الرباط - كمال العلمي
يضم رواق القوات المسلحة الملكية في معرض الفرس بالجديدة عددا من الأسلحة القديمة النادرة، منها أسلحة لا يوجد إلا عدد محدود منها في العالم، مثل “الدرقة اللمطية”، وهي عبارة عن درْع يستعمل في الحروب.وتقدم القوات المسلحة الملكية درع “الدرقة اللمطية” المعروض في رواقها على أنه “سلاح مغربي فريد من نوعه ومتجذر في التاريخ”؛ إذ يتميز بقدرته على تحمّل ضربات السيوف والرماح والسهام.
وتعدّ الدرقة اللمطية التي تحتفظ بها القوات المسلحة الملكية النموذج الوحيد المتوفر في المغرب، في حين لا يوجد في متاحف العالم سوى قطعتين مماثلتين للدرقة اللمطية المغربية.ويُحتفظ بنسخة من الدرقة اللمطية المغربية في متحف الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، ويعود تاريخها إلى العصر المرابطي، وهي على شكل كِلية مفتوحة، مصنوعة من جلد اللمط، وهو حيوان من فصيلة الظباء، كان يعيش بمنطقة لمطة في واحة أسرير نواحي گلميم.
وتتكون الدرقة اللمطية من عدة طبقات جلدية مخيطة وملتصقة ببعضها، وتفيد المعلومات المرفقة بها في رواق القوات المسلحة الملكية، نقلا عن المؤرخين، بأن المرابطين، وخاصة منهم قبائل لمثونة، برعوا في صناعة دروع ممتازة ومفضلة من جلود اللمط، وكانوا يفضلون لهذا الغرض استعمال جلود الإناث المسنّات ذات القرون الحادة التي تمنع اقتراب الذكور.ويعدّ درع الدرقة اللمطية، المكوّن من طبقات متجانسة تُدبغ بمواد نباتية ومغلاة في حليب الإبل ثم تُلمّ بطريقة دقيقة، من الهدايا الثمينة التي كان يقدمها يوسف بن تاشفين إلى الشخصيات التي يود تشريفها.
وعرضت في رواق القوات الملكية المسلحة بمعرض الفرس بالجديدة أسلحة قديمة نادرة، تاريخها مجهول، منها حربة مغربية يحتفظ بها في متحف الأسلحة البرج الشمالي بفاس، وأسلحة يعود تاريخها إلى قرون خلت، مثل “سبولة”، وهو خنجر مغربي مستقيم يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي، و”مرزاق”، وهي حربة مغربية من الفترة المرابطية يعود تاريخها إلى القرن 17 الميلادي.وعلاوة على الأسلحة، يضم الرواق معلومات ومجسّمات تجسّد التكتيكات العسكرية التي كانت تنهجها القوات المغربية في مواجهة الغزاة خلال الحقب الغابرة، إضافة إلى الأزياء التي كان يرتديها العساكر في ساحة المعركة.
وتشير إحدى الوثائق المتعلقة بعمليات الحصار قبل ظهور السلاح الناري، نقلا عن مصادر تاريخية، إلى أن الحصار كان من أكثر طرق المرابطين والموحدين والمرينيين في المعارك التي خاضوها بالأندلس.وتعتمد تقنية الحصار على تطويق المدن المحصنة والقلاع ومنع أهلها والجنود المحصنين فيها من الخروج للحصول إلى الماء والغذاء والسلاح ولطلب المساعدة والتعزيزات العسكرية، ومنع وصول المُؤن والتعزيزات العسكرية إليها من الخارج، وذلك بإقامة مجموعة من المتاريس والخنادق حول أسوار المدن والحصون المحاصرة، وحول معسكر الجيش المحاصر.ويعود استعمال الفرسان المغاربة للسلاح الناري، استنادا إلى المصادر التاريخية المغربية، إلى القرن الثالث عشر في عهد المرينيين، الذين استخدموا البارود خلال حصارهم لسجلماسة، في حين تُرجع المصادر التاريخية الأجنبية استعمال الفرسان المغاربة للسلاح الناري لأول مرة إلى القرن الرابع عشر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
القيادة الأميركية في إفريقيا تؤكد احتضان المغرب مناورات "الأسد الإفريقي 2023"
المغرب يرفع ميزانية الدفاع لاقتناء أحدث الأسلحة ومجابهة التهديدات الخارجية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر