لندن ـ كارين إليان
قد يبدو هذا الخبر جيدًا، حال كان صحيحًا ما يدّعيه فريق من علماء جامعة "هدرسفيلد"، بأنهم اكتشفوا دواءً يقلل من الآثار الناجمة عن الإفراط في شرب الكحول، ويعمل على تقليل فقدان خلايا الدماغ والالتهاب الناتج من الإفراط في شرب الخمر.
ويسبب الإفراط في شرب الخمر على المدى الطويل، تلفًا في خلايا المخ، مما يؤثر على ضعف الذاكرة، ويوضح
الفريق أنَّه يمكن استخدام الدواء كعلاج لمرض الزهايمر وغيره من الأمراض التي تضر الدماغ.
كما حدَّد خبراء الصحة كمية الاستهلاك الموصى بها من الكحول في الجلسة الواحدة، فمن المستحسن ألا يزيد كمية شرب الرجل عن 3 أو 4 وحدات يوميًا، وبالنسبة للسيدات وحدتين أو ثلاث يوميًا، أي ما يعادل 175 مل من النبيذ.
وركَّز علماء "هدرسفيلد" على الآثار المترتبة على مركب "الإيثان بيتا سولتم"، وأعطوا المادة الكيمائية لفئران التجارب، وأشار الفريق إلى أنَّ انخفاض فقدان خلايا الدماغ والالتهاب في تلك القوارض التي أخذت جرعة من الإيثان.
ومن المعروف على نطاق واسع أنَّ شرب الخمر على المدى الطويل وبشكل منتظم يمكن أن يسبب أضرارًا صحية
كثيرة، خصوصًا بين المراهقين.
واكتشفت الدراسة أنَّ آثار الشرب انخفضت لدى الفئران الذين أخذوا الدواء، حيث يتكون من التورين "المضاد للمواد المخدرة"، وهو نوع يدخل بسهولة إلى مجرى الدم قبل أن يتم معالجته من قبل الجسم.
حتى الآن، أحد العقبات الرئيسية لعلاج أمراض الدماغ هي صعوبة وصولها إلى المخ، هذا بسبب حاجز الدم في الدماغ، فهو حاجز انتقائي للغاية يفصل بين الدم والسوائل خارج خلية الدماغ، فهي من آلية الدفاع الطبيعي عن الدماغ، ولكن وجد الباحثون أنَّ "الإيثان بيتا سولتان" قادر على التمرير من خلال خلايا الدماغ.
وصرّح البروفيسور المعد الرئيسي للبحث، بأنَّ "من الأشياء التي تفعلها الكحول هو تدمير بعض خلايا الدماغ الخاصة بالتوجه والملاحة، ولكن مزج الكحول بمنتجنا يمكن أن يتغلب على هذا الضرر"، موضحًا أنَّ الدماغ يحمي نفسه باستخدام الخلايا الدبقية، والتي تزيد حين يتعرض المخ للكحول من خلال الإفراط المنتظم في الشرب.
وأضاف "مزج الإيثان يعطي في الوقت نفسه انخفاض مستوى الكحول لهذه الخلايا"، مشيرًا إلى أنَّ الفريق يعمل منذ عشرة أعوام للوصول إلى هذه النتيجة، كما "في المستقبل سيعمل الفريق على إيجاد مركب أفضل من الإيثان".
وأوضح "هناك احتمال أن تساعد تلك المركبات في علاج أمراض مثل الزهايمر والخرف والناتج من فقدان النشاط في الدماغ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر