لندن ـ كاتيا حداد
أكّد قادة التعليم العالي، أنّ الحرب على دخل منصب نائب رئيس الجامعة هي انتقام لموقف الجامعات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيعتقد ما يقرب من 9 من كل 10 "88%" من نواب رئيس الجامعة أن الانتقادات الموجهة ضدهم هي دوافع سياسية وليست ناشئة عن قضايا موضوعية، وفقا لمسح لرؤساء المؤسسات، وفي سلسلة من المقابلات، أوضح نواب رئيس الجامعة لماذا شعروا أنهم يتعرضون للهجوم، الذي شمل "الانتقام السياسي لمعارضة الجامعات القوية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وذكر تقرير نشرته "PA Consulting"، التي تجري استطلاعًا سنويًا لقادة التعليم العالي، أنّ نواب رئيس الجامعة "يشعرون بالجزع" و "الارتباك بعض الشيء" بسبب "التصاعد السريع للمشاعر السلبية تجاه الجامعات" خلال النصف الثاني من عام 2017، ويأتي هذا التقرير عقب انتقادات واسعة النطاق لرواتب نواب رئيس الجامعة ووعود الوزراء بالقضاء على هذه الرواتب المرتفعة، فأي عضو في فريق القيادة العليا بالجامعة يصل راتبه إلى أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني يجب أن يبرّر راتبه للهيئة التنظيمية الجديدة، ومكتب الطلاب أو مواجهة غرامة، ووفقا للتقرير، اشتكى احد نواب رئيس الجامعة قائلا "لقد تحولنا منذ أسابيع تقريبا من كوننا كنوزاً وطنية لمشاكل يتعين الابتعاد عنها"، وقارن آخر مع العداوة الحالية تجاه قادة الجامعات إلى رد فعل عنيف ضد المصرفيين بعد الانهيار الاقتصادي عام 2008.
ووصف التقرير كيف يرى معظم نواب رئيس الجامعة أن المشاعر السلبية تراجعت إلى خلط بين التطورات السياسية، وخاصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات العامة، وقال التقرير، إنّه "في المحادثات، لاحظ نواب رئيس الجامعة أن القليل من هذه الانتقادات كانت جديدة، وعرضوا مجموعة من التفسيرات المحتملة لرفعها في هذا الوقت، وشمل ذلك الانتقام السياسي لمعارضة الجامعات القوية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتأييدها للحصانة المتصورة للجامعات لعشر سنوات من التقشف في القطاع العام، ومعركة شعبية بين الأحزاب السياسية الرئيسية لـ "صوت الشباب".
وأشار آخرون إلى أن المقترحات التنظيمية الأكثر صرامة تعكس الإحباط الوزاري بأن إصلاحات السوق قد فشلت في تحفيز المنافسة السعرية والابتكارات من القطاع المحدد، وقال 61 في المائة من المستجيبين إن المشاكل التي ذكرها النقاد هي من صنع الحكومة وهي التي يجب عليها حلها، ورأت الأغلبية (86 في المائة) أن المسؤولية تقع على عاتق قادة القطاعات لاقتراح ردود على هذه الانتقادات، حيث يعترف كثيرون بأن رد القطاع حتى الآن قد أسيء تقديره وعدم فعاليته، وأعلنت الأستاذة ديم غلينيس برياكويل، التي تكسب 468 ألف جنيه إسترليني، تقاعدها الشهر الماضي بعد أن وجهت دعوات متكررة للاستقالة من موظفيها، ومن المقرر أن تتنحى في نهاية فصل الصيف، وبعد ذلك ستبقى في الجامعة لمدة 6 أشهر أخرى بأجر كامل أثناء التفرغ، وفي وقت سابق، انتقد نائب رئيس جامعة أكسفورد السياسيين الفاضحين لاتهامهم المؤسسات باستخدام الرسوم المتزايدة لدعم الأجور، كما اتهمت السياسيين بإلحاق الضرر بقطاع الجامعات في المملكة المتحدة من خلال ربطهم الزائف بين الزيادة في الرسوم وارتفاع في راتب نائب رئيس جامعة، الذي ارتفع كل عام خلال الخمسة أعوام الماضية، مستطردة أنّ "نواب رئيس الجامعة يتقاضون أجورًا متواضعة بالمقارنة مع المصرفيين ولاعبي كرة القدم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر