أكّد الدكتور مارك آبراهامز أنَّ فيلم "كعكة هوليوود"، بطولة جنيفر أنيستون، نجح في تجسيد المظاهر الحقيقية للألم، خلال مشاهد العمل التي تكشف عن إصابة البطلة بالشلل عقب تعرضها لحادث سير خطير.
وبيّن آبراهامز أنّ نحو 10 ملايين بريطاني يعاني من آلام حادة بشكل شبه يومي، ويطلق
على هذه المعاناة اسم "الألم المزمن"، إذ يسبب العديد من المشاكل الصحية أبرزها الصداع والتهاب المفاصل وإصابات العمود الفقري، إلى جانب أمراض عصبية مثل متلازمة التعب المزمن أو "فيبروميالغيا".
وأوضح أنه كثيرًا ما يسمع من المرضى جملة "حاولت كل شيء"، وأنهم غير قادرين على المشاركة في العالم، موضحًا أن كثيرًا من المرضى الذين في عيادته أصيبوا بالاكتئاب.
وتعتبر قصة هذه الفيلم حلقات من الحزن، لذا أكد آبراهامز أنه كرس حياته المهنية لمساعدة من يعانون من الألم المزمن للوصول إلى حل إيجابي، موضحًا أن الألم المزمن "لعنة".
وشدد على ضرورة استعادة السيطرة على الجسم وليس فقط العمل مرة أخرى نحو حياة "عادية"، لافتا إلى أن استعادة الحياة بشكل جيد من أبرز العقبات عند المرضى.
وأضاف أن الآلام الحادة تنتج عن أمور وتنتهي بعد ذلك، مثل الجروح والكدمات، لكن الألم المزمن يستمر إلى ما بعد عملية الشفاء الطبيعية، وقد يستمر مدى الحياة ويتم السيطرة عليه أكثر من علاجه.
وأبرز آبراهامز أن "الخطوة الأولى لمعالجة الألم هو فهم لماذا يحدث، فيجب أن تطلب من طبيبك أن يحيلك إلى عيادة الألم المتخصص، ويمكنك أن تشرح بالتفصيل مكان الألم الخاص بك".
وتابع "الألم يأتي نتيجة أمرين إما بسبب الحالة الجسدية، أو النفسية، فجزء من المشكلة ربما يكون أنك تفكر كثيرًا في أمر ما يقلقك"، وبيّن أنّ التصور الأسوأ لأي مريض أن ينتهي به الأمر إلى الجلوس في المنزل والتفكير في الألم فقط، وهذا يؤدي إلى ضعف العضلات أكثر، وأوضح أن آلام الظهر، وضعف العضلات تؤدي للإصابة بتشنجات.
وقال إنه من الممكن بناء اللياقة البدنية للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن من خلال المشي أو حتى الوقوف ولكن ليس لمسافات طويلة دون إيذاء أنفسهم أو الشعور بالتعب، فيمكن أن يبدأوا بالمشي عدة مرات في اليوم بوتيرة مريحة وتكون المسافة صغيرة، كما يمكن أن تكون السباحة مفيدة وأيضًا تمارين التمدد البسيطة في المنزل.
وأكد أنه لا يجب على المرضى أن يخفوا الألم، فيجب التحدث مع الطبيب لجعل الوقت في العمل أكثر راحة، وتابع "يجب أن تقوم من مقعدك أكثر من مرة خلال العمل لحماية جسمك وبذلك تجعل نفسك أكثر إنتاجًا".
وأضاف "هناك الكثير من المرضى يعتقدون أن آلامهم ساحقة وغير متوقعة، ولكن في واقع الأمر يمكن التنبؤ بها، فلا تدع الألم، والخوف منه، يسيطرعليك، فبدلًا من ذلك، استمع إلى جسمك وخطط، فإذا كان لديك مناسبة كبيرة مقبلة، لا تبالغ في العمل خلال الأيام التي تسبق هذه المناسبة".
وأوضح آبراهامز أن الصداع العنقودي الطاحن والموسيقى الصاخبة من أسباب الألم المزمن لذا يجب الذهاب إلى الأماكن الأكثر هدوءً، بعيدًا عن مكبرات الصوت والصخب، فضلا عن المشي ومن الممكن تناول المسكنات قبل النوم. وتابع "لكن لا تنتظر الألم أن يحدث، فيجب أن تتوقع الألم قبل أن يحدث وتمنعه".
و آبراهامز مستشار في التخدير وإدارة الألم في مستشفى "كامبريدج" في نوفيلد، ومدير خدمة الألم في مستشفى "أدينبروكس" في كامبريدج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر