الرباط - كمال العلمي
عند زيارتك لمدينة غرناطة الإسبانية، المكان الذي يفيض دفئا وحضارة وشجنا، تستوقفك العديد من المعالم والزوايا والفضاءات والامتدادات… ومنها القيسارية (Alcaiceria)، بدكاكينها المرتبة وبضائعها الأنيقة وممراتها المُنفتحة على متاهات الأزقة والدروب والشرفات الواسعة ومطر الأقواس.
القيسارية، التي كانت في العهد الأندلسي القديم مخصصة لبيع الحرير والذهب، تفضي إلى ساحة باب الرملة التي شهدت إحراق نفائس الكتب العربية في الأدب والعلوم واللغة والفقه… كما تفضي إلى المدرسة اليوسفية التي تعد من بين أعرق جامعات منطقة الأندلس، وكذا إلى الفندق التاريخي، وغيرها من الأماكن التي تسافر بك إلى قلب المدينة المتميزة بمعمارها الفريد.
في جولة في أرجاء القيسارية، تواصلت مع العديد من التجار المغاربة الذين أكدوا على حيوية وأهمية هذا الفضاء التجاري الذي يقصده آلاف السياح من مختلف الجنسيات الأوروبية والآسيوية والعربية والذي يشكل مورد رزق لمئات الأسر من العرب والإسبان كذلك.
وأفاد هؤلاء التجار، المنحدرون من مدن شفشاون وتطوان وطنجة والقصر الكبير وعددهم 25 فردا، بأن المنتوج المغربي يعد أساسياً ومطلوباً من لدن السياح؛ فضلا عن السلع والمنتوجات التي يتم جلبها من إسبانيا والنيبال والهند وتركيا والتي تتمثل جلها في الأقمشة وقطع الديكور المختلفة والزرابي الصغيرة والمنتوجات الجلدية والتحف النحاسية والفوانيس والقمصان المزركشة والمصنوعات اليدوية والهدايا التذكارية.
وتقدم الجالية المغربية، التي تمارس العمل التجاري بقيسارية مدينة غرناطة الإسبانية وتعيش تكتلا أسريا، صورة إيجابية في التعامل اليومي مع السياح، مع إعطاء نفس مختلف بالقيسارية يعكس أهمية المدينة التي ليست مجرد ظلال عابرة بعمقها وعراقتها وتماسكها؛ بل تتكئ على قيمة التراث باعتباره مورد حياتها والبوصلة التي تجعل منها قِبلة سياحية تخترق كل الحدود، مثلما تخترق أفئدة الزوار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فنادق الأندلس تطلب عمالة مغربية مؤقتة
الفنانة المغربية لطيفة رأفت تصف أسماء لمنور بملكة الأندلس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر