الرباط -المغرب اليوم
مؤشرات فيروسية مقلقة، خلال الأسابيع الأخيرة، أثارت “استنفار” السلطات الصحية في المغرب ، ومعها السلطات العمومية، خاصة في ظل انتشار مجموعة من المتغيرات الفيروسية بجلّ الحواضر الكبرى، الأمر الذي فسرته فعاليات طبية بسرعة انتشار تلك المتحورات وسط المجتمع.ويعد المتحور الفيروسي الهندي “دلتا” أخطر تلك المتحورات المسجلة بالمملكة، نظرا لسرعته الكبيرة في الانتشار من جهة، وإصابته فئة الشباب بأعراضه من جهة ثانية، بخلاف الفيروس الأصلي الذي ظهر بـ”ووهان”، ما دفع العديد من الهيئات الصحية إلى توقع هيمنة سلالة “دلتا” على بقية السلالات المتحورة في الأسابيع المقبلة. وسجلت البلاد إصابات يومية مرتفعة تعد بالآلاف مؤخرا، خاصة في الأسبوعين المنصرمين، بالإضافة إلى تزايد أعداد الوفيات الأسبوعية بشكل مطرد، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الحالاتالحرجة والصعبة، ما دفع الخبراء المغاربة إلى دق ناقوس الخطر بشأن الوضعية الصحية الراهنة.
وفي هذا الصدد، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن “سلالة دلتا الهندية هي الأكثر انتشارا بالمقارنة مع بقية السلالات المتحورة، لكنها ليست العامل الوحيد الذي يفسر تدهور الوضعية الوبائية بالمغرب، بل ينضاف إليها عدم احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية المعلنة من طرف وزارة الصحة”.وأضاف حمضي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “يجب انتظار تدهور المؤشرات الوبائية في الأسابيع الثلاثة المقبلة، خاصة ما يتعلق بحالات الوفيات والإصابات اليومية وحالات الإنعاش، ما لم يتغير سلوك المواطنين بشكل آني، لأن طبيعة الفترة المقبلة حددت سلفا بمدى احترام إجراءات الوقاية في الأيام المنصرمة”.
واستطرد الباحث الصحي عينه بأن “كبح جماح السلالات المتحورة، بما في ذلك السلالة الهندية، رهين باحترام التدابير الفردية والجماعية على حد سواء، بالموازاة مع تسريع العملية الوطنية للتلقيح التي تشهد تقدما إيجابيا طيلة الفترة الفائتة؛ وذلك بهدف إنقاص الحالات الحرجة التي تلج أقسام الإنعاش” وشدد الطيب حمضي على أن “الجميع عليه تحمل مسؤوليته الكاملة في ما يتعلق بالاحتراز من الجائحة، ما من شأنه ضمان التنقلات الفردية والجماعية، وعدم اللجوء إلى خيار الإغلاق الشامل، ما يستدعي توجه المواطنين إلى مراكز التلقيح، الذي أصبح واجبا وطنيا لحماية الأسر والبلاد من خطر الجائحة”.
قد يهمك ايضا:
وزارة الصحة المغربية تحذر من التسمم بالفحم خلال عيد الأضحى
وزارة الصحة المغربية تعلن أن تقرير اللجنة البرلمانية "غير نهائي"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر