نلاحظ في كثير من الأحيان أنَّ الرجل في منتصف العمر، يصبح حاد الطباع، ويغضب ويثور من أقل شيء، ويصبح كثير النوم، وتنخفض رغبته الجنسية، وكلها علامات تشير إلى أنَّ الرجل قد بلغ "سن اليأس"، شأنه كشأن النساء.
وتنخفض مستويات الهرمونات الجنسية لدى الرجال والنساء عند تقدم العمر، وقد يتسبب عند النساء في ظهور علامات انقطاع الطمث، وما يصاحبها من أعراض. ومن ناحية أخرى يتسبب انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال إلى ما يعادلها من مشاكل صحية، أو أعراض سن اليأس عند الرجال.
ويعزي بعض الخبراء المشاكل الصحية التي يتعرض لها الرجال في منتصف العمر، إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وتتعدد المشاكل الصحية لدى الرجال بدءً من انخفاض الطاقة وضعف التركيز وحتى "التثدي" عند الرجال، وعدم القدرة على التهيج الجنسي، والعجز الجنسي.
ويعتقد الخبراء أنَّ واحد من كل خمسة رجال في الخمسينات من عمرهم، يجب أن يخضعوا لعلاج بدائل هرمون تستوستيرون لاستعادة قوة والحيوية.
وارتفع معدل الاستعانة بالعلاج ببدائل الهرمون الذكري (HRT)، على مدى العقد الماضي، وتضاعفت الوصفات الطبية لهرمون التستوستيرون والمواد الهلامية والحقن، إلى 300 ألف وصفة في العام.
وتُعد ظهور أعراض سن اليأس عند الرجال، موضوع مثير للجدل، ويؤكد الخبراء أنَّ ارتفاع شعبية العلاج التعويضي بالهرمونات بين الذكور يعكس ببساطة التسويق المكثف من قبل القائمين على صناعة الأدوية.
ويقول استشاري الغدد الصماء في مستشفى "رويال فيكتوريا" في نيوكاسل أبون تاين، الدكتور ريتشارد كوينتون، إنَّ شركات الأدوية تُعلن بشكل مباشر عن العلاج التعويضي بالهرمونات، في الولايات المتحدة.
إذ ينفق الرجال ما يقرب من 2.5 مليار جنيه إسترليني على بدائل هرمون التستوستيرون، بالرغم من عدم وجود بيانات بشأن سلامة هذه الأدوية على المدى الطويل، وحقيقة أن الأعراض لا تتحسن دائمًا.
ويشير مدير وحدة أبحاث الذكورة في مانشستر، الباحث فريد وو، إلى أنَّ الأعراض بالنسبة لمعظم الرجال، تعزى إلى انخفاض التيستوستيرون، مضيفًا أنَّ أعراض سن اليأس للذكور هي في الواقع أعراض طبيعية غير صحية للتقدم في العمر، تلفت إلى عدم اعتناء الرجال بأنفسهم.
وأوضح "وو" أنَّ الرجال البدناء الذين يعانون من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، بإمكانهم رفعه إلى مستويات طبيعية عندما يخسرون المزيد من الوزن، الأمر الذي يشبه حالة مريض السكر عندما يتحكم في وزنه، وبالتالي يخفف من هذا المرض.
وأكد رئيس كلية الطب في جامعة أديلايد، الأستاذ غاري ويتيرت، أنَّ العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على تراجع مستويات هرمون تستوستيرون، تشمل الاكتئاب والإفراط في شرب الكحول.
وينجم انخفاض التستوستيرون عادة عن التغييرات في نمط الحياة الصحية والبدنية والعقلية للرجل، التي تحدث عادة مع تقدمهم في السن, وهناك أيضا سؤال صعب بشأن مستويات هرمون التستوستيرون غير الصحية في الجسم.
وللإجابة على هذا السؤال يمكن أن تختلف مستويات هرمون التستوستيرون خلال اليوم، وعلى مدى العمر، ويتراوح المعدل الطبيعي للهرمون الذكري مابين 10.4 إلى 41.6 نانومول لكل لتر دم.
وشددت الباحثة الخبيرة في النشاط النفسي والجنسي في مركز تافيستوك للعلاقات الزوجية في لندن، ماريان أوكونور، على أنَّه من المستحيل تحديد ما هو المستوى الصحي من هرمون التستوستيرون.
وأضافت: الرجال من الممكن أن يتمتعوا بصحة جيدة ونشاط جنسي، حتى مع الانخفاض النسبي لمستوى هرمون التستوستيرون.
ويعاني عدد كبير من الرجال في منتصف العمر من انخفاض مستوى التيستوستيرون، ولكن يُصر المتخصصون أنَّ البدائل الهرمونية تشكل جزءً واحدًا من العلاج، وأن 2 من كل 100 رجل، يحتاجون إلى علاج بالهرمونات، لأنَّ لديهم اضطراب حقيقي، وقصور في نشاط الغدد التناسلية، ما يعني أنَّ الخصيتين لا تنتج هرمون التستوستيرون نتيجة لمرض أو ضرر.
وأيدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فكرة أنَّ الرجال الذين يعانون من قصور معين، هم من يستحقون العلاج فقط بالبدائل الهرمونية.
وشددت على ضرورة أن تشتمل هذه الأدوية على تحذيرات طبية، بشأن ارتفاع الخطر المحتمل للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر