طمأنت وزارة التربية الوطنية الأسر والتلاميذ بخصوص الامتحانات الإشهادية الموحدة، وتحديدا بخصوص الدروس التي ستكون موضوع الاختبارات المختلفة.قررت الوزارة، وللسنة الثالثة على التوالي، أن تكون الامتحانات الإشهادية في المقروء فقط، بمعنى أن الدروس التي تم تلقيها عن بعد لن تكون موضوعا للاختبارات.
هذه الصيغة التي تبنتها الوزارة للسنة الثالثة على التوالي منذ ظهور الجائحة، هي صيغة لتجنب مشكل غياب تكافؤ الفرص بين التلاميذ المغاربة في الحصول على تعليم رقمي جيد..، خصوصا مع الأرقام الكبيرة المسجلة على مستوى المدارس المغربية، سواء في صفوف التلاميذ أو في صفوف الأطقم التربوية والإدارية، وهي الأرقام التي اضطرت معها السلطات التربوية المحلية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، إلى تعليق الدراسة لأسابيع في عشرات المؤسسات التعليمية.
وكشفت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تسجيل 3287 حالة إصابة بفيروس (كوفيد 19) بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بمختلف جهات المملكة، خلال الفترة من 24 إلى 29 يناير الماضي، نجم عنها إغلاق 159 مؤسسة تعليمية. وأضافت الوزارة، في نشرتها الأسبوعية لتتبع الحالة الوبائية بالمؤسسات التعليمية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن 389 فصلا تعليميا أغلقت خلال هذه الفترة، إلى جانب إقفال 14 مؤسسة تعليمية تابعة للبعثات الأجنبية.
وحسب الوزارة، فإن جهة طنجة تطوان الحسيمة تصدرت ترتيب الجهات بمجموع 795 حالة مؤكدة، وبـ22 مؤسسة تعليمية مغلقة.
ويقضي البروتوكول المعتمد من طرف الوزارة بإغلاق القسم واعتماد التعليم عن بعد لمدة سبعة أيام عند تسجيل ثلاث إصابات أو أكثر بالقسم الدراسي نفسه خلال أسبوع واحد. وفي حال تسجيل عشر إصابات أو أكثر بفصول دراسية مختلفة على مستوى المؤسسة، يتخذ قرار إغلاق المؤسسة واعتماد التعليم عن بعد لمدة سبعة أيام بتنسيق مع السلطات المعنية، وفق البروتوكول الذي يلزم، أيضا، باحترام كل التدابير والإجراءات الاحترازية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي.
صيغة الاكتفاء بالمقروء في الامتحانات الإشهادية، وعلى رأسها امتحانات الباكلوريا، كانت هي الاختيار الذي تبنته الوزارة كحل «مؤقت» لمشكلة غياب تكافؤ الفرص بين التعليمين العمومي والخصوصي، إذ في الوقت الذي يواصل أكثر من تسعين في المئة من تلامذة التعليم الخصوصي دروسهم عن بعد وعبر المنصات الرقمية دون مشكلة، نجد أن النسبة لا تتعدى الثلاثين في المئة في التعليم العمومي وتقل هذه النسبة في العالم القروي وشبه الحضري، حيث تنزل النسبة إلى ما دون عشرة في المئة، حسب مصادر موثوقة من داخل وزارة التربية الوطنية، الأمر الذي يعني أن ما يناهز نسبة التسعين في المئة من تلاميذ المؤسسات العمومية في العالم القروي يوجدون في حالة عطلة غير رسمية بمجرد الإعلان عن إغلاق المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا محليا.
مشكلة تكافؤ الفرص
في السنة الماضية، وتحت تأثير الجائحة، قررت الوزارة اعتماد الدروس التي تم تلقيها قبل شهر مارس، وهو الأمر الذي سهل مأمورية تدبير امتحانات الباكلوريا وأدى، بشكل غير متوقع، إلى ارتفاع نسبة النجاح بشكل تاريخي لم يسبق له مثيل في الباكلوريا المغربية.
وتؤكد مصادر الجريدة في وزارة التربية الوطنية أن التعليمات أعطيت للمفتشين محليا وجهويا ومركزيا لتتبع عملية سير الدروس أسبوعيا قصد تحديد الدروس التي ستشملها الامتحانات الإشهادية، وتنبيه الأساتذة الذين يتأخرون في إنجاز الدروس. وأكدت المصادر ذاتها، أيضا، أن الذي سيهم الوزارة في الأسدس الثاني، أي في الجزء الثاني من السنة الدراسية الحالية، هو تحديد المعارف والمضامين التي ستمنح للجان المكلفة بوضع الامتحانات الإشهادية لتكون موضوعا للاختبارات، خصوصا وأن عملية وضع هذه الاختبارات تبدأ بشكل مبكر، وتحديدا في دجنبر، وتكلف شهورا من الإعداد المعرفي والمنهجي والتقني قبل تسليمها للأكاديميات التي تتكلف بنسخ المواضيع.
وأكدت المصادر ذاتها أن الوزارة، وعلى مدار السنوات الثلاث التي شهدت انتشار الجائحة، راكمت خبرة في وضع الاختبارات الخاصة بالامتحانات الإشهادية، وخاصة تكييفها مع مستجدات إنجاز الدروس..، حيث اضطرت الوزارة إلى تعديل الاختبارات أكثر من مرة قبيل مواعد الامتحانات الإشهادية، وذلك تجاوبا مع التقارير التي ترفعها المفتشيات المركزية التخصصية وأيضا المفتشيات التخصصية الجهوية.
يأتي هذا في وقت تتشبث فيه الوزارة بقرار عدم فرض التلقيح على التلاميذ، خصوصا في ظل تباطؤ عملية تلقيح التلاميذ بالجرعتين الثانية والثالثة.
وردا على إشاعات فرض التلقيح في بعض الثانويات بمدينة القنيطرة، أكدت المديرية الإقليمية للوزارة أن ما تناقلته بعض المنابر الإعلامية بشأن قيام ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بإجبار التلاميذ على أخذ اللقاح الخاص بكوفيد 19 «خبر لا أساس له من الصحة».
وذكرت المديرية أن عملية التلقيح بمركز ابن الهيثم تمت بحضور رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ هذه المؤسسة، واستفاد منها 41 تلميذا، عبروا عن رغبتهم بتلقي اللقاح، من أصل 61 تلميذا الذين كانوا لم يأخذوا بعد الجرعة الثانية بهاته المؤسسة.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر