لندن - المغرب اليوم
وجدت دراسة أجرتها جامعة إيموري الأميركية، أن نوعين من النباتات البرية الشائعة، يمكن أن «تكون لهما فائدة في إنتاج دواء مضاد لفيروس (كورونا المستجد)».ووفق الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبوتيز»، فقد وجد الباحثون أن «مركبات أزهار السرخس الذهبي وجذور سرخس النسر أدت إلى منع الفيروس، المسبب لمرض (كوفيد-19) من دخول الخلايا البشرية».
وتقول كاساندرا كواف، كبير مؤلفي الدراسة الأستاذ المساعد في كلية إيموري للطب، في تقرير نشره الجمعة الموقع الإلكتروني للجامعة: «بمجرد عزل المكونات النشطة، نخطط لإجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من سلامتها وإمكاناتها بعيدة المدى، كأدوية ضد الفيروس».وكواف، هي عالمة نباتات، تدرس كيفية استخدام الشعوب الأصلية للنباتات في الطب، ولتحديد المرشحين الجدد الواعدين للأدوية الحديثة، يقوم مختبرها برعاية مكتبة تحتوي على آلاف المنتجات النباتية والفطرية الطبيعية المستخرجة من النباتات التي تم جمعها في مواقع حول العالم.
وفي بحث سابق لتحديد الجزيئات المحتملة لعلاج الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية، ركز مختبر كواف على النباتات التي استخدمتها الشعوب التقليدية لعلاج التهاب الجلد.وبالنظر إلى أن «كوفيد-19» هو مرض ظهر حديثاً، اتخذ الباحثون نهجاً أوسع، فقد ابتكروا طريقة لاختبار أكثر من 1800 مستخلص و18 مركباً بسرعة من مكتبة المنتجات الطبيعية التي يملكها مختبر كواف، لاختبار نشاطها ضد فيروس «كورونا».وتقول كيتلين ريزنر، الباحثة المشاركة بالدراسة: «لقد أظهرنا أن مكتبة المنتجات الطبيعية لدينا هي أداة قوية للمساعدة في البحث عن علاجات محتملة لمرض ناشئ، ويمكن للباحثين الآخرين تكييف طريقة الفحص لدينا للبحث عن مركبات جديدة أخرى داخل النباتات والفطريات قد تؤدي إلى عقاقير جديدة لعلاج مجموعة من مسببات الأمراض».
وفيروس «كورونا المستجد»، هو من فيروسات الحمض النووي الريبي، ويحتوي على بروتين شائك (بروتين سبايك) يمكنه الارتباط ببروتين يسمى (ACE2) في الخلايا المضيفة.
وتوضح كواف: «يستخدم البروتين الشائك الفيروسي بروتين (ACE2) تقريباً كمفتاح يدخل في القفل، مما يمكّن الفيروس من اختراق الخلية وإصابتها». وابتكر الباحثون تجارب مع جزيئات تشبه الفيروسات أو VLPs من فيروس «كورونا المستجد»، وخلايا مبرمجة للإفراط في التعبير عن بروتين (ACE2) على سطحها. وأثبتوا أن مستخلصات نباتات أزهار السرخس الذهبي، وجذور سرخس النسر، كانت قادرة على منع الفيروس من الارتباط بمستقبلاته على الخلية البشرية.
وأظهرت تجارب إضافية أن القوة الوقائية للمستخلصات النباتية عملت عبر 4 متحورات من الفيروس، وهي «ألفا وبيتا ودلتا وجاما».من جهته، تمنى إبراهيم الصياد، أستاذ الصيدلة بجامعة المنوفية (دلتا مصر)، أن «يتم تحديد الآلية التي تُمكن مستخلصات هذه النباتات من أداء هذه الوظيفة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تحديد ذلك سوف يساعد على تعميم الفائدة، بالبحث عن مركبات أخرى يمكنها أن تقوم بنفس الدور». فيما أشاد الصياد بما توصل له الباحثون، كونه سيساعد على إضافة أداة جديدة إلى صندوق أدوات مكافحة «فيروس كورونا».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر