محمد ملص حكاية فارس قفز بالسينما السورية إلى العالمية
آخر تحديث GMT 21:42:46
المغرب اليوم -
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

مستقل في روحه وفي عدم كيل المدح لأحد

محمد ملص حكاية فارس قفز بالسينما السورية إلى العالمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محمد ملص حكاية فارس قفز بالسينما السورية إلى العالمية

محمد ملص
دمشق - المغرب اليوم

بين أفلام محمد ملص الذي لا تتجاوز أكثر من حفنة من الأعمال، فيلم قصير صوّره سنة 2009 بعنوان «محارم». فيلم دخل دهاليز النسيان الآن يحمل سمات فيلمَي ملص «أحلام المدينة» و«الليل».
من اللقطة الأولى التي تصوّر دمشق في الليل، إلى الأخيرة (كناية عن رسم لقرية أم العجم على الحدود السورية - الإسرائيلية) يعبّر المخرج عن تلك العلاقة التي يكتنزها في كل أفلامه صوب الأسرة والمكان.
يحكي «محارم» عن قصّة عائلة هاجرت إلى دمشق منذ نحو عشرين سنة. الأب يبيع الغاز ويحلم بشراء سيارة شحن سوزوكي صغيرة، وتمزح الأم وهي تقول لأحد أولادها الثلاث «حلمت بأني أسوق السوزوكي لأبيك». لكي يساعد الأولاد أباهم في تحقيق حلمه ينبرون لبيع محارم الورق. يجولون فيها في الحارات الدمشقية وأكبرهم سناً يقع في الحب الأول حين يتعرّف على فتاة صغيرة تهوى الرسم، فيحاول الرسم بدوره لأجلها. يقرر الأب العودة إلى القرية بعدما هدر سنوات حياته من دون تأمين نقلة معيشية فعلية. يعبّر الزوج لزوجته عن رغبته في العودة إلى القرية ويجدها المخرج محمد ملص فرصة مواتية للتركيز على المرأة كزوجة وكأم؛ إذ تنظر إلى زوجها وتقول: «قديش إلنا متزوجين؟ عشرين سنة. والله طول هالوقت وأنا أنتظر أن تقول هذه الكلمة».

تقلبات الفرد والمجتمع
محمد ملص، كما هو معروف، من مواليد القنيطرة ورحل عنها، مع والديه، إلى دمشق وعاد إليها سينمائياً أكثر من مرّة. فيلمه «أحلام المدينة» الذي أنجزه سنة 1983 يحتوي رسماً للرحلة في اتجاهين: رحلة فعلية انتهت في دمشق ورحلة في المشاعر والأحاسيس والذاكرة ما زالت في قريبة المنشأ. لا يختلف «الليل» كثيراً في هذا الصدد إلا من حيث إن الرحلة الثانية كُتبت لكي تستوعب أكثر ما يعيه ويعرفه المخرج عن تلك الفترة الحاسمة من حياته ومن حياة بلاده خلال حرب 1967 التي انكسرت فيها الأحلام.
بداية، لا أحد قفز بالسينما السورية من المحلي إلى العالمي قبل هذا الفيلم. ولا أحد قفز بها إلى العالمي بعد فيلم ملص التالي «الليل». ليست عالمية مصطفى العقاد المبوبة أميركياً، بل عالمية الإنتاج المحلي الذي يسرد ما يحكيه بلغة فنية بديعة تمكنه من بلوغ السينما خارج الحدود الإقليمية وبذلك ترفع الستارة عن حضور البلد المنتج.
بالطبع «أحلام المدينة» هو من إنتاج المؤسسة الرسمية. وبالطبع لولاها لما تحقق هذا الفيلم في وقته وبحجمه ورؤيته. لكنه فيلم مستقل عن أفلام العلاقة التقليدية بين المخرج وجهة الإنتاج. أو بينه وبين المؤسسة الرسمية التي تموّله. مستقل في روحه وفي طرحه وفي عدم كيل المدح لأحد. مستقل بكيانه وهو يروي للسنوات الواقعة ما بين 1953 و1958 من وجهة نظر بطله الفتى الذي وصل إلى دمشق مع أمه وشقيقه. وما عنت له المدينة في فترة سياسية متقلبة ذهبت بالبلاد في أكثر من اتجاه على الرغم من المدة الزمنية القليلة.
ليس أن المخرج قدّم درساً في التاريخ، بل عرّج عليه في الخلفية بينما داوم الحديث عن نفسه (في شخص بطله الصبي) وهو يرقب التقلبات المحيطة مباشرة به. لقد كان عليه العمل لكي يعيل هذه الأسرة التي تعيش في كنف جدّه القاسي. وجد عملاً عند محل للكوي، ويستغل ملص هذا العمل النهاري ليسرد ما كان يمر أمامه من شخصيات وأحداث شوارع وقراءة عناوين صحف أو الاستماع إلى التطوّرات في الإذاعة.
بعده بتسع سنوات أنجز محمد ملص فيلمه الروائي الطويل الثاني «الليل»، وما عالجه في الفيلم الأول عالجه في الفيلم الثاني وبسعة أكبر هذه المرة تتناول حياة صبي له اسم آخر، لكن لا شيء يمنع في أن يكون الصبي الذي في ذات محمد ملص أيضاً. وإذا كان «أحلام المدينة» يعرض، فيما يعرض، أحداث سوريا السياسية في الخمسينات، فإن «الليل» عرض سنوات ما قبل عام 1948 عندما خسر العرب مواجهتم الأولى في فلسطين. كل ذلك من خلال أحداث تتعامل وحياة عائلة لديها من المشاغل والشؤون ما يمكن أن يشكل فيلماً آخر من دون تلك الخلفية التاريخية لو شِيء له أن يكون. مرّة أخرى، هناك الحدث الأمامي والحدث الخلفي. الأول تحت سماء الآخر وغيومه المتلبدة وصرخات المقاومة الوطنية في ثوبها النبيل وقدراتها المحدودة.

رؤيا ورؤية
هذان الفيلمان مرتبطان ليس بالذاكرة الذاتية والسيرة الخاصّة للمخرج، بل بقدرة المخرج على سرد حكاية لا تستخدم الفواصل والنقاط العادية. جملها مؤلفة من صوّر تنساب بشروطها الخاصة وقواعدها المنتمية إلى رؤية وإبداع فنّـان واعٍ وحقيقي وقادر على التغيير ومناهضة السائد. ملص بذلك كان أول فارس حقيقي للسينما المستقلة، وهو ما زال العنقود الوحيد فيها، ليس لأن آخرين لم يسبروا درب الموقف والإنتاج المستقلين، بل لأن أحداً آخر، وعلى مستوى العالم العربي كله، عرف كيف يؤسس إبداعاً خالصاً في الشكل وفي المضمون.
وتأكيداً على هذا المنحى امتنع عن تحقيق أفلام أخرى إلا إذا ما أنجزت تبعاً لأسلوبه الخاص. وفي حين كان مخرجو المعارضة في السنوات السبع الماضية يكتفون - في الغالبية الكاسحة - بتسجيل ما يرونه ويروونه مباشرة، كان ما زال يسعى لصنع الفيلم الذي يحمل الرؤيا وليس الرؤية وحدها.
تتمثل الأولى في رفع مقام البحث في الوضع إلى طموحات ما بعده وتصوّر الثانية ما يمكن لعدد من الأفراد غير المنتمين إلى أي طرف البحث فيه والانتماء إليه وهو الحرية.
الفيلم هو «سلم إلى دمشق»، ومباشرة نقول إن بعض ما في «أحلام المدينة» و«الليل» من معالجة فنية غائب هنا لاختلاف الاهتمامات.
هناك فيلمان من السيرة الشخصية مقولبة في «الأنا» الأخرى، وهنا عرض للواقع من موقع يجد أن ما تحتاج إليه سوريا الآن هو ذلك السلم الذي يمكن للفرد أن يصعد درجاته ويصيح، كما يفعل بطل الفيلم: «بدي حرية».
طبعاً، ما زال السلم مرفوعاً والصرخة مترددة أطلقها مجدداً المخرج نفسه في فيلم حميد بن عمرة الجديد «لايف تايم» (كما تقدّم معنا على هذه الصفحة بتاريخ 26 أبريل (نيسان) 2019). لكن محمد ملص إذ يرفع صرخته مجدداً يدمجها بواقع آخر: الربط هنا هو بين الحرية وبين الإبداع وبين غياب الحرية وبين غياب المبدع عن العمل.
كل المبدعين يعانون من قلّة عدد الأفلام التي ينجزونها إذا ما عاشوا في نظام لديه برنامجه الخاص الذي يؤمن به ويمارسه. تاركوفسكي وبرادجانوف أيام الاتحاد السوفياتي وستانلي كوبريك وفرنسيس فورد كوبولا إزاء نظام الاستديوهات الأميركية.
وفي العالم العربي غاب مخرجون كثيرون وهم أحياء، لكن محمد ملص أشبه بالعرّاب الذي لا تقدم للسينما العربية فنياً من دونها.

قد يهمك أيضا :  

محمد ملص يقدم وثيقة سينمائية رمزية عن الأحداث في بلده

الأمن السوري يوقف المخرج المعروف محمد ملص

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد ملص حكاية فارس قفز بالسينما السورية إلى العالمية محمد ملص حكاية فارس قفز بالسينما السورية إلى العالمية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا

GMT 20:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

المغربي مروان الشماخ يعيش الـ"عطالة" الكروية

GMT 21:22 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط 300 ألف وحدة أقراص "مهلوسة" في المغرب

GMT 04:10 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

يونس الديب يُبيِّن سبب فشل تجربته مع المغرب الفاسي

GMT 02:25 2013 السبت ,30 آذار/ مارس

روبوت على شكل قنديل البحر في حجم الإنسان

GMT 14:27 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

شاي الناردين يساعدك على الاسترخاء والنوم

GMT 14:41 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الرجاء يفتقد خدمات عبدالكريم الوادي للإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib