أحمد ناجي يسرد تجربته في السجن بعد إطلاق سراحه
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

قضى عامان في الحبس بسبب كتابته "استخدام الحياة"

أحمد ناجي يسرد تجربته في السجن بعد إطلاق سراحه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أحمد ناجي يسرد تجربته في السجن بعد إطلاق سراحه

الروائي المصري أحمد ناجي
القاهرة ـ سعيد فرماوي

أكّد الروائي المصري أحمد ناجي، أنّه يشعر بالفخر، لأنه في آخر صفوف المحبوسين عالميًا بسبب الأدب، موضحًا : "عانى جيمس جويس من نفس المشكلة لكتابته كلمات خادشة، ويبدو أنه دخل معركة قانونية ضخمة في الثلاثينات والأربعينات، ودعنا لا ننسى أن هذا على غرار كيرواك وغينسرغ".

وأضاف: "الأمر حول كلمات دارجة في الشوارع ثم يصبح لها معنًا آخر عندما نستخدمها في إطار أدبي. كيف أعرف هذا كله ولا استخدم هذه اللغة في كتاباتي؟". ولا يعتبر ناجي أول روائي مصري يدخل السجن بسبب كتاباته، لكنه الأول الذي يُسجن لأسباب أخلاقية.

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الخميس، تقريرًا يتناول قضية الروائي المصري، أحمد ناجي، صاحب الرواية المثيرة للجدل "استخدام الحياة" والتي يقضي بسببها في السجن حكمًا لمدة عاميين، لأن الرواية "خادشة للحياء العام".

وتحدثت الروائية الأميركية زادي سميث، في مقالها على موقع "نيويورك ريفيو أوف بوكس" عن الروائي المصري أحمد ناجي، قائلًا: سمعت باسم أحمد ناجي لأول مرة في مأدبة عشاء نظمتها جمعية "الشعراء وكاتبي المقالات والروائيين" PEN في الربيع الماضي. ورفعت عيناي من على طبق الحلوى، لأرى صورة كبيرة لشاب مصري، أقرب للوسامة، ذو مظهر فاسق قليلًا، يحمل شاربًا شبيه بشارب بيرت رينولدز، ويرتدي قميص "نهرو" الفاخر، وعلى وجهه شبه ابتسامة تشير إلى شخص مسلّ ويتسلّى بسهولة. علمت بأنه في الثلاثين فقط من عمره، وكتب رواية باسم "استخدام الحياة"، وبسببها يقضي في السجن حكمًا لمدة عامين".

وذكر التقرير، أنه من الصعب عمل مقارنة بين أسلوب ناجي الكتابي غير التقليدي، وبين شخصيته الهادئة الرقيقة. فرواية "استخدام الحياة" هي رواية مثقلة بالفلسفة الوجودية والخيال والنقد الاجتماعي، وهي تحكي عن الشاب باسم الذي يعيش في "قاهرة موازية" يصورها ناجي بأنها مدينة عشوائية نشأت من سلسلة من الكوارث الطبيعية لهزات والزلازل أصبح تُعرف بعد ذلك بـ "الزلزال العظيم" الذي نتج عنه تهدم نصف المدينة، ثم سلسلة من التشققات الأرضية ابتلعت شوارع كاملة، وأصابت مجرى نهر النيل بتحورات مفزعة، الأمر الذي نتج عنه اختفاء جزر كاملة. إلا إن الرواية غنية بالمواد الإباحية والاستمناء و"الفيتشية" الجنسية، بيد أن أفكار وآراء باسم تحررية للغاية، فهو يمارس الجنس مع سيدة كبيرة وله أصدقاء متحولين جنسيًا، ويعاقر الخمر والمواد المخدرة.

ويوضح ناجي صاحب الـ31 عامًا: "الجنس والمواد المخدرة جزآن لا يتجزآن من القاهرة"، مشددًا على أن الرواية لا تدور حول ذلك الأمر فقط، فهي تعطي لمحة عن "تاريخ المدينة وعن تاريخ بنائها"، وتقدم دراسة عن صراع الناس في "متاهة درامية" للحصول على "شذرات تافهة من السعادة".

ودخل ناجي، أتون المعارك القانونية في 2015، عندما نشرت مجلة "أخبار الأدب" أحد فصول الرواية، وهو الأمر الذي مر مرور الكرام حتى قرأ المواطن هاني صالح توفيق المقال المنشور في الجريدة المتخصصة، ليحدث له اضطراب في ضربات القلب، وإعياء شديد وانخفاض حاد في الضغط، على خلفية قراءة ما وصفه بـ"الموضوع الخادش للحياء"، ليقرر تقديم بلاغ ضد كل من الكاتب أحمد ناجى، ليواجه اتهامًا بخدش الحياء. وفي يناير/كانون الثاني حصل ناجي على حكم بالبراءة من تهمة خدش الحياء العام، إلا أن النيابة قامت بالاستئناف على الحكم، ليصدر حكم محكمة الاستئناف بحبس الكاتب سنتين، وتغريم رئيس تحرير أخبار الأدب طارق الطاهر 10 آلاف جنيه، موقعًا بذلك أقصى عقوبة على الكاتب.

ويصف محامي الروائي المصري، محمود عثمان، حكم المحكمة بأنه "فوضوي" و"غير مسبوق"، قائلًا: "لم تلقى المحكمة بالاً بدفاعنا ولم تناقشه بل ورفضت الاستماع إلى الشاهد الرئيسي وهو رئيس المؤسسة العامة للكتاب. ولم تتوان المحكمة عن إصدار الحكم بسرعة غريبة في أقل من ساعة، دون إعلان هذا الحكم للحضور. وأنا أرى أن هذا الحكم له دوافع أمنية واضحة". وفي 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم إخلاء سبيل ناجي، بعد سجنه لما يقرب عام، حيث قضت محكمة النقض بقبول الطعن المقدم من دفاع ناجي وأوقفت حكم حبسه. والآن وبعد أن خرج، لا يرغب ناجي في الحديث عن الفترة التي قضاها في السجن، بغض النظر عن قوله إن "السجن ما هو إلا سجن"، مضيفًا أنه قد أثر سلبًا على صحته وأن رفيقه في الزنزانة كان الثوري البارز علاء عبد الفتاح، والذي خاض معه مناقشات أدبية عديدة. ومع ذلك فهو يفتخر بأنه في أخر صفوف المحبوسين عالميًا بسبب الأدب، حيث يقول: "عانى جيمس جويس من نفس المشكلة لكتابته كلمات خادشة، ويبدو أنه دخل معركة قانونية ضخمة في الثلاثينات والأربعينات، ودعنا لا ننسى أن هذا على غرار كيرواك وغينسرغ".

وأضاف: "الأمر حول كلمات دارجة في الشوارع ثم يصبح لها معنًا آخر عندما نستخدمها في إطار أدبي. كيف أعرف هذا كله ولا استخدم هذه اللغة في كتاباتي؟". ولا يعتبر ناجي أول روائي مصري يدخل السجن بسبب كتاباته، لكنه الأول الذي يُسجن لأسباب أخلاقية، أما الآخرون فلأسباب دينية أو سياسية، مثل الروائي والقاص صنع الله إبراهيم أحد رموز جيل الستينات، والذي دخل السجن منذ 1959 حتى 1964، إبان حملة المعارضة الشنعاء التي شنها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.

ويعد صنع الله أحد الأصوات الداعمة للروائي الشاب ناجي، ذلك أنه كان من أبرز الوجوه التي حضرت للدفاع عن ناجي في المحكمة. وبلغت عدد الشخصيات المؤيدة له حوالي 600 شخصية من أدباء وفنانين وكتاب عرب ومصريين، حيث وقعوا على بيان جماعي يطالب بالإفراج عن ناجي، الذي جذبت قضيته انتباهًا شديدًا. وعلى رأس هؤلاء الشخصيات، الفنان الأميركي الشهير وودي آلان، والمغنية الأميركية باتي سميث، والروائي الأميركي ديف إيغرز، وفيلي روث والروائية زادي سميث.
 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد ناجي يسرد تجربته في السجن بعد إطلاق سراحه أحمد ناجي يسرد تجربته في السجن بعد إطلاق سراحه



GMT 02:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib