اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية
آخر تحديث GMT 01:23:29
المغرب اليوم -

تقع ضمن نطاق تكيَّة هالة سلطان في قبرص

اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية

اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية
لندن - ماريا طبراني

عُثر على مئات من الأشياء الثمينة في مقبرة عائلة ثرية عاشت في أواخر العصر البرونزي، بدءا من الأحجار الكريمة حتى الأقراط الذهبية.
 
اكتشفت المقبرة في تكية هالة سلطان في قبرص، وهي واحدة من أغنى قبور العصر البرونزي عثر عليها في الجزيرة، وتعود إلى 1500 قبل الميلاد. ويعتقد أن العائلة عاشت في مدينة غنية في مكان قريب، ولكن علماء الآثار لم يعثروا على المكان الغامض حتى الآن. المقبرة التي وجدت من قبل علماء الآثار من جامعة غوتنبرغ تتضمن مجموعة متنوعة من مسبوكات الذهب بما في ذلك الإكليل، واللؤلؤ، والأقراط والجعلان المصرية، فضلا عن أكثر من 100 من الأواني الخزفية المزخرفة الغنية؛ وهذا يدل على أن الأسرة المدفونة في الموقع كانت غنية.

اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية 
وقال أستاذ علم الآثار القبرصية في جامعة غوتنبرغ بيتر فيشر إن الذي قاد الحفريات، إن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام حول الاكتشافات هي التاريخ الذي ترجع إليه. الأنقاض تعود لـ1400-1500 قبل الميلاد، ولكن الباحثون لم يجدوا سوى موقع الدفن والمدينة ليست من هذه الفترة. وقال البروفيسور فيشر "يجب أن تكون المدينة غنية انطلاقا من القبر الذي وجدناه هذا العام، لكنها على الأرجح أقرب إلى موقع الدفن في المنطقة التي لم تستكشف بعد". مضيفا "كانت الحفريات في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو من هذا العام هي الأكثر نجاحا حتى الآن، فقد اكتشفنا ربع المدينة الأكبر سنا من نحو 1250 قبل الميلاد وخارج المدينة وجدنا قبرا غنيا بشكل لا يصدق، واحدة من أغنى المقابر في قبرص من هذه الفترة".

اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية 
الأشياء التي عثر عليها تأتي من ثقافات مجاورة عدة، والتي تبين أن قبرص كانت محورا مركزيا في التجارة لمسافات طويلة. وبيَّن فيشر "أن حقيقة اكتشافنا موقع دفن من العصر البرونزي المتأخر مثيرة جدا؛ لأن الذين لقوا حتفهم في هذا الوقت كانوا مدفونين عادة داخل مستوطنة". وشملت المكتشفات أيضا الأحجار الكريمة و5 أختام أسطوانية، بعضها منتج محليا وبعضها من سورية وبلاد ما بين النهرين، فضلا عن خنجر من البرونز. وكانت هناك أيضا المزهريات المزينة بالرموز الدينية والرسوم التوضيحية للحيوانات.
 
وأضاف فيشر "كما وجدنا أدلة حول مدينة التصنيع على المنسوجات، وقد استخدمت هذه المنتجات في التجارة مع ثقافات عالية في مصر والأناضول وبلاد الشام، بلاد ما بين النهرين، كريت واليونان؛ وهو ما يفسر الاكتشافات المستوردة الغنية". استوردت العديد من السفن أساسا من اليونان وكريت الأناضول، أو معادلة تركيا، كما هي معروفة الآن. ويبدو أن القبر كان يخصُّ 8 أطفال من العائلة تتراوح أعمارهم بين 5-10 سنوات، و9 من البالغين أكبرهم كان نحو 40 سنة، كما ذكر فيشر أن متوسط العمر المتوقع أقصر بكثير آنذاك مما هو عليه اليوم.
 
ولفت علماء الآثار إلى أن الأشياء الأكثر أهمية هي أكثر من 140 من الأواني الخزفية الكاملة، ومعظمها كان مزينا بالرسوم التوضيحية الخلابة، على سبيل المثال شخص يجلس في عربة يجرها اثنان من الخيول وامرأة ترتدي ثوبا جميلا مرسوما. وأضاف فيشر "أن الفخار يحمل الكثير من المعلومات الأثرية". وكانت هناك الواردات الميسينية من الدرجة العالية؛ وهذا يعني أن الفخار من اليونان ويعود إلى 1300-1500 قبل الميلاد. إن الفخار الذي يحمل رسما لامرأة، هي ربما إلهة اسمها مينوية؛ مما يعني أنه من جزيرة كريت، ولكن صنعت في إناء في اليونان آنذاك، وكانت كريت مستعمرة يونانية.
 
لوحة لباس المرأة متقدمة للغاية وتظهر مدى ثراء ملابس النساء في وقت قريب، ويمكن أيضا العثور على جزر على الرسوم الجدارية في قصر كنوسوس في هيراكليون/ كريت. والاكتشافات الأخرى من مصر وهما اثنان من الجعلان الحجرية محمولة على حوامل ذهبية منقوشة بالهيروغليفية بجانب توضيح للفرعون؛ ويشير النقش إلى فرعون مصر الأقوى تحتمس الثالث 1479-1425 قبل الميلاد، خلال فترة حكمه بلغت مصر ذروتها من ناحية الحجم والنفوذ، كما أنه غزا سورية وأجزاء من بلاد ما بين النهرين (العراق اليوم).
 
وعلى أمل العثور على المدينة المفقودة، سيستمر الباحثون في العمل على الموقع في العام المقبل. وأشار فيشر إلى أنه "في ربيع 2017 سنواصل الكشف عن أجزاء من المدينة وموقع الدفن، وكل من المجالات مثل الأنشطة الزراعية، فهناك حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة لتأمين التراث الثقافي المشترك لدينا قبل تدميره إلى الأبد".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية اكتشاف مقبرة ثريَّة منذ العصر البرونزي تقود لمدينة مختفية



GMT 20:58 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"

GMT 08:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
المغرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سر غياب الأميرة للا سلمى عن الساحة المغربية منذ يونيو 2017

GMT 05:40 2020 الخميس ,11 حزيران / يونيو

طائرة البحرين تتراجع عن المشاركة في "كأس آسيا"

GMT 14:16 2019 الجمعة ,26 تموز / يوليو

لبنى أبيضار تدخل القفص الذهبي للمرة الثالثة

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نهضة بركان يمدد عقد العربي الناجي حتي عام 2022

GMT 06:40 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

ملابس فصل الربيع في خمسة أنماط للشعور بالراحة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib