الرباط - المغرب اليوم
حلول رمضان بأيام قليلة، تناسلت مجموعة من الدعوات عبر الشبكات الاجتماعية قصد تأدية صلاة التراويح بشكل جماعي في أسطح العمارات، رغم الخطر الوبائي الذي قد يشكله ذلك على المصلين في ظل التفشي السريع لفيروس "كوفيد-19"، في مخالفة صريحة لمقتضيات القرار الحكومي القاضي بإغلاق المساجد تفادياً لأي "كارثة وبائية".
وقد تُعيد هذه الدعوات المجهولة سيناريو المسيرات الليلية التي خرج فيها عشرات المحتجين في مجموعة من المدن المغربية، لترديد بعض الأدعية الدينية التي يتوسّمون من خلالها إبعاد الوباء، ما أدى إلى خرق حالة "الطوارئ الصحية".
وتعليقاً على ذلك، قال سعيد الكحل، باحث مغربي متخصص في قضايا الإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة، إن "الدعوات إلى إقامة صلاة التراويح جماعة، ولو في أسطح العمارات والمنازل، حتى لا ترصدها عيون الشرطة في ظل الحظر الصحي لمواجهة وباء كورونا، هي دعوات غير بريئة ولا تتوخى وجه الله ولا تخشاه في ما سيصيب المواطنين من أذى".
وأضاف الكحل، في تصريح ، أن "خلف هذه الدعوات توجد تنظيمات الإسلام السياسي بشقيها الإخواني والسلفي الوهابي"، وزاد: "هذه التنظيمات كانت دوما ضد مصلحة الشعوب والأوطان، إذ تسعى إلى تخريبها وإلحاق الأضرار بها؛ وجائحة كورونا تقدم فرصة مواتية لها لضرب جهود الدولة والمصالح الأمنية والطبية لمواجهة الوباء وحماية أرواح المواطنين ومصالح الوطن".
وأوضح الباحث عينه: "إنها التنظيمات نفسها التي احتجت على قرار إغلاق المساجد أمام الصلوات الجماعية في ظل الحجر الصحي، وخرج شيوخها بفتاوى تكفير الدولة والمجتمع، وهي نفسها أيضا التي حرضت على الخروج للتظاهر ليلا لخرق الحجر الصحي، وها هي تحرض على إقامة صلوات التراويح جماعة على الأسطح رغم الحظر الصحي ومخاطر نقل العدوى؛ علما أن صلاة التراويح ليست فريضة دينية ولا سنة نبوية".
وتابع الكحل: "هذه التنظيمات لا تهمها الفرائض الدينية ولا مقاصد الشريعة التي تقدس الحياة على إقامة الفريضة، ولا شك أنها تسعى إلى إرباك جهود الدولة ونشر الوباء على نطاق أوسع حتى تعجز المصالح الطبية المختصة عن تطويقه وتحمل أعداد المصابين، ما سيضطر الدولة إلى تمديد الحظر الصحي وتعطيل الأنشطة الإنتاجية وحرمان المواطنين من مصادر رزقهم، فيدفعهم اشتداد الحاجة والفقر إلى الاحتجاج والفوضى المؤديين إلى الفتنة، وتلك بداية إضعاف الدولة وتسريع انهيارها".
ويرى المتحدث أن "هذه التنظيمات تعادي الدول والأنظمة الحاكمة وتعجز عن الانقلاب عليها، لهذا نجدها اليوم تستغل جائحة كورونا لتخريب الدولة من الداخل وتأليب المواطنين ضدها، بحيث تجد نفسها أمام اتساع خطر الوباء، وكذا تفشي الفقر بسبب العطالة وتوقف الأنشطة الإنتاجية الناتجين عن تمديد الحظر الصحي"، خاتما: "على الدولة أن تستعمل كل الوسائل التقنية لرصد التجمعات على أسطح العمارات والمنازل خلال ليالي رمضان المبارك، ومن ثمة تطبيق القانون على كل الذين يخرقون الحظر الصحي ويعرضون حياتهم وحياة غيرهم للخطر".
قد يهمك ايضا
إقامة صلاة التراويح في "المسجد النبوي" دون مصلين
الجزائر تعلن صيام رمضان وصلاة التراويح ستكون في البيوت
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر