مراكش - ثورية ايشرم
نظم حفل توقيع كتاب فدوى شكر الله، بعنوان "حقوق المرأة حوار على قارعة الطريق"، في فضاء المسرح الملكي في مراكش، بحضور عدد من الفعاليات الثقافية
والأساتذة والمهتمين بمجال التأليف والنشر، ففي بداية الحفل تناول الكلمة مقدم الكتاب مولاي محمد إسماعيلي، ليتحدث عن حقوق المرأة والنضال المرير الذي قامت به من أجل أن تنال ما نالته من حقوق، مؤكدُا أنها مازالت تعاني العديد من الإكراهات التي لا تجعلها تحقق المساواة التامة مع الرجل، كما عرج على مضامين الكتاب وقدّم للحضور نبذة عن العنوان وبعض مضامينه، ثم بعد ذلك تناول الكلمة الفنان التشكيلي محمد الزروقي الذي رسم لوحة الغلاف، ليفسر للحضور الظروف التي خرجت فيها هذه اللوحة إلى الوجود، ثم تناولت الكلمة بعد ذلك فدوى شكر الله، لتتحدث عن الظروف التي صاحبت تأليف الكتاب، والأمور التي دفعتها إلى إبراز بائعة السجائر كتمثل صارخ للمشاكل التي تعاني منها المرأة، وبعد ذلك أكدت أن المرأة يجب أن يمنح لها المزيد من الحقوق حتى تحظى بمكانتها في المجتمع وتصنع الحضارة إلى جانب الرجل بكل القوة والإبداع.
وأكدت الكاتبة من خلال كتابها أنّ المرأة هي ذلك الكيان الجميل الذي خلقه الله تعالى وكرمه مثلها في ذلك مثل الرجل، ليست جزءً منه، ولا عنصرًا بسيطًا تابعًا له كما يريد أنّ يصور لنا بعض الناس في هذا العالم، بل المرأة هي ذلك الكيان المستقل بفكره وشخصيته ومميزاته، التي قد تتجاوز مؤهلات الرجل في كثير من الأحيان، لأن الحياة ليست مبارزة فارغة لاكتشاف الكوب المليء من الكوب الفارغ، والطرف الضعيف من القوي، فتلك أمور فيزيولوجية طبيعية، يكون الاختلاف فيها بين الرجال أنفسهم، وبين النساء أنفسهن، وليس معيارًا لقياس الاختلاف بين الرجل والمرأة، وليس مبررًا من أجل جعل المرأة تتراجع للصف الثاني وراء الرجل.
لتختم فدوى كتابها مؤكدةً "ليس العنف قدرًا محتومًا على المرأة، ولكن هو عند الأغلبيّة حق وحق مشروع ينتج به كل ما هو سلبي، و هو تنازل عن قيم أخلاقية لا تمكن من العيش جماعيًا، و هو ما يفسر تعثراتنا في العديد من الميادين، وفي بلدنا الغالي يستمر العنف ضد النساء إلى يومنا هذا، ويمارس على المرأة بحبسها وخنق أنفاسها. إننا في حاجة إلى ثورة قيم تنادي بحداثة حقيقية في موضوع المرأة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر