لندن - المغرب اليوم
بعد غياب لأكثر من 2300 سنة، أطلت «الأميرة أوكوكا» على الزوار ضمن برنامج فعاليات في متحف منطقة «غورني ألتاي»، بمناسبة أعياد نهاية العام. ورغم دعوة السكان المحليين لترك «الأميرة» ترقد بسلام، نظراً لمكانتها ورمزيتها، ودورها في إغلاق بوابات العالم السفلي وفق معتقداتهم، فإن إدارة المتحف قررت عرضها لأول مرة، منذ اكتشفاها قبل نحو ربع قرن. و«الأميرة أوكوكا» اسم مومياء لفتاة شابة عُثر عليها أثناء حفريات أثرية عام 1993. في «حقل حفريات أوكوكا» الواقع في منطقة «غورني ألتاي» الممتدة على الأجزاء الغربية من سيبيريا. ويقدر العلماء أن هذه المومياء تعود إلى الفترة ما بين القرن الخامس والثالث قبل الميلاد. وكشفت الاختبارات أنّ الشابة - المومياء توفيت وهي في ريعان شبابها، ولم تتجاوز 25 عاماً من العمر، وأن الوفاة كانت نتيجة إصابتها بمرض السرطان. وتقرر تسمية المومياء «أميرة أوكوكا»، نسبة لاسم منطقة الحفريات. وتُعد حتى يومنا هذا أهم اكتشاف من نوعه على قائمة اكتشافات علماء الآثار الروس خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
ويعارض السكان المحليون بشدة عرض مومياء «الأميرة أوكوكا» على الزوار في صالات المتحف أو أي مكان عام آخر، ويطالبون بدفنها مجدداً، لترقد بسلام. حتى إنّهم تقدموا بشكوى بهذا الصدد أمام المحكمة، وطالبوها باتخاذ قرار ينص على إعادة دفن المومياء، إلا أن المحكمة رفضت هذا الطلب. ووفق معتقدات السكان المحليين، تُعتبر «الأميرة أوكوكا» حامية ألتاي، ويطلقون عليها في ملاحم وأساطير تاريخية اسم «أك - كادين»، أي (خاتون الطيبة المخلصة النزيهة)، التي تقف «حامية للهدوء» في المنطقة، وتحرس بوابة العالم تحت الأرضي، لتمنع انتقال الشر من العوالم السفلية إلى الأرض. ويرتبط اسمها في أسطورة محلية مع محاربة تمكنت من مجابهة قبائل غازية، وبعد أن اكتشفت أسرارهم، تمكنت من الانتصار عليهم، قبل أن تتحول إلى «هلال» وتحول فرسها إلى نجم قطبي. وتمكن خبراء من تصميم «مجسم» يُظهر شكل الأميرة - المومياء وكيف كانت تبدو في حياتها، لعرضها في قسم المتحف الخاص بأسطورة «أوكوكا حامية ألتاي».
قد يهمك أيضًا :
باحثون يكشفون أبرز الظواهر الفلكية وحقيقة "تعامد الشمس" على "أبو سمبل" ومعبد قارون
انطلاق فعاليات الدورة الثانية من المعرض الوطني التونسي حتى 29 كانون الأول
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر