستغراب، مؤكدا أن هذا الموقف يتناقض وما قامت به الوزارة نفسها من ترخيص لخلق كليات جديدة للصيدلة.
وقال كديرة، في تصريح ، إن الصيادلة يملكون مقترحات عديدة لتطوير المهنة وإعطائها نفسا جديدا، خاصة أن المغرب يبني منظومة صحية جديدة بناء على تعليمات ملكية، وفي ظل الحديث عن ورش الحماية الاجتماعية، مذكرا في الآن ذاته باشتغال المشرع والصيادلة على إطار قانوني يطور المهنة، موردا في هذا السياق القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية بالإضافة إلى القانون 98.18 المتعلق بالهيئة الوطنية للصيادلة.
وأضاف كديرة: “المهنة لها وزارة وصية وهي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والوزير يشتغل عبر مديرية الأدوية والصيدلة لتجويد المهنة”.من جهته، اعتبر محمد سلمي، رئيس جمعية عالم الصيادلة المغاربة، أن هذا التصريح غير مسؤول، مضيفا أن أوراش الصحة التي يعرفها المغرب تستدعي انخراط أطر الصحة والصيدلي المصنع والصيدلي الموزع وكذا صاحب الصيدلية.
وتابع رئيس جمعية عالم الصيادلة المغاربة، في تصريح لهسبريس، أن المصلحة الصحية الأقرب إلى المواطن هي الصيدلية، حيث يقوم الصيدلي بالإرشاد وبالتوجيه الأولي للمواطن قبل أن يصل إلى الطبيب.
ودعا المتحدث إلى منح الصيدلي حق الاستبدال كوسيلة لتشجيع الدواء الجنيس، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يعد من بين مفاتيح إنجاح التغطية الصحية.وفي اتصال مع عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أكد أن تصريحه ورد في سياق حديثه عن التحولات الرقمية التي تعيشها مهن عديدة على الصعيد العالمي، ومنها مهنة الصيدلة، مشيرا إلى أن الأدوية صارت تباع عن بعد في بعض الدول وتقلص عدد الصيدليات وبات اقتناء الدواء “رقميا” أرخص وأسهل، وبالتالي أضحى من الضروري التفكير في كيفية التعامل مع هذا الوضع الذي سيفرض نفسه بالمغرب خلال السنوات المقبلة.
وقال ميراوي إن “هناك حاجة كبيرة إلى الصيادلة، خاصة بعد الورش الملكي الذي تم إطلاقه من أجل تعزيز السيادة الصحية والدوائية، إلا أن الصيدلي ليس فقط هو ذلك الشخص الذي يملك صيدلية ويعمل بها؛ ولكنه صيدلي المختبر، وصيدلي يقوم بأدوار الابتكارات”، مجددا تأكيده على أن عدد الصيدليات سيتقلص بفعل واقع تفرضه الآلة والرقمنة.
وتابع: “الذكاء الصناعي يخترق عددا من القطاعات؛ وحتى في مجال الطب هناك عيادات متنقلة يتم إخضاع المرضى للتشخيص فيها دون وجود طبيب في عين المكان. كما أن هناك عمليات جراحية تقام بنفس الطريقة”، لافتا إلى أن حديثه كان في هذا السياق من أجل “تنبيه الشباب المقبلين على دراسة هذا التخصص إلى أن الطبيب الصيدلي ليس هو الصيدلي”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر