تلاميذ يستبدلون المدارس بالمقاهي ونوادي الألعاب الإلكترونية في مصر
آخر تحديث GMT 17:33:27
المغرب اليوم -

تنتشر ظاهرة "تزويغ الطلاب" في معظم المدن الكبرى خصوصًا "القاهرة"

تلاميذ يستبدلون المدارس بالمقاهي و"نوادي الألعاب الإلكترونية" في مصر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تلاميذ يستبدلون المدارس بالمقاهي و

الطلاب والتلاميذ المصريون
القاهرة ـ سعيد الفرماوي

يستيقظ الطلاب والتلاميذ المصريون في الصباح الباكر يومياً للذهاب إلى مدارسهم المتنوعة، لتحصيل الدروس الجديدة، والاستمتاع بحصص الألعاب والأنشطة الترفيهية، فيما تنسل أعداد كبيرة من بين هؤلاء، وتتوجه إلى مقاهٍ ونوادي ألعاب إلكترونية مجاورة لمدارسهم، حيث يستبدلون بالحصص المدرسية لعب الطاولة، وشرب المشروبات الدافئة والباردة، أو لعب مباريات على «البلاي ستيشن».

وفي معظم المدن المصرية الكبرى، خصوصاً القاهرة، تنتشر ظاهرة التسرب من المدارس، التي يطلق عليها المصريون «تزويغ»، بشكل لافت، خصوصاً بين طلاب المدارس الحكومية التي تعاني من عجز شديد في أعداد المدرسين، وكثافة كبيرة في الفصول، تصل إلى أكثر من 60 تلميذاً في الفصل الواحد.

ورصدنا  تسرب كثير من الطلاب في أثناء اليوم الدراسي، والتوجه إلى المقاهي ونوادي الألعاب الإلكترونية، رغم رفض بعض المقاهي استقبال الطلاب، بدافع من ضمائرهم، وفق صاحب مقهى بمدينة الجيزة (غرب القاهرة) قال  إنّه «لا يريد أن يساعد في إفساد الطلاب، ويراهم كأنهم أبناؤه، لذا لا يجب أن يفسح لهم المجال في مقاهٍ يلجأون إليها لقتل الوقت حتى حلول موعد انصرافهم من الفصول». لكن موقف صاحب المقهى هذا يتناقض مع آخرين يرحبون بهم، ويرونهم مصدر رزق خلال الفترة الصباحية التي يقل فيها عدد زبائنهم.

ويشكو أولياء أمور طلاب المدارس (الحكومية - الخاصة - اللغات» في مصر من عدم اعتماد أبنائهم على معلمي المدرسة في تحصيل المواد الدراسية، والاعتماد بشكل رئيسي على الدروس الخصوصية التي تستقطع القسط الأكبر من دخل الأسر المصرية شهرياً.

ويرجع خبراء التعليم في مصر أسباب هروب الطلاب من المدارس في مصر إلى كرههم للمدارس، بسبب تدني مستوى التعليم، وخوف الطالب من العقوبات المدرسية، وعدم قدرته على استيعاب بعض الدروس، وتعرضه أحياناً للتنمر من قبل الأساتذة، أو من قبل التلاميذ، بجانب تعرضه لمواقف تترك عنده شعوراً بالانكسار أمام الآخرين، إلى جانب ضغوط نفسية قد لا تكون ذات صلة وثيقة بالمدرسة، لكنها تجعل الطالب لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة.

وفي أحد المقاهي القريبة من ميدان الجيزة، تتجمع مجموعات من طلاب المدارس الفندقية في الثامنة صباحاً، ثم ينصرفون واحداً تلو الآخر قبيل حلول موعد انتهاء اليوم الدراسي، بعد الواحدة ظهراً. وفي ركن من المقهى، كان يجلس محمود عبد المعين (الطالب بالسنة الأولى بمدرسة فندقية) بمفرده.

وقد برر غيابه عن المدرسة، وجلوسه على المقهى، بقوله: «إن هناك مواد كثيرة مقررة عليه، ومنها ما لا يرى لها علاقة بدراسته، مثل مادة الرياضيات، لذا يفضل عدم الذهاب إلى المدرسة، ويجلس على المقهى، لأنه يهتم فقط بمواد الطبخ، وأنواعه ومكوناته، فضلاً عن الاهتمام باللغة الإنجليزية التي يرى أنه لا غنى عنها لأي راغب في العمل الفندقي، خصوصاً إذا كان من بين طموحاته العمل في الخارج».

ويرى محمود أن من يريد الحصول على فرصة عمل جيدة في مجال السياحة والفندقة عليه أن يتميز بإمكانيات ومهارات خاصة لا تتوفر لكثيرين منهم، خصوصاً الذين يلتحقون بمثل هذه المدارس من أجل الحصول فقط على شهادة يعلقها في صالون منزله، أو يحتفظ بها ضمن أوراقه للذكرى.

ويفضل محمود تعلم بعض المواد الدراسية عبر مراكز الدروس الخصوصية، بسبب كثافة أعداد الطلاب بالفصول التي لا تساعد في تحصيله بشكل كاف.

وتظهر مؤشرات بحث الدخل والإنفاق (2017-2018) التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، أن متوسط إنفاق المصريين على الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية في جميع محافظات الجمهورية يبلغ نحو 47 مليار جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16.1 جنيه مصري)، وهو ما يساوي 37.7 في المائة من إجمالي الإنفاق على قطاع التعليم المصري.

كما يرجع سامي سعيد، الطالب بالمدرسة الصناعية (قسم كهرباء) بالجيزة، تسربه من المدرسة صباحاً إلى عدم قدرته على الإلمام بفنون الكهرباء بشكل عملي داخل المدرسة، ويرى أنه يمكنه تعلم فنونها وأساسياتها بالممارسة العملية، وأن الحديث عنها داخل الفصل نظرياً غير مجدٍ.

سامي الذي يأتي إلى المقهى يومياً، ولا يحمل في يده سوى هاتفه المحمول من أجل التسلية، يظل طوال ساعات وجوده بها يسخر من زملائه، ويتهمهم بالفشل، وهو يدخن الشيشة.

ويروي سامي لـ«الشرق الأوسط» بعض تفاصيل حياته، قائلاً إن والده يعطيه 30 جنيهاً يومياً، لا تكفي سوى لكوب النسكافيه والقليل من الوقت للتدخين، لكنه في المساء حين يعود إلى منزله، يسهر لساعات طويلة إلى جوار أحد الفنيين لتعلم فنون إصلاح الهواتف المحمولة لأنها أكثر جدوى، كما أن لها صلة كبيرة بالقسم الذي ينتسب إليه في المدرسة، بحسب تعبيره. ويوجد في مصر نحو 1200 مدرسة صناعية، تضم نحو 898 ألف طالب.

وظاهرة تسرب الطلاب من المدارس لا تقتصر على طلاب المدارس الفنية والصناعية فقط، بل تضم كذلك تلاميذ المرحلة الإعدادية، الذين كان من بينهم الطالب محمد أبو السباع، الذي جلس برفقة زملائه في المقهى، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يعاني من إرهاق شديد بسبب كثرة الحصص، والدروس الخصوصية، والواجبات اليومية»، لذلك فضل الاستراحة على المقهى لالتقاط أنفاسه، حسب وصفه.

وذكر أبو السباع أنه يستيقظ قبيل السادسة صباحاً كل يوم للذهاب لمدرسته، وحين يعود بعد رحلته اليومية، لا يجد وقتاً في بعض الأيام لعمل الواجب، ويخاف أن يؤنبه مدرس الفصل، أو يسيء له، لذا يوفر على نفسه ما يمكن أن يحدث، ويفضل الجلوس على المقهى حتى يحين موعد انتهاء اليوم الدراسي.

قد يهمك أيضا" :

مُعلم يُجبر الطلاب على ارتداء صناديق من الورق المقوى في المكسيك

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاميذ يستبدلون المدارس بالمقاهي ونوادي الألعاب الإلكترونية في مصر تلاميذ يستبدلون المدارس بالمقاهي ونوادي الألعاب الإلكترونية في مصر



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
المغرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 11:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
المغرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 17:41 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفي فهمي يسدد 182 ألف جنيه للتصالح مع الضرائب

GMT 09:49 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 13:41 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اعتزال حسن يوسف قبل وفاته بشهور بسبب حزنه الكبير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib