عمان - إيمان أبو قاعود
إعترف رسام الكاريكاتير الأردني " عماد حجاج" أنه يرى في كثير من رسوماته الكاريكاتيرية صور لحياته الشخصية والعائلية حيث تجسد هذه الرسومات ذكريات شخصية.
وحجاج هو مخترع شخصية" أبو محجوب " هذه الشخصية الرئيسية المتمردة في رسوماته كشف لـ "المغرب اليوم" أنها شخصية" والده" أما محجوب" الابن" فيجسد شخصية حجاج بمعاناته الشخصية والعاطفية.
وقال حجاج في مقابلة مع الـ"المغرب اليوم" إن شخصية أبو محجوب هي والدي – رحمه الله- أما الشخصية الثانية في الرسومات "ابو محمد" فهي صديق أبو محجوب، موضحا أن "أغلب الثنائيات الكوميدية مكونة من شخصيتين الأول نحيف والثاني سمين كثنائي لوريل وهاردي مثلا، وغيرهما لذلك كان" أبو محجوب ، وأبو محمد في الرسومات، النحيل والسمين".
وتخرج حجاج من جامعة اليرموك تخصص "فنون جميلة"عام 1991 ,يستوحي رسوماته الكاريكاتيرية من الأحداث اليومية الاجتماعية والسياسية والساخرة ويتناولها بطريقة ساخرة .
وأوضح حجاج أن شخصية "أبو محجوب" ظهرت عام 1993 عند الانتخابات النيابية في ذلك الوقت، وتناولت النقاشات السياسية في المجتمع الأردني فأصبح أبو محجوب بطلاً شعبياً لكن على خجل، لافتا إلى أنه بدأ ظهوره مع جريدة الرأي اليومية الأردنية، مشيراً إلى أن ذوق الشعب الأردني صعب جدا لذلك كان هناك صعوبة بتقبل شخصية " أبو محجوب" التي أصبحت من أشهر الشخصيات حاليا، والتي بدأت بالظهور والانغماس بالقضايا الاجتماعية إلى أن تطور وأصبح يعالج القضايا السياسية.
وعن تميز رسوماته الكاريكاتيرية عن غيرها يقول حجاج "إن شهرة رسومات أبو محجوب تتميز بإيصال الفكرة المطلوبة بالاختزال، دون الاسترسال والانتباه إلى التفاصيل حيث أوصل رسائل جانبية كثيرة من خلالها، وتجعلني أتهرب وأتحايل على الرقيب، كأن أضع رسالة في "خربشات على الحائط " يفهمها القارئ.
ووصف حجاج منع رسمته من النشر كأب يموت أبنه، فبعد أن تعب على نضجه يفقده وهذا شعور مؤلم بالتأكيد.
ويمكث حجاج في إنجاز الرسمة الواحدة بين ساعة إلى 5 ساعات لإيجاد الفكرة والشكل لإظهارها بصورة مقبولة للقارئ.
ويشرح حجاج أن الكاريكاتير في الأردن بدأ متأخراً في العام 1965، من خلال رسام الكاريكاتير "رباح الصغير "الذي أدخل رسم الكاريكاتير باللون الأبيض والأسود إلى الصحف المحلية الأردنية، وفي أواسط السبعينات كان هناك جيلاً جديداً، من الرسامين الكاريكاتيريين قوامه 4 إلى أن تطور هذا الفن ليصبح الآن بعدد لا بأس به من الرساميين الذين أسسوا "رابطة الرسامين الكاريكاتيرين الأردنيين ".
ويعزي حجاج ظهور الكاريكاتير في الأردن وتميزه بحرية إلى حالة التحول الديمقراطي خلال العام 1989، فانقلبت المفاهيم وظهرت الصحف الأسبوعية كما ساهمت حرب الخليج بنشر الرسومات الكاريكاتيرية بشكل كبير أيضا.
وعمل حجاج بجريدة الرأي منذ عام 1993 إلى عام 2000 وتم فصله من الجريدة لتناوله رسمة كاريكاتيرية ضد أحد شركات اتصالات الخلوي في الأردن، ثم عمل في جريدة الغد الأردنية من عام 2000- 2010 ثم عاد إلى الرأي حتى الآن .
وأصدر أول كتاب عام 1997 بحجم صغير، ويعتبر أن ذروة شهرته كانت عام 1999 حيث افتتح معرضه الذي حضره 3 آلاف شخص.
ويفتخر بأنه أول من رسم شخصية العاهل الأردني الملك عبد الله متخفيا على مؤسسات الدولة، والتي تناقلتها فيما بعد بعض الصحف العالمية ,كما أنه أول رسام كاريكاتير تناول ملفات الفساد في الأردن، وحاصل على عدد من الجوائز منها جائزة الحسين للإبداع الصحافي عام 2001 من نقابة الصحافيين الأردنيين، وحاصل على جائزة دبي للصحافة "مرتين" وجائزة مهرجان موبينه في فرنسا، إضافة إلى تكريم من صحيفة الجارديان البريطانية، أفضل رسام للحرية وحقوق الإنسان وهو عضو في اتحاد الرسامين والكتاب الساخرين الأميركين .
ويرى حجاج أن هناك رابطا بين رسام الكاريكاتير والكاتب الساخر يتمثل في "السخرية" فكلاهما يتناول السخرية بطريقته فالأول يسخر بطريقة الرسم والثاني يسخر بطريقة الكلمات.
ويعترف حجاج أن صورة رسام الكاريكاتير ما تزال غير مقبولة اجتماعيا في الأردن والعالم العربي على عكس الدول الأجنبية التي تعتبر رسام الكاريكاتير شخصا عالميا ومشهورا.
وعن حملة العنف الأسري في رسوماته والتي قام بها أخيراً مع إحدى المؤسسات الحقوقية الأردنية، قال إ"ن هذه الحملة هي جزء من الانخراط بالمجتمع"، مضيفا "أنا أجسد بعض المعاناة التي عشتها أنا أصلا في طفولتي".
أما الصعوبات التي تواجه حجاج فهي الفهم الخاطئ لبعض الرسومات من قبل المسؤولين أو الجمهور مما يؤدي إلى ردود سلبية كثيرة.
ونوه إلى أن الرقابة الآن مختلفة عن الرقابة الماضية فالرقابة حاليا هي رقابة المجتمعية ورقابة الناس ومواقع التواصل الاجتماعي .
وينظر حجاج للعالمية على أنها قدرة الفنان على التأثير في المجتمعات وتغيير السلوك والمفاهيم السلبية .
وحجاج صاحب هذه الشخصية الكوميدية إنسان جاد في حياته متجهم، لطيف مع الآخرين لكنه غير مجامل ويعتبر أن الشهرة طارئة عليه فهو لا يسعى إليها.
ولم يورث حجاج ابنه البالغ من العمر 12 عاما حب الرسم لكنه ورثه لشقيقاه أسامة وحمزة حيث .
ويطمح حجاج الذي يضم أرشيفه 4 آلاف صورة، أن يجسد أبو محجوب في رسومات كارتونية لتبقى هذه الشخصية خالدة على مر العصور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر