الرباط - كمال العلمي
خلال فعاليات معرض القفطان والحرف اليدوية والصناعة التقليدية المغربية بالعاصمة الكينية، نيروبي، يحمل عنصر الشباب مشعل التعريف بالثقافة المغربية بالشرق الإفريقي.ويجد هؤلاء الشباب المغاربة الصناعة التقليدية والحرف اليدوية من المهن القيمة في العصر الحالي، مشكلين بذلك “استثناء مميزا” في هذا المعرض الأول من نوعه بدولة كينيا، و”عنصرا عمريا مهما” تعول عليه غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة من أجل استمرار النفس التقليدي في الثقافة المغربية وإبرازه في العمق الإفريقي.
يسرى علوان ثلاثينية قادمة من مدينة الرباط لتعرض منتوجات أحذية جلدية نادرة في الصناعة التقليدية المغربية، إذ مكن المزج بين التقليدي والعصري من إنتاج منتوج جذاب لكل زائر تحط قدمه المعرض.وقالت إنها “كشابة مغربية فخورة بتمثيل المملكة المغربية في كينيا، وأن تقدم منتوجاتها من الأحذية الجلدية التي بدأت في تصميمها منذ سنة 2016”.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن “هاته المعارض تعد فرصة مهمة لنا نحن الشباب المغربي، إذ نتمكن من الاحتكاك بثقافات أخرى ونكسب معرفة أولية عن أسواق جديدة من الممكن أن تشكل فرصا تجارية قيمة لتجارتنا”.واعتبرت يسرى أن “جل الشباب المغربي الذي يزاول مهن الصناعة التقليدية يكون في الغالب قد ورثها عن أبيه أو جده أو فرد آخر من عائلته”، مشددة على أن “وجوده في معارض دولية يعطيه الثقة الكافية لكي يستمر في حمل مشعل أجداده؛ حتى يوصله بطريقة جديدة إلى أبنائه”.
وبيّنت العارضة المغربية ذاتها أن فرصة غرفة الصناعة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة لعرض منتوجاتها في الخارج ساهمت في تنمية تجارتها المميزة، إذ سبق أن شاركت في معرض أبوجا العام الماضي وقبله في معارض خارجية، وكسبت من خلال ذلك تجارب مهمة تجعلها كشابة مغربية تطمح إلى المزيد من فرص التعلم في هذا المجال الفريد.وشددت يسرى على أن “وجود عنصر الشباب في هذا المعرض المغربي الأول من نوعه في كينيا سببه وجود شغف كبير لديهم بمهنتهم، ولا يعتبرونها مصدر رزق فقط؛ بل هواية تحسهم بالراحة والسعادة”.
عامل السعادة والترفيه عن النفس والإحساس بالراحة خلال عروض أغاني “الدقة المراكشية” لفرقة الخميسات كان عاملا حاسما لوجود مهدي (عشريني) في هذا المعرض، إذ قال: “منذ صغري وفي حينا الشعبي بالخميسات، وأنا معجب بفن “الدقايقية””.وأضاف مهدي أن “هذا الفن أعتبره هواية بالنسبة لي، وليس فقط مهنة عابرة، بحيث أحس بالفرح والفخر عند عزفنا لأغاني الفرقة، وهذا الأمر لم يكن حديثا بالنسبة لنا؛ بل امتد منذ الصغر، حينها كانت فرقتنا عبارة عن أصدقاء يجتمعون في الحي من أجل الترفيه فقط”.
ولا تزال هاته الفرقة عبارة عن عائلة من الأصدقاء الشباب يقودهم المرح وحب المهنة إلى التعريف بالأغنية المغربية الشعبية في كينيا، إذ قال أيوب (عشريني) إن “هاته الهواية نسعى إلى تطويرها بشكل مستمر، كما نطمح إلى التعريف بتراث مدينة الخميسات وفن البهجاوة الذي لا يقف عند حدود مدينة مراكش فقط”.في رواق المعرض، يحرص حمزة (28 سنة) على إقناع الزوار الكينيين والأجانب بلغته الإنجليزية المتميزة، إذ قاده التخرج التكوين المهني إلى إنشاء حب خاص بمهنة المنتوجات الجلدية؟
وقال حمزة إن “فترات التكوين المهني والورشات التكوينية والتداريب الميدانية التي مررت بها كانت عاملا مهما لأكسب شغف هاته المهنة التقليدية”.وأضاف العارض المغربي الممثل لمدينة سلا أن “الشباب هنا إلى جانب الحرفيين أصحاب الخبرة يتوحدون في الأهداف المسطرة في هذا المعرض، وهي التعريف بالثقافة المغربية التي تظل غائبة نوعا ما في الشرق الإفريقي”.ونوه حمزة بـ”الفرص التي تقدمها غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة لفائدة الصناع التقليديين الشباب، ومساعدتهم على الحصول على عنصر الثقة في إبراز معروضاتهم ومواجهة الصعاب، وهي من الأسلحة المهمة لكي يبقى أي شاب في مساره المهني الذي اختاره”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحرف اليدوية تحتفي بعودة السياحة في فاس المغربية
"القرية التراثية الإماراتية" أيقونة تضيء أمسيات "أجمل شتاء في العالم"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر