لندن ـ ماريا طبراني
يبحث العلماء منذ سنوات عن طرق جديدة لعلاج السرطان، وقد طوروا، في إطار تلك الجهود أخيراً، نموذج روبوتات دقيقة متغيرة الشكل على شكل سمكة، ويأملون أن تتمكن تلك الروبوتات من توصيل الأدوية مباشرة إلى الخلايا المصابة، مما يساعد على تخفيف الآثار الجانبية لعلاجات مكافحة السرطان، مثل العلاج الكيميائي.
وفي دراسة دليل على صحة المفهوم، أفاد الباحثون في المجلة العلمية الشهرية "إيه سي إس نانو" بأن الروبوتات الصغيرة على شكل سمكة كانت قادرة على تتبع تغيرات الرقم الهيدروجيني، وتلك التغييرات يمكنها أن تؤدي إلى استجابة من الروبوتات التي تطلق أدوية العلاج الكيميائي للمريض.
ووفقاً لموقع "بي جي آر" العلمي، كان الباحثون يستخدمون الروبوتات الدقيقة في اختباراتهم منذ مدة، لكن معظمها كان غير قادر على تغيير شكله، لكن عدداً من الباحثين اجتمعوا في الدراسة الحديثة، من بينهم جياوين لي، ولي زانغ ودونغ وو، وغيرهم، لتطوير روبوتات صغيرة متغيرة الشكل.
ولقد صمموا الروبوتات لكي تستخدم المغناطيس للاسترشاد، مما يتيح للأطباء بإرسالها إلى مواقع محددة لتقديم العلاج. ونظراً لوجود الأورام غالباً في بيئات دقيقة، صمم الفريق الأدوات الصغيرة لتكون قادرة على تغيير شكلها وتقديم العلاج استجابة لانخفاض مستوى الرقم الهيدروجيني.
وقد أوجد العلماء طرقاً متعددة لاستخدام الروبوتات الدقيقة. فقد كانوا قادرين على برمجة السمكة لفتح وإغلاق فمها، ما يتيح للباحثين بعد ذلك التحكم في توقيت وموقع إطلاق الأدوية. ولأنهم تمكنوا من السيطرة عليها، فقد تمكنوا من إطلاق أدوية العلاج الكيميائي بالقرب من الخلايا التي تحتاجها، وهذا من شأنه أن يسبب أضراراً جانبية أقل للجسم ومزيداً من العلاج المركز للسرطان.
ومن أجل إثبات المفهوم الأصلي، ابتكر الباحثون روبوتات صغيرة مطبوعة رباعية الأبعاد على شكل سلطعون وفراشة وسمكة، واستخدموا مادة هلامية مستجيبة للرقم الهيدروجيني لإنشائها، مما سمح للروبوتات أن تعمل بناء على مستويات الرقم الهيدروجيني المحيط. وبمجرد طباعتها قاموا أيضاً بجعل الروبوتات مغناطيسية عن طريق وضعها في معلق من جزيئات أكسيد الحديد النانوية، وسمح لهم ذلك بالتحكم في الروبوتات باستخدام المغناطيس.
بالطبع، هذا مجرد دليل على مفهوم، إذ لا توجد أية روبوتات صغيرة على شكل سمكة جاهزة لخوض معركة مع السرطان حتى الآن.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر