أثبت علماء أميركيون يأملون في علاج فيروس "الإيدز" أنَّ استخدام العلاج المناعي آمن للاستخدام على البشر، حيث تعتبر تجربة المرحلة الأولى للدواء الجديد معلمًا مبكرًا ولكنه هام بالنسبة للفريق في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، والذي فاز بمنحة قدرها 20 مليون دولار لانتاج الدواء.
وأصبح العلاج المناعي، الذي يدرب جهاز المناعة للمريض على مهاجمة المرض، الاتجاه الرئيسي والسائد الذي يعمل الباحثون على تطويره، ويتم استخدامه الآن لعلاج عشرات الحالات، بداية من السرطان إلى العمى.
خطى بطيئة
ويسير العلماء بخطى بطيئة عندما يتعلق الأمر بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، لأنَّ المحاولات التي أجريت خلال العشرين سنة الماضية، لعلاج الفيروس مع زرع نخاع العظم وهو علاج آخر سائد يحل محل الجهاز المناعي للمريض مع جهاز متبرع، أثبتت فشلها في جميع الحالات باستثناء شخصًا واحدًا.
وأكد فريق نورث كارولينا في دراسة نشرت للمرة الأولي من قبل مجلة Cell Reports ، أنَّه يمكن إعطاء العلاج المناعي للمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من دون خطر واقعي للموت.
وقال الدكتور ديفيد مارغوليس كبير الباحثين " نعتقد أننا سنكون قادرين على تكرار نتائج مريض برلين "الشخص الوحيد الذي شفي من فيروس نقص المناعة البشرية"، ولكن ذلك سيستغرق بعض الوقت".
حالة فريدة
ويذكر أنَّ الشخص الوحيد الذي شفي من فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" هو رجل أميركي يدعى تيموثي براون، المعروف على نطاق واسع باسم "مريض برلين" لأنَّه تم علاجه في برلين عام 2007.
وكان براون مصابًا بالفعل بفيروس نقص المناعة البشرية عندما تم تشخيص إصابته بسرطان الدم ، وهو مرض النخاع العظمي الذي يمكن معالجته بزراعة نخاع العظم.
وتكون عمليات زرع النخاع العظمي هي الحل الأخير بسبب وجود خطر كبير للوفاة، من خلال إثارة التفاعل بين الجهاز المناعي الأصلي للشخص والجهاز الجديد المزروع، لكن لم يكن لدى براون الكثير من الخيارات الأخرى.
وبمجرد أن وافق براون، اقترح طبيبه محاولة اختيار متبرع لديه جينات معروفة بأنها مقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية. في ذلك الوقت ، كانت محاولة حمايته أكثر من علاجه، لم ينجح براون في هذه العملية فقط ، ونجا من سرطان الدم ، ولم يكن لديه أي أثر لفيروس نقص المناعة البشري.
واثارت بذلك الأخبار المجتمع الطبي، مع تكهنات بأنَّ هذا يمكن أن يكون نهاية لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" ، ومع ذلك، كانت محاولات تكرارها مدمرة.
صعوبة التكرار
وقالت الدكتورة مارجوليس أنَّه بعد أكثر من 10 سنوات، ما زلنا بعيدين جدًا عن تكرار حالة مريض برلين على الرغم من أن محاولات القيام بذلك ليست قليلة بأي حال من الأحوال.
ويوصف الأطباء العلاج المضاد للفيروسات الارتجاعية "ART" لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية، والذي أصبح الآن فعالًا إلى درجة أنَّه يمكن أن يوقف الفيروس في غضون ستة أشهر وهو يتطلب من الشخص تناول الدواء باستمرار.
ويعتبر أدوية "ART "، و "PREP " وهي حبوب تحمي الشخص من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية جزء من مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" ، مما أدى إلى خفض كبير في معدل الإصابات الجديدة، وتحويل فيروس نقص المناعة البشرية من كونه مرض مميت إلى مرض مزمن لمدى الحياة.
ومع ذلك ، فإن الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يحصل عليه هو ظاهرة فيروس نقص المناعة البشرية الكامن، وأن يكون الفيروس مخبئًا وهادئًا في الجسم ، متهربًا من العلاج.
ويتعامل الفريق الطبي في جامعة ولاية أوريغون للصحة والعلوم مع هذه المشكلة من خلال محاولة التقليل من علاج مريض برلين.
ويقومون باختباره على مجموعة محددة من القرود المنحدرة من خمسة قرود فقط تركوها في جزيرة بالقرب من موريشيوس من قبل تجار التوابل الهولنديين منذ خمسة قرون ، مما يجعلها مركزة وراثيًا بحيث يسهل فهم كيفية تأثير عمليات الزرع عليهم.يتوقع الفريق أن يستغرق الأمر أكثر من 10 سنوات للوصول إلى بعض الاستنتاجات الملموسة والقابلة للتطبيق والتي يمكن تكرارها في البشر.
أساليب مختلفة
وتقوم الدكتورة مارغوليس، والدكتورة كاترين بولارد ، وفريقهم باتباع أساليب مختلفة ، بالنظر إلى العلاج المناعي بدعم 4 مليون دولار في السنة من جمعية GlaxoSmithKline ، يقوم فريق البحث الخاص بهم بإجراء دراستين متزامنتين.
وقالت جوليا سونغ من UNC "لم تشفي الدراسة فيروس نقص المناعة البشرية ويجب ألَّا يتم تفسيرها على أنها تفعل ذلك ، ولكنها تشجعنا أيضًا بشدة على بيانات السلامة ، لكنها تمهد الطريق للخطوة التالية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر